يزدي: الأزمة لم تؤد فقط إلى تعميق الشقاق في هرم النخبة الحاكمة.. بل كشفته علانية

قال في حوار مطول مع «الشرق الأوسط»: الجسور لم تنهَرْ تماما بين خامنئي ورفسنجاني وكلاهما يحاول إنقاذ ماء الوجه ولا بد من دورة انتخاب ثانية

TT

لا يميل إبراهيم يزدي إلى تفجير المشاكل وعندما كان وزيرا لخارجية إيران في أول حكومة بعد الثورة الإيرانية عام 1979 استقال مع رئيس الحكومة آنذاك مهدي بازركان عندما شعرا أن الاستقطاب السياسي بين رجال الدين من ناحية والمثقفين والتكنوقراط من ناحية أخرى سيأخذ دولة الثورة في «طريق صعب». إلا أن يزدي اليوم لا يميل إلى خيار «استقالة» الإصلاحيين في المواجهة مع المحافظين بعدما خرج مئات الآلاف في شوارع إيران على مدار الأيام الثلاثة الماضية احتجاجا على نتائج الانتخابات وبعد تقارير تحدثت عن مخالفات انتخابية. ويعرب يزدي عن اعتقاده أن الأزمة الحالية التي أدت بحسب تعبيره إلى «الكشف علانية عن حجم الشقاق في هرم النخبة الحاكمة في إيران» هي أكبر أزمة داخلية تشهدها إيران منذ الثورة الإيرانية. ويقول يزدي إن إيران «في لحظة حرجة» وانه لا بد «من تسوية وحل وسط». وفيما ظل غامضا كيف ستتحرك لجنة التحقيقات التي أقرها المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي للنظر في المخالفات الانتخابية، فإن يزدي الذي استقبل «الشرق الأوسط» في منزله بشمال طهران قال إن الحل الوحيد المتصور برأيه هو جولة انتخابات ثانية بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي. وقال يزدي إن أخطاء فادحة ارتكبت خلال هذه الأزمة من قبل كبار القيادات الحاكمة، وأنه إذا تجاوزت إيران هذه الأزمة بالحد الأدنى من الخسائر، فإن كثيرين سيكونون قد تعلموا منها دروسا وعبرا قاسية. وهنا نص الحوار..

* هل فوجئت برد فعل مؤيدي التيار الإصلاحي في الشارع الإيراني والمظاهرات الضخمة التي قاموا بها، خصوصا أول من أمس؟

ـ يجب أن أعترف أنني فوجئت، لم أتوقع أن رد الفعل سيكون بهذه الضخامة والاتساع والانتشار احتجاجا على التجاوزات في الانتخابات. هناك إشارات هامة جدا. ففي الطريقة التي تحرك بها الناس يجب ملاحظة شيئين: أولا أن أعداد من صوتوا في الانتخابات فاقوا 80% وهذا شيء لم يحدث من قبل في إيران. أعتقد أنها أول انتخابات في إيران تصوت فيها هذه النسبة العالية. كل شارع وطريق كان مزدحما. كل مكان خلال الحملة والانتخابات. ثانيا: لم أتوقع رد الفعل احتجاجا على المخالفات الانتخابية ولا حجم التظاهرات التي حدثت حتى الآن. فرد فعل الشارع في الأيام الأولى كان تلقائيا وطبيعيا مما أعطى المرشحين الآخرين، خصوصا موسوي الأرضية للتحرك وتحدي النتيجة وأخذ موقف قوى جدا منها، مما اضطر المسؤولين إلى إعلان إجراء تحقيق في المخالفات الانتخابية. كما أن موسوي، قال بعد إعلان النتائج مباشرة إن النتائج شابها تلاعب وقال إنه بحسب الأرقام التي توفرت لفريق حملته هو الفائز في الانتخابات. ثم تطورت الأمور إلى ما نحن عليه الآن. المرشد الأعلى هنأ نجاد فورا بدون انتظار رأي الطرف الآخر فخرج الناس إلى الشوارع بالطريقة التي شاهدناها. في الحقيقة الطريقة التي سارت بها الحملة الانتخابية، والاتهامات والإهانات التي وجهها احمدي نجاد لسياسيين من كبار طبقة الحكم في إيران مثل هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي بل وحتى ناطق نوري، أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى متهما أولاده بالثراء بشكل غير قانوني، لم يعمق فقط الخلافات بين أجنحة الحكم في إيران بل أخرجها للعلن لأول مرة وبهذا الشكل غير المسبوق. كنا نعلم أن هناك خلافات بين أجنحة الحكم في إيران، إلا أن ما فعله احمدي نجاد بالطريقة التي أدار بها حملته، هو كشف هذه الخلافات للعلن وعلى مرأى ومسمع من الجميع. تبع ذلك خطاب هاشمي رفسنجاني لخامنئي، الذي نشرته الصحف الإيرانية، وفيه يشكو من احمدي نجاد بسبب تجاوزاته في حق أسرة رفسنجاني. وطالب هاشمي خامنئي في خطابه أن يخرج عن صمته. لكن ما الذي حدث صباح السبت وبعد ساعات من الانتخابات وحتى قبل إعلان كل النتائج النهائية سارع خامنئي إلى تهنئة احمدي نجاد وبارك نتيجة الانتخابات. وكان هذا شيئا غير اعتيادي أو طبيعي أبدا لأنه عادة بعد الانتخابات ينتظر مجلس الأوصياء ووزارة الداخلية أي شكاوى يمكن أن يقدمها الأطراف الذين شاركوا في الانتخابات تحسبا لمخالفات. فمن حق المرشحين أن يقدموا شكاواهم قبل أن يتم التصديق على النتائج. المرشد الأعلى لم ينتظر هذه العملية، سارع وهنأ نجاد، الذي وبدوره دعا أنصاره إلى الاحتفال في ميدان «فالي قصر» وسط طهران، ثم بدأ التلفزيون الإيراني يبث رسائل تهنئة من عدد من القادة والرؤساء لاحمدي نجاد على إعادة انتخابه. خلال الـ48 ساعة هذه بدأت الاحتجاجات تنتشر ليس فقط في طهران، بل في مشهد وتبريز وشيراز وكرمان وأصفهان ومدن أخرى. بسبب هذه الاحتجاجات التلقائية، أضطر رئيس مجلس الأوصياء إلى الخروج أول من أمس ليعلن أن من لديه شكاوى من الانتخابات فليتفضل ويقدمها. وبالتالي إذا لم تكن نتائج الانتخابات نهائية وبإمكان المرشحين تقديم شكاوى، فكيف يسارع المرشد الأعلى ويعلن دعمه لنتائجها. سلوك المرشد الأعلى أدى إلى إثارة تساؤلات جدية بين كبار آيات الله في إيران وأعضاء مجلس الخبراء الذي يرأسه رفسنجاني والمخول له إقالة المرشد بحسب الدستور، أثار تساؤلات حول صلاحية المرشد الأعلى.

