جمع بقايا جديدة من الطائرة الفرنسية في المحيط الأطلسي.. وتشاؤم حول العثور على الصندوقين الأسودين

فرنسا والبرازيل تبدآن حدادا وطنيا.. وتوقعات بأن تطول فترة التحقيق لمعرفة أسباب الحادث

أقارب لضحايا الطائرة الفرنسية يقفون خارج كاتدرائية نوتردام في باريس. (أ.ف.ب)
TT

استمرت أعمال البحث عن بقايا إضافية للطائرة الفرنسية التي وقعت في المحيط الأطلسي يوم الاثنين الماضي وعلى متنها 228 راكبا، وتم العثور على بقايا إضافية، إلا أن الآمال بالعثور على الصندوقين الأسودين بدأت بالتضاؤل. وعثرت طائرة تابعة للقوات الجوية البرازيلية، أمس، على قطع أكبر من الحطام، على بعد مسافة لا تبعد كثيرا عن المنطقة التي عثر فيها على بقايا أول أمس. وقال الكولونيل جورج أمارال للصحافيين، إنه تم العثور على «العديد من القطع المنتشرة في دائرة يبلغ نصف قطرها خمسة كيلومترات، بما في ذلك جسم معدني قطره سبعة أمتار، إضافة إلى بقعة وقود».

وعبرت الهيئة المكلفة التحقيق الفرنسي الرسمي حول اختفاء طائرة إيرباص «إيه 330» التابعة لشركة «إير فرانس» بين ريو دي جانيرو وباريس، عن شكوكها في العثور على الصندوقين الأسودين، وبالتالي معرفة سبب سقوط الطائرة، لكنها أعلنت أنها ستنشر تقريرا أوليا نهاية الشهر الجاري.

ووعد بول لويس أرسلانيان، مدير الإدارة الفرنسية للتحقيق في حوادث الطيران، في مؤتمر صحافي عقد في مطار لوبرجيه، بأن يباشر تحقيقا دقيقا في وقائع المأساة. وقال إن القضية ستعتمد على العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة اللذين يستمران في إرسال إشارات لمدة 30 يوما عندما يلامسان الماء. وقال أرسلانيان «لدينا حطام في المياه. نحتاج إلى وقت لتحديد إن كنا سنستطيع الوصول إلى التسجيلات. وتاريخيا تم العثور على التسجيلات بعد 30 يوما، لكنني لست متفائلا إلى هذا الحد. المياه ليست عميقة وحسب، وإنما توجد منطقة صخرية في ذلك المكان من المحيط».

وأوضح أن الصندوقين الأسودين «وسيلة ثمينة للتحقيقات»، فإذا عثر عليهما في حالة جيدة فإن ذلك يسمح «بالاطلاع على الكثير من المعلومات» والذهاب «إلى أبعد من ذلك على الأرجح». لكنه أضاف «لا توحوا لأي كان بأننا أمام المسألة التالية: إذا عثرنا على المسجلتين سنعلم ما جرى وإذا لم نحصل عليهما فلن نعلم. هذا خطأ».

ويحتوي الصندوقان الأسودان، ولونهما الفعلي برتقالي، والموجودان على متن كل الطائرات، على معلومات حول مسار الرحلة الجوية وسرعتها وارتفاعها وكذلك على تسجيل المكالمات التي دارت في مقصورة القيادة. من جهة أخرى، اعتبر أرسلانيان أنه «في الوقت الراهن لم يتبين أي عنصر من شأنه أن يوحي بأن مشكلة حصلت للطائرة قبل إقلاعها من ريو». وردا على سؤال عما إذا ضربت الطائرة صاعقة، كما قالت «إير فرانس» في بادئ الأمر، قال أرسلانيان «أنا لا أطعن ولا أؤكد في أي شيء، كان الطقس سيئا». وأوضح أنه «سيحاول نشر تقرير نهاية يونيو (حزيران)».

إلى ذلك، بدأت كل من فرنسا والبرازيل، اللتين فقدتا على التوالي 61 و58 مواطنا، فترة حداد وطني. وأقيم قداس أمس على أرواح ضحايا الحادث في كاتدرائية نوتردام في باريس حضره الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأعضاء الحكومة. وأعلنت الحكومة البرازيلية، من جهتها، الحداد لمدة ثلاثة أيام على ضحايا الحادث. وأعلن الناطق باسم الحكومة الفرنسية، لوك شاتيل، أن وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، سيتوجه إلى البرازيل للمشاركة في صلاة على أرواح ضحايا الطائرة. وأعلن شاتيل أن «رئيس الجمهورية طلب من برنار كوشنير التوجه إلى البرازيل للمشاركة في إحياء ذكرى الضحايا البرازيليين الذي سيقام خلال الأيام المقبلة». وقال كوشنير في لقاء مع الصحافيين، إلى جانب نظيره التشيكي يان كوهوت، إن «رئيس الجمهورية ارتأى أن نكون ممثلين في الصلوات التي ستقام في البرازيل». كما ذكر بأن ساركوزي سيستقبل عائلات الضحايا «خلال الأيام المقبلة»، الاثنين على الأرجح.

وأعلن قصر بكنغهام، أمس، أن الملكة البريطانية إليزابيث الثانية بعثت برسالة تعزية شخصية إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بضحايا الطائرة. وقالت الملكة في رسالتها «شعرت بالحزن الشديد لسماع نبأ فقدان طائرة (إير فرانس 447) وعلى متنها 228 شخصا من الركاب والطاقم». وأضافت «أود أن أوجه تعازيّ الحارة إلى عائلات وأصدقاء الضحايا (...) وفي هذا الوقت الصعب، فإننا نصلي من أجل كل من تأثروا بهذه المأساة». وكان من بين ركاب الطائرة أيضا خمسة بريطانيين.