خبراء من 9 دول يناقشون في تونس أسباب تدني اللغة العربية

اللقاء يدوم 4 أيام ويعقد في إطار مشروع أقرته الجامعة العربية

TT

انطلقت في تونس أمس أعمال ملتقى علمي يناقش أسباب تدني مستوى اللغة العربية. ويشارك في اللقاء الذي يعقد في مقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، خبراء في مجال اللغة العربية من تسع دول عربية هي الأردن والسعودية والجزائر والسودان وسورية وليبيا ومصر والمغرب وتونس. ويعقد هذا اللقاء الذي يدوم أربعة أيام في إطار مشروع كانت أقرته القمة العربية عام 2008.

ويناقش الخبراء خلال اللقاء كيفية الاستفادة من تجارب البلدان المختلفة في طرق تدريس اللغة العربية تمهيدا للخروج بوثيقة شاملة تضم توجيهات مستقبلية للنهوض باللغة العربية وكيفية تدريسها. ويشير مشاركون في اللقاء إلى تفاوت الوضعيات سواء بين دول المغرب العربي نفسها أو بينها وبين دول المشرق. ويلاحظون التباين بين الدول في استعمال اللغة العربية في الحياة اليومية والمعاملات المختلفة.

وأشار بعض الخبراء إلى ارتباط اللغة بالعوامل السياسية والاقتصادية، فهي لا تعيش في معزل عن تلك العلاقات المبنية بين الدول على القوة الاقتصادية والهيمنة السياسية، ولذلك يتعين على الدول العربية أن تهتم بالجوانب السياسية في علاقاتها مع الآخرين وعلى التكامل الاقتصادي كطريق لتحقيق المناعة الاقتصادية مما يضفي على اللغة قوة وهيبة إضافية. وقال محمود الذوادي أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية، إن اللغة هي أم الرموز الثقافية والحديث عنها يختلف بين المغرب والمشرق العربي، مضيفا أن درجة التغلغل الأجنبي بلغته في بلدان المغرب العربي كانت أشد ولم تستطع عدة بلدان الفكاك من سيطرة المخلفات الاستعمارية. ويضيف أن العديد من النخب المثقفة والسياسيين لم يتمكنوا من تغيير العقليات وإعطاء الأولوية للغة العربية في السلوك اليومي. ويطالب الذوادي بضرورة التعريب النفسي في علاقة العربي مع لغته، وعلى الحكومات أن تنظم حملات توعوية لفائدة مواطنيها أهمية اللغة العربية، تماما مثل الحملات التي تنظمها ضمن الأمراض المزمنة والأوبئة الفتاكة. ويتابع قائلا: «علينا أن نبدأ بتعريب العديد من الأجهزة المرتبطة بحياتنا اليومية بدءا من الهاتف الجوال إلى أسماء الغلال (المنتجات الزراعية) المطروحة في فضاءاتنا التجارية بما يمكن اللغة العربية من التواجد في كل أوجه الحياة اليومية وأن لا يقتصر استعمالها اليومي على بعض شيوخ الدين والمغرمين القلائل بالعربية من النخب المثقفة». وحول الحواجز النفسية التي تعيق استعمال اللغة العربية بشكل دائم، قال الحبيب الوحيشي أستاذ علم النفس، إن الاستعمال اليومي للغة هو الذي يمنحها الحصانة، معتبرا أن «التغلغل الثقافي للغات الأجنبية في بلداننا العربية جعلها تعرف بعض التهديدات».

ويأتي اجتماع تونس في إطار «مشروع النهوض باللغة العربية لدخول مجتمع المعرفة» الذي أقرته القمة العربية بدمشق في مارس (آذار) 2008.