وفد أمني مصري يقيم في غزة للتوسط بين حماس وإسرائيل

مسؤول ملف شاليط الجديد للقاهرة.. ولا يستبعد الخيار العسكري

الجيش الاسرائيلي يزيل حاجز عطارة العسكري شمال مدينة رام الله، امس (ا. ب)
TT

ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوعز إلى مسؤول ملف تبادل الأسرى الجديد في حكومته حجاي هداس بالتوجه إلى القاهرة لتحريك المفاوضات مع حركة حماس بشأن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط. وأشارت الصحيفة إلى أن هداس سيلتقي مع أفراد عائلة شاليط قبل توجهه إلى القاهرة ولقائه بوزير المخابرات المصرية عمر سليمان، موضحة أن هناك حالة ارتياح كبير في أوساط القيادة الإسرائيلية إزاء قرار سليمان تشكيل وفد أمني مصري رفيع يُعنى بدفع التفاوض غير المباشر بين حماس وإسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن الوفد الأمني المصري الذي سيرأسه ضابط كبير في المخابرات سيتوجه إلى القطاع للبقاء فيها من أجل هذا الغرض، إلى جانب محاولة الضغط على حركتَي فتح وحماس للتوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام الداخلي القائم.

وكانت صحيفة «هآرتس» قد أشارت إلى أن تعيين هداس مسؤولا عن ملف شاليط يأتي مؤشرا على عدم استبعاد إسرائيل للقيام بعملية عسكرية لتحريره من الأسر. وحسب المعلق العسكري للصحيفة أمير أورن فإن اختيار هداس (56 عاما) رئيس شعبة العمليات السابق في جهاز المخابرات الخارجية «الموساد» لشغل المنصب تعكس رغبة نتنياهو في عدم استبعاد الخيار العسكري في وضع حد لملف شاليط. ونقل أورن عن هداس قوله لعدد من معارفه مؤخرا إن تحرير شاليط يقتضي حرب عقول طويلة ومضنية، في إشارة إلى ضرورة تكثيف العمل الاستخباري والعسكري.

وأوضح أورن أن نتنياهو وهداس يؤمنان بأن التوصل إلى صفقات تبادل أسرى مع حركات المقاومة يمثل خضوعا لـ«الإرهاب». وما يعزز توجه نتنياهو إلى عدم استثمار جهود كبيرة في مجال التفاوض بشأن شاليط هو حقيقة أن هداس لا يجيد اللغة العربية وذلك بخلاف سلفه في المنصب عوفر ديكل الذي استقال من منصبه عقب وصول نتنياهو إلى سدة الحكم. ويُعتبر هداس مسؤولا عن الكثير من العمليات السرية التي نفذها الموساد. وكان هداس العقل المدبر لمحاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في عمان في صيف 1997، كما شغل منصب نائب قائد الوحدة الخاصة في لواء المظليين، وشارك في الكثير من العمليات، التي أشرف على الكثير منها وزير الدفاع الحالي إيهود باراك عندما كان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وهيئة الأركان.

وأكد أورن أن تحمس نتنياهو لتنفيذ عملية لتحرير شاليط لا يعني أنه لن يجرب خيار المفاوضات، سيما إذا تبين أن فرص نجاح خطط هداس العسكرية لتحرير شاليط ضئيلة. وأشار أورن إلى أن هداس يحتفظ بعلاقات وثيقة مع سليمان، منذ كان في الموساد.