فرنسا: تصريحات أحمدي نجاد حول المحرقة لا يمكن قبولها وتشكل صدمة عميقة

الرئاسة الفرنسية تعرب عن قلقها العميق إزاء الأنشطة النووية الإيرانية

TT

بعد ما يزيد على الساعة من المحادثات بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية برنار كوشنير ومساعديهما من جهة، ووزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي والوفد الذي يرافقه من جهة، ثم بعد جولة إضافية من غير الرئيس وكوشنير، أصدر القصر الرئاسي بيانا متشددا لا بل تحذيريا جاء فيه أن الرئيس الفرنسي استقبل الوزير الإيراني «من أجل لفت انتباهه للمخاطر التي ترتبها مبادرات إيران في الميدان النووي على السلام» في العالم.

وأشار البيان إلى أن ساركوزي عمد منذ بداية اللقاء إلى إدانة التصريحات التي أطلقها الرئيس الإيراني التي «تنفي حقيقة محرقة اليهود» مشددا على أنها «لا يمكن قبولها فضلا عن أنها تحدث صدمات عميقة» كما أدان ساركوزي تصريحات نجاد بخصوص إسرائيل التي وصفها أيضا بأنها «غير مقبولة».

ورجحت مصادر مطلعة أن يكون ما جاء في البيان الرئاسي ردا على تصريحات نجاد أمس حيث وصف إسرائيل بأنها «أكثر الأنظمة إجراما في تاريخ البشرية» معتبرا محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية «خدعة كبيرة». وأكثر من مرة، أكد ساركوزي أنه «لا يمكن أن يصافح» نجاد بسبب تصريحاته عن إسرائيل.

وفي إطار التشدد نفسه، عبر الرئيس الفرنسي، وفق البيان الصادر عن الإليزيه، عن «القلق العميق إزاء نشاطات إيران النووية» التي وصفها بأنها «تساهم في انتشار السلاح النووي» وأعرب عن تمسك باريس بالتوصل إلى حل في إطار المفاوضات «المجمدة» بين إيران والدول الست أي الخمس الدائمة العضوية وألمانيا. وحث البيان إيران على احترام قرارات مجلس الأمن الدولي وعلى الانخراط في المفاوضات وهو الباب الذي ترفض إيران ولوجه بعدما أعلن الرئيس أحمدي نجاد أن بلاده لن تفاوض بشأن ملفها النووي إلا مع الوكالة الدولية للطاقة النووية.

وكان الوزير الإيراني قد أعلن لوسائل إعلامية إيرانية عند وصوله إلى مطار باريس قبل ظهر أمس أنه «لن يناقش الملف النووي مع الرئيس ساركوزي». وتعتبر باريس أن التفاوض مع الدول الست من شأنه فتح الباب أمام تعاون واسع النطاق مع إيران بما في ذلك ميدان النووي السلمي والتوصل إلى ترسيخ الأمن الإقليمي (في إشارة إلى الخليج والشرق الأوسط) والدولي. كما نوه البيان بالقرار الأميركي الانخراط في المفاوضات في إطار مجموعة الست.

ونبهت الفقرة الأخيرة من البيان الرئاسي إيران إلى أن امتناعها عن دخول المفاوضات والتجاوب مع المجموعة الدولية من شأنه دفعها إلى «عزلة دولية أكبر على كل الصعد» بينما التوصل إلى حل متفاوض عليه «ممكن».

وغابت عن البيان الرئاسي المواضيع الإقليمية من العراق إلى لبنان وأفغانستان والسلام في الشرق الوسط كما غابت العلاقات الثنائية وهي المواضيع التي أعلنت الرئاسة أول من أمس أنها ستناقش خلال وجود متقي في باريس.

وتأخر اجتماع الإليزيه ساعة بسبب مشاركة الرئيس الفرنسي في قداس في كاتدرائية نوتردام لراحة نفس ضحايا إيرباص ايرفرانس التي سقطت في مياه المحيط الأطلسي، كما ألغي الاجتماع الذي كان مقررا بين متقي وكوشنير بسبب سفره إلى البرازيل بطلب من الرئيس الفرنسي.