بريطانيا مقبلة على عصر جديد لتصبح «عاصمة العالم الرقمية»، وذلك بإيصال كل المنازل بالنطاق العريض للانترنت وترقية محطات البث للعمل بالتقنيات الرقمية ومكافحة القرصنة الالكترونية، وفقا لتقرير حكومي قدم أمس أمام البرلمان البريطاني. إلا أن التقرير الذي قدمه بين برادشو وزير الثقافة البريطاني أوصى بفرض «ضريبة صغيرة» لا تزيد على نصف جنيه استرليني (0.8 دولار أميركي تقريبا) شهريا، على كل أسرة في بريطانيا لها هاتف أرضي، وذلك بهدف إنشاء صندوق لتوفير مختلف تقنيات شبكة الانترنت السريعة لكل منزل في بريطانيا. وجاء هذا المقترح ضمن سلسلة من المقترحات المقدمة في تقرير «بريطانيا الرقمية» الهادف إلى التحول الشامل نحو التقنيات الرقمية وإشاعتها بين أفراد المجتمع. ومن بينها التعهد بمكافحة التشارك بالملفات بشكل غير قانوني، وذلك بمنح الهيئة الرقابية على الاتصالات صلاحيات للتعرف على القراصنة.
وقال التقرير إن الحكومة تنوي ترقية كل محطات الإذاعة الوطنية من التقنيات التناظرية إلى الرقمية بحلول عام 2015. كما عينت الحكومة سيدة الأعمال الالكترونية مارثا لين فوكس في منصب «بطلة رقمية» في البلاد بهدف تشجيع إشاعة استخدام تقنيات النطاق العريض للانترنت في البلاد.
ومن بين أهم النقاط التي احتوى عليها التقرير:
* خطة لثلاثة أعوام لتعزيز المشاركة الرقمية.
* المشاركة الشاملة بالنطاق العريض بحلول 2012.
* تمويل الاستثمارات في تقنيات الجيل المقبل من النطاق العريض.
* ترقية تقنيات المحطات الإذاعية إلى الرقمية بحلول 2016.
* خصخصة طيف ترددات «3 جي».
* وضع صيغ قانونية وتنظيمية لمكافحة القرصنة الرقمية.
* تنظيم الاستشارات حول تمويل وسائل تقديم الأخبار المحلية والوطنية والإقليمية.
وسوف تنفق الحكومة البريطانية 200 مليون جنيه استرليني لخطط ترمي لتوسيع تغطية نحو 15 في المائة من المنازل بخدمات النطاق العريض للانترنت بسرعة 2 ميغابت في الثانية، التي يتوقع أن تتم بحلول عام 2012.
وتعقيبا على التقرير، أبدى بعض الخبراء البريطانيين شكوكهم في أن يقدم هذا الصندوق الدعم المالي الكافي لتوفير أحدث التقنيات المطورة لكل منزل في بريطانيا. كما قال جيف تايلور الرئيس التنفيذي لصناعة الموسيقى البريطانية إن التقرير لم يقدم دعما يذكر ضد القرصنة. وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون قد صرح قبل نشر التقرير بأن «بريطانيا ستتقدم لتقود العالم.. وتصبح عاصمته الرقمية». كما أشار إلى أن شبكة الانترنت السريعة أضحت حيوية مثل شبكات الكهرباء والغاز والمياه. وتقع بريطانيا حاليا في المرتبة السابعة في قائمة الدول في توصيلات النطاق العريض للانترنت، وهي مرتبة اقل من كوريا واليابان والسويد والنرويج.
وتبلغ قيمة سوق الاتصالات في البلاد نحو 52 مليار جنيه استرليني سنويا، ويعتمد نحو 22 مليونا من العاملين على تقنياتها لتنفيذ أعمالهم اليومية.