غواصة فرنسية تبدأ البحث عن الصندوقين الأسودين لطائرة «إير فرانس» في المحيط الأطلسي

ارتفاع عدد الجثث المنتشلة إلى 41.. وتكثيف الجهد للعثور على الجثث المتبقية

TT

بدأت غواصة فرنسية أمس البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة الفرنسية التي وقعت في المحيط الأطلسي بداية الأسبوع الماضي، في وقت لا تزال فيه عمليات انتشال الجثث من المحيط جارية، وبلغ عدد الجثث المنتشلة 41 جثة. وأعلن الجيش الفرنسي أن غواصة مزودة بأجهزة موجات صوتية متطورة، بدأت أمس البحث عن الصندوقين الأسودين الذي يحوي تسجيلا صوتيا وتسجيلا آخر لبيانات طائرة شركة الخطوط الجوية الفرنسية «إير فرانس». وأرسلت الغواصة النووية «أميرود» إلى المنطقة الأسبوع الماضي للمشاركة في محاولات استعادة تسجيلي الصندوقين الأسودين اللذين يمكن أن يكشفا سبب الكارثة، ويعتقد أنهما يرقدان على عمق كبير في قاع المحيط.

وقال كريستوف برازوك، المتحدث باسم الجيش الفرنسي «الأميرود ستبدأ دورياتها في عملية بحث أولية تغطي مساحة 36 كيلومترا في 36 كيلومترا». وأضاف أن منطقة البحث ستتغير كل يوم. وفي حالة رصد التسجيلين يمكن استخدام غواصات آلية صغيرة غير مأهولة على متن السفينة «بوركوا با»، وهي سفينة أبحاث فرنسية موجودة في المنطقة لانتشالهما.

وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه القوات الجوية والبحرية البرازيلية أن فرق البحث انتشلت 41 جثة من المحيط الأطلسي ونقلت بعضا منها إلى جزر فرناندو دي نورونها قبالة الساحل الشمالي الشرقي للبرازيل والتي تستخدم كقاعدة لعمليات البحث. وكانت فرق البحث قد انتشلت عدة أجزاء من جسم الطائرة، وهي من طراز إيرباص إيه 330، لكن الفهم الكامل للحادث الغامض مرهون بالعثور على تسجيلي البيانات والأصوات. وأصبحت أجهزة قياس سرعة الطائرة محور التحقيق بعد أن أظهرت رسائل أنها قدمت بيانات متضاربة للطيارين وربما لعبت دورا في الكارثة. وأرسلت الطائرة المنكوبة 24 رسالة في الدقائق الأخيرة تحدثت عن فشل متسارع في الأنظمة.

وكان اتحاد للطيارين الفرنسيين قد قال أول من أمس إن شركة «إير فرانس» قالت إن جميع طائراتها من طراز إيرباص التي تستخدم في الرحلات الطويلة، ستزود على الفور بأجهزة جديدة لقياس السرعة. ودعا اتحاد في «إير فرانس» طياري الشركة إلى التوقف عن الطيران بطائرات إيرباص إيه 330 وإيه 340 إلى أن يتم استبدال أجهزة قياس السرعة القديمة. وقال مسؤول بالاتحاد إن الشركة التزمت منذ ذلك الحين بتغييرها على وجه السرعة.

وقال متحدث خلال لقاء مع الصحافيين في ريسيف على الساحل الشمالي الشرقي للبرازيل، إن «جميع الجثث التي رصدت حتى الآن تم انتشالها». ونقلت أمس 16 جثة إلى جزيرة فرناندو دي نورونها لإجراء فحوصات من أجل التحديدات الأولية قبل نقلها إلى ريسيف. وأوضح أن الجثث الـ25 الأخرى توجد على متن الفرقاطة بوسيسيو. وقال إن فرنسا طلبت إدخال رافعتين إلى المياه البرازيلية تنقلان 40 طنا من التجهيزات للمساعدة على البحث عن حطام الطائرة. من جهة أخرى، نفت شركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا» بشدة صحة تقارير إخبارية تحدثت عن تعرض إحدى طائرات الشركة لحادث عارض قبل 48 ساعة من حادث سقوط طائرة «إير فرانس». وكان الموقع الإلكتروني لمجلة «شتيرن» الألمانية قد ذكر أن طائرة بوينغ 747 تابعة لـ«لوفتهانزا» تعرضت لمطب هوائي شديد في نفس المنطقة التي سقطت فيها الطائرة الفرنسية قبالة البرازيل.

ونقل الموقع الإلكتروني للمجلة عن أحد ركاب الطائرة قوله إن حالة من الفزع وسقوط عربات المشروبات وتطاير بعض الأشياء حدثت داخل الطائرة أثناء تعرضها للمطب الهوائي الذي استمر عدة دقائق بالإضافة إلى اصطدام بعض الركاب الذين تخلوا عن ربط الأحزمة بسقف الطائرة.

ووصف متحدث باسم «لوفتهانزا» هذا التقرير بـ«الهراء المثير للغضب»، ولكنه أكد في الوقت نفسه أن راكبا أصيب بجروح طفيفة لأنه لم يربط الحزام رغم أن إشارة ربط الحزام كانت مضيئة. وأوضح المتحدث أن الطائرة تعرضت لمطب هوائي معتاد في تلك المنطقة وأن الأمر كله تراوح بين 15 حتى 20 ثانية لم يحدث خلالها تطاير لأي شيء داخل الطائرة.