اكتشاف إصابات بإنفلونزا الخنازير في 3 بلدان عربية جديدة.. وارتفاع الحالات في البلدان الأخرى

السعودية تعزز إجراءاتها الاحترازية لمواجهة إنفلونزا الخنازير في موسمي الحج والعمرة

صبي اردني يضع قناعا واقيا خارج مستشفى الأمير حمزة في العاصمة عمان أمس (أ.ب)
TT

انضمت ثلاث دول عربية جديدة أمس إلى لائحة الدول التي تسجل إصابات بإنفلونزا الخنازير لديها، وأعلنت كل من قطر والأردن واليمن عن تسجيل إصابات بالفيروس الذي أصبح وباء عالميا، لأشخاص قادمين من الخارج، فيما أعلنت الكويت عن أول إصابة بين مواطنين كويتيين، وسجل ارتفاع في حالات الإصابات في كل من السعودية ولبنان والمغرب.

وبحسب وكالة الأنباء القطرية، ذكر وزير الصحة القطري عبد الله بن خالد القحطاني أن الإصابة المؤكدة الأولى بفيروس «اتش1 إن1» رصدت لدى «طفل نيوزيلندي يبلغ من العمر سنتين وصل من النمسا بصحبة اثنين من أفراد عائلته المقيمة في الدوحة السبت الماضي على رحلة تابعة للخطوط الجوية الإماراتية القادمة من دبي». أما الحالة المؤكدة الثانية فرصدت لدى «طفل أميركي من أصل بنغالي يبلغ من العمر سنتين ونصف قادما من نيويورك، وقد صل إلى مطار الدوحة مساء الأحد في طريقه إلى بنغلاديش بصحبة أربعة من أفراد عائلته». وفي وقت لاحق، أعلن الوزير القطري في مؤتمر صحافي اكتشاف حالة مؤكدة ثالثة لدى عراقي قادم من الولايات المتحدة. وفي اليمن، أعلن وزير الصحة اليمني عبد الكريم راصع تسجيل أول إصابة في البلاد لدى طالب يمني عائد من الولايات المتحدة، يبلغ من العمر 16 عاما. وقال الوزير إن الأعراض بدأت في الظهور ابتداء من يوم الاثنين. وأضاف أن حالة الطالب اليمني خفيفة ومستقرة وقد خضع للعلاج وهو تحت العزل في منزله بحسب الإرشادات الدولية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية ومركز مراقبة الأمراض في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى أن هذا الطالب كان ضمن مجموعة من الطلاب في إطار برنامج تدريبي في الولايات المتحدة عادوا إلى اليمن الأسبوع الجاري. وأكد أن الحالة الصحية لهؤلاء الطلاب العائدين من الولايات المتحدة جيدة، وأن عملية التحري والتقصي الوبائي جاريتان لأي شخص لديه أعراض شبيهة بهذه الإنفلونزا حيث تتخذ وزارة الصحة والسكان الإجراءات اللازمة بناء على ذلك. كذلك أعلن وزير الصحة الأردني نايف الفايز أن الأردن اكتشف الحالتين أمس في فتاتين أردنيتين، إحداهما عمرها 11 عاما والأخرى 17 عاما وكلتاهما كانتا في الولايات المتحدة ووصلتا الأسبوع الماضي.

وفي الكويت أيضا، أعلنت وزارة الصحة بحسب وكالة الأنباء الكويتية «تسجيل أول إصابة بإنفلونزا الخنازير لمواطن كويتي عائد من أميركا» دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وهي الحالة الأولى التي ترصد في صفوف المواطنين الكويتيين. وكانت السلطات الكويتية رصدت الشهر الماضي إصابات بفيروس إنفلونزا الخنازير في صفوف جنود أميركيين يعبرون الكويت، إلا أن أي اتصال لم يحصل بينهم وبين السكان، بحسب السلطات. وقد تم نقل 18 جنديا ممن ظهرت عليهم العوارض إلى الولايات المتحدة.

وفي السعودية، أعلنت السلطات الصحية أمس عن تسجيل ثلاث حالات جديدة، ليبلغ إجمالي حصيلة المصابين بفيروس إنفلونزا الخنازير في السعودية 17 حالة. وحمل الفيروس في الحالة الخامسة عشرة، شاب سعودي وصل المدينة المنورة قادما من أستراليا، فيما كانت الحالة السادسة عشرة لامرأة موريتانية الجنسية أعلن عن إصابة زوجها بالفيروس في وقت سابق قدم للمدينة المنورة عبر مطار دبي. والحالة الثالثة كشفت لدى ممرضة ماليزية الجنسية، خالطت إحدى الممرضات الفلبينيات التي أعلن عن إصابتها أول من أمس، لمخالطتها هي الأخرى أحد المصابين. وأكدت وزارة الصحة السعودية، إخضاع جميع المصابين والمخالطين لهم لإجراءات عزل، تسبقها إخضاعهم لفحوصات مخبرية.

