سليمان يدعو إلى ضغط دولي على إسرائيل لحملها على قبول المبادرات السلمية المطروحة

الحريري: خطاب نتنياهو يضع المنطقة في دوامة التصعيد

رئيس تيار المستقبل اللبناني، النائب سعد الحريري، يؤدي مناسك العمرة أمس في مكة المكرمة وبرفقته النائب باسم السبع (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

دعا الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان إلى دور دولي ضاغط على إسرائيل من أجل حملها على القبول بالمبادرات السلمية المطروحة لوضع المنطقة على سكة الحلول، فيما استمرت ردود الفعل الرافضة لموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إقامة دولة فلسطينية وتوطين اللاجئين حيث هم.

وكان الرئيس سليمان استقبل في قصر بعبدا أمس، المدير العام لشؤون منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيطالية سيزار راغاليني مع وفد بحضور السفير الإيطالي غابريال كيكي. وتم خلال اللقاء عرض الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا في ضوء التصلب الإسرائيلي الذي عبر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتأثير ذلك سلبا على المساعي الدولية الهادفة إلى إيجاد حل للمنطقة يستند إلى السلام الشامل والعادل على قاعدة القرارات الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام التي تبنتها القمة الأخيرة في الدوحة. وحض الرئيس سليمان إيطاليا والمجموعة الأوروبية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، على لعب دور ضاغط على إسرائيل «من أجل القبول بالمبادرات السلمية المطروحة لوضع المنطقة على سكة الحلول».

ودعا رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، إلى «أعلى درجات التضامن اللبناني والعربي في مواجهة التحديات الإقليمية الماثلة، لا سيما بعد الخطاب الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو». وقال: «إن خطاب نتنياهو يضع المنطقة في دوامة التصعيد من جديد ويرسم خريطة الطريق الإسرائيلية للانقلاب على مساعي التسوية ومبادرات السلام، الأمر الذي يرتب علينا في لبنان مسؤولية كبرى في ترسيخ التضامن الداخلي والتزام موجبات المصلحة الوطنية العليا التي تمكن بلدنا من مواجهة الأخطار ومحاولات العدو الإسرائيلي خرق سيادتنا واستقرارنا الوطني».

وأضاف: «إن رئيس وزراء إسرائيل يعمل على إعادة مساعي التسوية إلى نقطة الصفر، سواء بالنسبة إلى حق العودة أو بالنسبة إلى دعوة الفلسطينيين إلى الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، أو بالنسبة إلى مصير القدس الشريف. وهي كلها عناوين تضع المبادرات العربية في مهب الرياح. وتعرض السلام الإقليمي للخطر الشديد وتفتح المنطقة على احتمالات جديدة، تقتضي أعلى درجات التنسيق بين القيادات العربية ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في مواجهة السياسات المعلنة للعدو الإسرائيلي».

وقال وزير الدولة نسيب لحود «إن المواقف المتطرفة والمتشنجة التي أعلنها نتنياهو في خطابه الأخير غير مقبولة». وأضاف: «إن قضية اللاجئين ترتدي أهمية خاصة بالنسبة إلى لبنان، واللبنانيون يرفضون رفضا قاطعا وبالإجماع توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، كما أن للإخوة الفلسطينيين الموقف نفسه من هذا الموضوع. إن إسرائيل لا يمكن أن تتنصل من هذه القضية وتلقي تبعاتها على الدول المجاورة».

واعتبر النائب عاطف مجدلاني (كتلة المستقبل) أن «إسرائيل أثبتت مرة جديدة، من خلال الكلام العدائي والمشبوه لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنها كيان لا يعيش إلا في مناخات التطرف والعدوانية»، فيما وصف عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر كلام نتنياهو بـ«العنصري بامتياز»، وحذر من «المؤامرة التي تحاك لتوطين اللاجئين الفلسطينيين»، مشددا على «ضرورة التمسك بالمبادرة العربية للسلام التي أطلقت في بيروت عام 2002».