نتنياهو يوافق على دولة فلسطينية منزوعة السلاح

اشترط أن يعترف الفلسطينيون بدولة يهودية

عائلة فلسطينية تتابع في منزلها ببيت لاهيا خطابا متلفزا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس (أ.ب)
TT

وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ولكن وضع عدة شروط مسبقة على هذه الموافقة، أبرزها: أن تكون تلك الدولة منزوعة السلاح، لا تقيم تحالفات عسكرية، وتكون سماؤها مفتوحة لإسرائيل، وأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل دولة يهودية. ورفض نتنياهو بشكل المطلب الأميركي والدولي تجميد البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

وكان نتنياهو قد استهل خطابه بالقول إن أمام إسرائيل ثلاثة تحديات أساسية، هي التهديد الإيراني، والأزمة الاقتصادية، وقضية السلام. في الموضوع الإيراني يسعى إلى توضيح خطورته أمام الغرب بوصفه مزجا خطيرا ما بين الأصولية الإسلامية المتطرفة وبين السلاح النووي. وأما الأزمة الاقتصادية فإن حكومته نجحت في تثبيت الوضع، ووضع خطة موازنة مناسبة لمواجهتها بشكل ناجع. ثم كرس غالبية الخطاب للتحدي السلمي. واستهل بالقول إنه يريد دفع عملية السلام إلى الأمام. وإنه يقبل رؤية الرئيس الأميركي، باراك أوباما، حول السلام الإقليمي في الشرق الأوسط. ثم توجه إلى قادة الدول العربية عارضا اللقاء بهم في دمشق أو الرياض أو بيروت أو القدس. ثم دعاهم إلى التعاون مع إسرائيل على إقامة السلام الاقتصادي مع الفلسطينيين. وقال إن السلام الاقتصادي ليس بديلا عن السلام السياسي. وبعدها توجه إلى الجيران الفلسطينيين وقادتهم، إلى البدء فورا بمفاوضات سلام، وقال إن حكومته ملتزمة بالاتفاقات الدولية الموقعة معهم. وأنه لا يريد حربا، لأنه يعرف ويلات الحروب. وقال نتنياهو، إن الوصول إلى السلام يستوجب البحث عن جذور الصراع. فالصراع، حسب رأيه لم يبدأ بالوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل قبل ذلك. فقد اتخذت الأمم المتحدة قرار التقسيم، الذي ينص على منح الفلسطينيين دولة في حدود أوسع ورفضوه. ثم أداروا حربا متواصلة ضد إسرائيل. وقال إن إسرائيل انسحبت باتفاق من مناطق واسعة في الضفة، ولكن الفلسطينيين ردوا بانتفاضة. وانسحبت من طرف واحد من قطاع غزة فردوا بمطر من الصواريخ. وقال نتنياهو، إنه يريد الحديث بشجاعة واستقامة، فإذا اعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية مع كل ما يتطلبه ذلك من خطوات عملية، مثل حل قضية اللاجئين الفلسطينيين من دون العودة إلى تخوم الدولة العبرية، ووافقوا على أن تكون المنطقة الواقعة بحوزتهم منزوعة السلاح بلا حلف عسكري مع أحد، فإن إسرائيل توافق على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، لها علمها ونشيدها القومي. وهاجم نتنياهو حركة حماس، وقال إنه لن يفاوض تنظيما إرهابيا. ودعا الفلسطينيين إلى الاختيار ما بين حماس أو السلام. وانتقد القيادة الفلسطينية المعتدلة، لأنها ترفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. وكان نشطاء في اليمين واليسار قد تظاهروا في مدخل جامعة بار إيلان، حيث ألقى نتنياهو خطابه. فرفع المتطرفون اليمينيون شعارات تطالبه بأن لا يبيع المستوطنات، وهاجموا الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على ضغوطه ورفعوا صورته وهو بالكوفية الفلسطينية وكتبوا تحتها: «باراك حسين أوباما لا سامي يكره اليهود». وطالبه اليسار بالموافقة على دولتين للشعبين وعلى تجميد البناء الاستيطاني. وبعد الخطاب انقسم الإسرائيليون ما بين مرحب بالخطاب في اليمين وفي اليسار، وبين رافض للخطاب في الطرفين. المؤيدون في اليسار رأوا أهمية إيجابية بالموافقة على دولة فلسطينية، والمؤيدون في اليمين رأوا أهمية في الحفاظ على المستوطنات ورفض تجميد البناء الاستيطاني. والمعارضون في اليمين اعتبروا الموافقة على دولة فلسطينية تراجعا خطيرا عن مبادئ اليمين. والمعارضون في اليسار رأوا أنه خطاب مخادع يوافق على دولة فلسطينية، ولكنه يضع في طريق تطبيق إقامة الدولة «عنزة بحجم الفيل»، أي سلسلة شروط تعجيزية.