مصادر أميركية: لا تغيير في خططنا للحوار ونريد تغييرا في سلوك طهران.. ووقت الدبلوماسية القاسية بدأ

انتخاب نجاد يعزز موقف المتشككين في إدارة أوباما.. ويقوي موقف روس أمام هولبروك

شرطي ايراني يركل متظاهرا اثناء الاحتجاجات على اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في طهران امس (أ ب)
TT

قال مسؤولون ومصادر أميركية لـ«الشرق الأوسط» إن السياسات الأميركية حيال إيران لن تتأثر بشكل فوري بنتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية أو بإعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية، موضحين أن واشنطن تريد أن ترى تغييرا في السلوك الإيراني بغض النظر عن نوع الحكومة أو الرئيس، وأن الإدارة الأميركية معنية أكثر بالسياسات التي تتخذها طهران. وقال مسؤول أميركي قريب من ملف إيران لـ«الشرق الأوسط» إنه لا تغيير في موقف أميركا من الحوار مع طهران وإن الخطط الأميركية حيال الجلوس مع الإيرانيين بشكل مباشر وفتح حوار لن تتغير بعد الانتخابات، موضحا أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستشارك في مؤتمر إيطاليا بنهاية هذا الشهر والمتعلق بالتطورات في باكستان وأفغانستان وكيف يمكن أن تساعد إيران في الاستقرار هناك، وإن دعوة وجهت لإيران. إلا أن إعادة انتخاب أحمدي نجاد لولاية رئاسية ثانية قد يعزز التيار المتشكك داخل الإدارة الأميركية الذي يريد أن يظهر تشددا أكبر حيال إيران ويريد أن يضع الحوار معها في إطار زمني معين. وكانت مصادر أميركية مطلعة قد تحدثت عن خلافات في وجهات النظر بين دينيس روس مستشار الخارجية الأميركية لشؤون إيران وغرب آسيا وريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي لأفغانستان وباكستان. وأوضحت المصادر أن هولبروك ومقربين منه أعربوا عن عدم ارتياحهم مما سموه تسريبات متعمدة من روس والمقربين منه للصحافة حول وضع مدى زمني للحوار مع إيران لزيادة الضغط على الإيرانيين ودفعهم للجدية في التفاوض. وبحسب المصادر فإن هولبروك يفضل التحاور من وراء الأبواب المغلقة وعدم تسريب رسائل ضغط، خاصة أن هناك شكوكا جدية لدى أطراف في الإدارة من أن طهران ستتعاون أو ستغير سياستها. وتلقي إعادة انتخاب أحمدي نجاد بظلال إضافية على تلك الشكوك، فهو خلال حملته الانتخابية استخدم لغة تراوحت بين القاسية والقاسية جدا فيما يتعلق بإسرائيل والمحرقة والملف النووي. وبحسب مصدر أميركي آخر لا يريد الكشف عن هويته، فإن إعادة انتخاب أحمدي نجاد ليست أفضل خيار بالنسبة لأميركا، موضحا: «الرجل شخصية أثارت من الجدل ما يكفي تماما لعدم طرح فكرة لقاء مباشر معه. إدارة أوباما تفضل الحوار المباشر واللقاءات العلنية لإزالة سوء التفاهم أو بحث الخلافات. هذا يتضح في لقاءات ميتشل وغيره من المسؤولين الأميركيين مع السوريين، وهذا شيء لا أتصور أنه سيحدث مع نجاد». إلا أن المصدر الأميركي أوضح بالمقابل أنه لا ينبغي أن نتوقع تباطؤا أميركيا في السعي للحوار بعد انتخاب نجاد. وتابع: «الآن الشكوك أكبر لدى واشنطن في إمكانية حدوث تغيير في سلوك إيران. أول شيء تريد إدارة أوباما معرفته هو: هل ستتعاون إيران وهل ستغير سياستها؟ الطريقة المثلى لفعل هذا هو بدء فتح حوار والضغط على الإيرانيين للاستجابة واستخدام كل الأساليب لتحريكهم. واشنطن لن تنتظر كثيرا الإيرانيين. انتخاب أحمدي نجاد يجعل الإسرائيليين أكثر عصبية ويجعلنا أكثر تحفزا للتحرك وحسم إمكانيات النجاح من الفشل. الآن تبدأ الدبلوماسية القاسية». من ناحيته قال غاري سيك خبير الشؤون الإيرانية ونائب مستشار الأمن القومي خلال إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر إن «نتائج الانتخابات الإيرانية مشكلة إيرانية وليست مشكلة أميركية»، معربا عن اعتقاده بأن الإدارة الأميركية ستمضي قدما في خططها للحوار مع إيران من أجل إقناعها بوقف التخصيب. وقال سيك: «الحكومة الأميركية ستتعامل مع أي حكومة إيرانية. مشكلة هذه الحكومة هي مشكلة شرعية، بسبب الاتهامات بالتلاعب والتزوير من قبل الإصلاحيين. بالتالي مشكلة هذه الحكومة ستكون إيرانية وليست أميركية».

وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس قد قالت أول من أمس إن الولايات المتحدة لن تغير سياستها تجاه إيران بسبب نتيجة الانتخابات في الجمهورية الإيرانية. وأضافت رايس أن «السياسة الأميركية الخاصة بإيران وبرنامجها النووي لا تعتمد على أية إدارة تحكم إيران». وأضافت رايس: «إننا نعتقد أنه يتعين على إيران عدم مواصلة برنامجها النووي وبرنامج الأسلحة النووية، وهذا لن يتغير بناء على نتيجة الانتخابات». تتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها من الدول الغربية إيران بتطوير أسلحة نووية سرا، فيما يطالب مجلس الأمن الدولي إيران بتعليق نشاطها لتخصيب اليورانيوم. بيد أن إيران تصر على أن خطتها النووية هي لأغراض سلمية فقط، وتواصل تخصيبها لليورانيوم على الرغم من ضغوط الدول الغربية والقرارات والعقوبات ذات الصلة من جانب الأمم المتحدة.