صنعاء تعلن اعتقال أهم ممولي «القاعدة» باليمن والسعودية

اتهامات ينفيها الحوثيون باختطاف 9 أجانب يضمون 7 ألمان وبريطانيا وكورية

جنود يمنيون أثناء دورية لهم في العاصمة صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلنت السلطات اليمنية أمس، إلقاء القبض على أحد عناصر «القاعدة»، الذي قالت إنه يعد الممول للتنظيم في اليمن والسعودية. وقال مصدر أمني يمني في تصريح مقتضب أمس، إنه جرى قبل عدة أيام إلقاء القبض على المدعو حسن حسين بن علوان، السعودي الجنسية، وأنه يعد المسؤول عن تمويل العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة في اليمن والسعودية، وقال إنه يعد من أخطر عناصر تنظيم القاعدة، ومن أهم مموليها.

ويأتي الإعلان عن اعتقال بن علوان، بعد قرابة شهرين على تسليم السعودي أحمد العوفي، نفسه للسلطات اليمنية، التي بدورها سلمته إلى سلطات بلاده. وكان العوفي، ظهر كأحد أبرز عناصر تنظيم القاعدة في اليمن والسعودية، بعد الإعلان عن اندماجه في تنظيم واحد قبل عدة أشهر.

وشهد اليمن عددا من العمليات الإرهابية خلال العام الماضي، كانت أبرزها محاولة تفجير السفارة الأميركية في هجوم انتحاري، قتل فيه المهاجمون وثمانية من المدنيين والعسكريين اليمنيين.

إلى ذلك، اختطف مسلحون مجهولون تسعة من الأجانب، في محافظة صعدة بشمال البلاد. وقالت مصادر محلية، إن المختطفين هم: سبعة ألمان بينهم ثلاثة أطفال وممرضتان ومهندس وزوجته، بالإضافة إلى مهندس بريطاني ومعلمة كورية. وأشارت إلى أن الرهائن هم من العاملين في مستشفى الجمهورية بالمحافظة، ضمن قوام بعثة الهيئة العالمية للخدمات الطبية، التي تمارس مهامها منذ أكثر من ثلاثين عاما في المحافظة. واتهمت مصادر رسمية الحوثيين الذين يتخذون من صعدة معقلا لهم، بالتورط في خطف الأجانب التسعة، في الوقت الذي قال وزير الداخلية اللواء مطهر رشاد المصري، إن حادث الخطف يحمل «بصمات الحوثيين». وقال مصدر محلي في صعدة، إن المخطوفين هم 7 ألمان من أسرة ألمانية تتكون من مهندس وزوجته و3 أطفال وممرضتين ومهندس بريطاني ومدرسة كورية، وقال إنهم يعملون ضمن الهيئة العالمية للخدمات الطبية، التي يعملون بها منذ 35 عاما. وحذر المصدر الأمني المحلي بمحافظة صعدة الحوثيين من مغبة ما أقدمت عليه العناصر، التي وصفها بالتخريبية والخارجين عن النظام والقانون من جريمة، وكل ما يترتب على هذا التصرف المشين والجبان، الذي يستهدف حياة أبرياء وضيوف على اليمن، جاؤوا لتقديم خدمات إنسانية للمواطنين اليمنيين. وقال المصدر المحلي في صعدة، إن هذه العناصر سبق لها وأن قامت قبل 3 أيام باحتجاز عدد من الأطباء والممرضين، الذين يعملون في مستشفى السلام بصعدة، وأن هذه الأفعال تأتي في إطار ما يقوم به الحوثيون من أعمال تخريبية، وتصرفات خارجة على القانون والنظام، لنسف الجهود الراهنة لتحقيق السلام في هذه المحافظة، وإعاقة عملية الإعمار التي تجري في هذه المحافظة. وأكد المصدر ذاته على أن أجهزة الأمن تقوم بجهود تهدف إلى تأمين الإفراج عن المخطوفين الـ9 بسلام، وضبط الخاطفين لتقديمهم للعدالة. جاء ذلك بينما نفى مصدر للحوثيين أي علاقة للحوثيين باختطاف الأطباء الألمان والبريطاني والمدرسة الكورية، الذي وقع يوم الجمعة الماضي، ونقل موقع «نيوز يمن» الإخباري عن مصدر للحوثيين، أن اتهام السلطة باطل وزور كامل ومن باب الكيد السياسي، وقال إن منطقة غرار التي خطف فيها الألمان منطقة مجاورة للأمن السياسي، واعتبر هذا الأمر مؤامرة جديدة من السلطة لشن حرب جديدة وتشويه صورة أبناء صعدة، الذين عايشوا الأجانب الذين يعملون بالمستشفى الجمهوري أو مستشفى السلام أو غيرهما من المرافق الأخرى بسلام دائم، إلى درجة أن هؤلاء الأطباء ذابوا في المجتمع وأصبحوا جزءا من نسيجه الاجتماعي، ولا يوجد بينهم أي مشكلات على الإطلاق، والجدير بالذكر قيام مجموعة قبلية من مديرية سفيان بمحافظة عمران بخطف 22 طبيبا وممرضا، يعملون في مستشفى السلام السعودي بصعدة، سرعان ما عملت السلطات المحلية في المديرية ذاتها على تحريرهم من الخاطفين، الذين طالبوا بإطلاق مساجين لهم منذ عدة أشهر، على ذمة مقتل أحد الجنود في أثناء الحرب بين الحوثيين والحكومة العام الماضي، لكن المصدر الأمني قال، إن عملية الاعتقال كانت على خلفية مشكلات جنائية وليست ذات طابع سياسي. وقال بلاغ صحافي صادر عن مكتب القائد الميداني للحوثيين، عبد الملك الحوثي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «اتهام السلطة لنا هو اتهام باطل وزور وبهتان، وهو من باب الكيد السياسي، وهو دليل على إفلاسها وتخبطها». وحمل البيان السلطات اليمنية مسؤولية خطف الأجانب التسعة، وقال إن المنطقة التي تمت فيها عملية الاختطاف تقع في قلب مدينة صعدة، ومجاورة لمقر الأمن السياسي (المخابرات). وفي ألمانيا أكدت وزارة الخارجية أن سبعة ألمان مخطوفون في اليمن، وإنها شكلت خلية أزمات لمتابعة الموقف.

وفي الوقت الذي تتضارب الأنباء بشأن مكان وجود الرهائن، فلم تستبعد مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن يكون خطف الرهائن في صعدة، يرجع إلى خلفية اعتقاد إحدى الجماعات أنهم يقومون بنشاط تبشيري. خاصة وأن اليمن قد شهد مقتل عدد من الراهبات في منتصف العقد الماضي، على يد أصولي، إضافة إلى مقتل عدد من الأطباء الأميركيين، الذين كانوا يعملون في مستشفى معمداني بمدينة جبلة بوسط البلاد، أواخر عام 2002م، على يد أحد الأصوليين أيضا.