ماذا يعرف العونيون عن ولاية الفقيه؟

معظمهم امتنع عن الخوض في التفاصيل.. والبعض اعتبره «فاتيكان» شيعيا

TT

تتفاوت نسبة اطلاع مناصري «التيار الوطني الحر» على ما تنطوي عليه ولاية الفقيه من أبعاد ومعان. ثمة من يعترفون بجهلهم التام لها. وثمة من يكتفون باعتبارها «فاتيكان» شيعيا، كما قال أحدهم لـ«الشرق الأوسط». وثمة من تمسكوا بعبارة وردت في أحد خطابات الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في 26 مايو (أيار) 2008، حين قال إن «ولاية الفقيه تأمرنا بالحفاظ على تنوع لبنان». واللافت أن أكثرهم امتنعوا عن الخوض في تفاصيل الموضوع متمسكين باعتباره «فزاعة تستغل في موسم الانتخابات لإخافة المسيحيين». عميد كلية العلوم السياسية في جامعة الحكمة، الأب كميل مبارك المقرب من «التيار الوطني الحر»، لدى سؤاله عن عدم سعة اطلاع مناصري «التيار» على هذه المسألة، أجاب «ليسوا وحدهم من يجهلون ذلك، بل غالبية اللبنانيين من مسيحيين وأهل السنة وحتى أعداد كبيرة من الشيعة أنفسهم». وأوضح بنبرة حازمة «أولا، الولي الفقيه لم يعرف حتى اليوم. ولظهوره علامات، منها أنه سيذهب ويصلي في القدس ويمنع من هذه الصلاة أو يقتل وتنشب، بعد هذا المنع أو القتل، حرب مذهبية. ثانيا، هناك ما يسمى الحكومة الإسلامية أو الشرعية تشبه حكومات الأرض كلها وتتصرف لتحقيق العدالة من منظورها، لكنها إذا ابتعدت عن إرادة الله وخير الناس العام تحاسب وتقال. وفشلها دليل على أن الولي الفقيه لم يظهر بعد. ثالثا، الولي الفقيه الذي يرصد وجوده أهل السنة ويؤمن بوجوده كثيرون من الشيعة وليس كلهم، يدخل في إطار مفهوم السنة والشيعة معا في إطار خلافة المسلمين». وعن مدى التهديد الذي يشكله هذا المفهوم للتنوع اللبناني، رد «أشعر بأن هذا المفهوم غير الواضح لولاية الفقيه، يستغل سياسيا وانتخابيا. فالناس أعداء ما يجهلون». وأضاف «الولي الفقيه قد يظهر بعد آلاف السنين إذا استمر الشيعة والسنة بالوجود. وهذا الأمر يشكل خطرا إذا رأت الحكومات، التي تعتبر نفسها منفذة إرادة الولي الفقيه، أنها ملزمة بتطبيق الشريعة الإسلامية على جميع فئات المجتمع مسلمين وغير مسلمين». ويشرح مؤيد آخر للتيار الوطني فيقول «إن ولاية الفقيه تمثل مرجعية دينية للشيعة. وهي أساسا تدعو أتباعها في كل الدول إلى احترام القوانين المرعية في دولهم. لذلك فإنه يمثل التزاما دينيا لا أكثر. وإذا تناول تنظيم الأمور الحياتية، انطلاقا من باب الاجتهاد، فأين المشكلة ما دام لا يتعرض للشؤون اللبنانية الداخلية؟ حتى إن المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله نفسه لا يؤيد ولاية الفقيه، لأنه يمثل مرجعية دينية مستقلة. وإذا نجحت ولاية الفقيه في تطبيق نظامها الديني على النظام السياسي في إيران، فهذا لا يعني توجيه دعوة للشيعة في بقية الدول إلى الثورة على أنظمتهم».

أما الشابة ريتا نصور (22 عاما) فأقرت بأن «الحديث عن ولاية الفقيه أمر يدعو إلى الخوف والقلق» لكنها استدركت «حين قرأت عن الموضوع أدركت أن ما يشيعه السياسيون لا يتعدى الكلام الإعلامي الذي يجيش الناس». وقالت «ما أعرفه أن ولاية الفقيه تطبق في الأماكن حيث الأكثرية الشيعية. ولكن لا أشعر بأي قلق، ذلك أن لبنان يمتاز بتنوع طائفي يستحيل في ظله تطبيق ولاية الفقيه. وهذا ما أعلنه حزب الله. لذلك فإن كل ما يقال ويروج له عن هذا الموضوع يرمي إلى إخافة المسيحيين تمهيدا لكسب الانتخابات، ذلك أن المعارك الانتخابية ستدور في الدوائر حيث يشكلون الغالبية. ولو أن ما يدعونه صحيح، لماذا تحالفوا مع الحزب في 2005؟ لماذا لم يخشوا ولاية الفقيه آنذاك؟ على الجميع أن يدركوا أن هناك مشاريع تتبدل بتبدل الظروف والمعطيات، وإلا فلنعد وننبش مشاريع القوات (اللبنانية) حين نادى الرئيس بشير الجميل بالفيدرالية. هذا أمر لا يجوز».

من جهته، بدا آلان واكد (25 عاما) صريحا، إذ لم يحاول إخفاء جهله مضمون ولاية الفقيه. وقال «ما أعرفه يقتصر على ما نسمعه من مسؤولين في حزب الله أن الفقيه هو العادل العالم الحكيم الشجاع العارف بالدين. الواقع أني لا أعرف الكثير ولست مهتما لأعرف. فليطلعنا من يخوفون الناس في خطاباتهم على مضمون هذه الولاية بما أنها تأخذ الكثير من أوقاتهم».