وفي لبنان، أعلنت وزارة الصحة رصد إصابتين جديدتين بإنفلونزا الخنازير بدأت معالجتهما مما يرفع عدد الإصابات المثبتة بالمرض في البلاد إلى عشر، موضحة أن كل المصابين من القادمين من الخارج. وقالت وزارة الصحة في بيان «تم تأكيد تشخيص إصابتين جديدتين في تاريخ 15 يونيو (حزيران)» بفيروس اتش1 إن1، مشيرا إلى أن المصابين هما شاب عمره 27 عاما آت من استراليا وسيدة في الثانية والثلاثين قادمة من كندا. وقامت أجهزة الوزارة بعزل المريضين ومعالجتهما. وأشار البيان إلى أن الدواء «أعطي لجميع من احتك بهما على سبيل الوقاية»، وأنهما يتماثلان للشفاء. وكررت الوزارة أن «جميع الإصابات المسجلة حتى الآن في لبنان من الخارج ولا يوجد أي انتقال محلي للمرض». وكان قد تم تأكيد تشخيص خمس إصابات بإنفلونزا الخنازير في السادس من يونيو (حزيران) لدى شابة لبنانية قدمت من الولايات المتحدة عبر إسطنبول، وعائلة مؤلفة من أب وثلاثة أولاد قدموا من استراليا عبر الإمارات». وأكدت مصادر طبية مغربية اكتشاف حالة إصابة جديدة بالفيروس، وهي لفتاة تبلغ من العمر 17 عاما. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الفتاة التي تقطن مدينة سلا (قرب العاصمة الرباط) وترقد حاليا في مستشفى ابن سينا بالرباط جاءت إلى البلاد على متن رحلة جوية قادمة من الولايات المتحدة إلى مطار الدار البيضاء الدولي. وأضافت أنها تخضع الآن للعلاج والعناية المركزة في القسم الذي خصصته وزارة الصحة المغربية لاستقبال الحالات المصابة بإنفلونزا الخنازير. كما أشارت مصادر أخرى إلى احتمال اكتشاف حالة إصابة أخرى بالمرض في مدينة سطات.

من جهة أخرى، أعلنت السعودية أمس عن تعزيز تدابيرها الاحترازية والوقائية لاستضافة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والاهتمام بوقايتهم من جميع الأمراض واتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد مرض إنفلونزا الخنازير في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة في موسم العمرة والحج. ويأتي إعلان السعودية وفقا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وشكلت وزارة الصحة لجنة للطب الوقائي للحج والعمرة، لضمان سلامة الإجراءات الاحترازية الوقائية، التي يتقرر تنفيذها خلال موسمي الحج والعمرة، بالإضافة إلى متابعة المستجدات الوبائية الدولية وتحليلها وبصفة خاصة الأمراض ذات الاحتمالية العالية للانتشار في مواسم الحج والعمرة. وأعدت الوزارة عبر لجان تنفيذية، خطة عمل تهدف لتطبيق إجراءات حجاج بيت الله الحرام في دولهم، قبل صرف تأشيرات دخول السعودية لهم.

ودعا وزير الصحة عبد الله الربيعة إلى عقد ورشة عمل متخصصة حول مرض إنفلونزا الخنازير نهاية الشهر الحالي في محافظة جدة، يشارك فيها أطباء واستشاريون من السعودية ومجموعة من الخبراء في مجال مكافحة الإنفلونزا، وأبرز المتخصصين في مجال الفيروسات في منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة العدوى والسيطرة بالولايات المتحدة CDC للإسهام في وضع نظام للترصد والمواجهة الدقيقة والوثيقة.

وأوضح وزير الصحة أن هذه الورشة تأتي في إطار خطة وطنية شاملة تنفذها الوزارة بمشاركة جميع القطاعات الصحية في المملكة لمواجهة هذا المرض في جميع المناطق، خصوصا منطقتي الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف، حيث تم وضع هذه الخطة وفقا للإجراءات والسياسات العلمية الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية ووفقا للخبرات المتراكمة للوزارة التي اكتسبتها خلال السنوات الماضية في مجال الطب الوقائي. وبين الوزير الربيعة أن الورشة ستركز على الجهود والإجراءات التي تتخذها وزارة الصحة للوقاية من مرض إنفلونزا الخنازير أثناء موسم العمرة والحج والتأكد من أن ما تقوم به السعودية ممثلة في وزارة الصحة، يضمن حماية الحجاج والمعتمرين من التعرض للأمراض والأوبئة وإضافة أو تعديل ما يمكن، وحسب مستجدات الوضع بالنسبة للمرض، علاوة على استيفاء المعايير العلمية الدقيقة للخطة.