في قم، أحد آيات الله الكبار وهو المرجع الأعلى آية الله صانعي أصدر ليلة أول من أمس فتوى بتحريم التعامل مع حكومة احمدي نجاد على أساس أنها حكومة غير شرعية. وقال إن التعامل معها «حرام دينيا». إذن بدأت بين كبار آيات الله وأعضاء في مجلس الخبراء التساؤلات حول «صلاحية المرشد». فمهام مجلس الخبراء هي التأكد من صلاحية المرشد، وإذا كانت الإجابة بالنفي فمن حق مجلس الخبراء إقالته. ذلك هو الدستور الإيراني.

* لكن هل تعتقد أن رفسنجاني بوصفه رئيسا لمجلس الخبراء يمتلك أولا السلطة ثانيا الإرادة للإقدام على هذه الخطوة الجذرية؟ ـ دستوريا هو لديه السلطة لفعل هذا. وشخصيا هو لديه الإرادة والرغبة.. لكن الإقدام على هذا عمليا مسألة أخرى.

* هل انهارت كل الجسور تماما بين خامنئي ورفسنجاني؟ ـ لا.. لم تنهار كل الجسور تماما. إنهما يحاولان إنقاذ ماء الوجه خلال هذه الأزمة غير المسبوقة. لكن الأمر صعب جدا. أعتقد أنه فيما يتعلق بهذه النقطة علينا أن ننتظر لنرى. ما أريد أن أقوله هو أن هذه الانتخابات لم تؤد فقط إلى تعميق الشقاق بين الشعب والحكومة أو السلطات، بل أيضا إلى تعميق الشقاق بين العناصر النافذة في النخبة الحاكمة في إيران. هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ورئيس مجلس الخبراء ولديه سجل سياسي، كان رئيسا لفترتين إذن هو لديه نفوذ داخل هذه النخب. خاتمي كان رئيسا لثماني سنوات. كروبي كان رئيسا للبرلمان. كل هؤلاء يقفون في صف مخالف لخامنئي واحمدي نجاد. ما أريد أن أقوله إن الشقاق بين نخبة أعلى هرم الحكم في إيران لم يتعمق فقط، بل كشف علانية وبات معروفا أمام الجميع.

* هل هناك إمكانية للمصالحة بين هذه الأطراف؟ هل هناك مخرج أو حل وسط؟ ـ أنا أشك في هذا. علينا أن ننتظر لنرى. علينا أن ننتظر نتيجة التحقيقات في المخالفات الانتخابية. فوزارة الداخلية الآن ملزمة بتقديم كل أوراق التصويت عن كل دائرة وعن كل محافظة، ومن المفترض أن تخضع هذه الأوراق للتدقيق من قبل المراقبين والمسؤولين، وبالتالي إذا كانت هناك دائرة عدد الذين يحق لهم التصويت فيها 100 ألف، لكن صوت 150 ألفا مثلا سيظهر أن هناك شيئا غير منطقي حدث في هذه الدائرة. في الانتخابات الماضية عام 2005 بين هاشمي رفسنجاني واحمدي نجاد تحدث البعض عن مخالفات لكن وزارة الداخلية لم تضطر لتقديم أي أوراق أو بيانات تفصيلية حول عملية التصويت. الآن بسبب الضغط الحالي اضطرت وزارة الداخلية بدءا من أول من أمس إلى الكشف عن بعض أوراق التصويت، وعلى الرغم من الغموض حتى الآن فإنه يظهر أن موسوي كان متقدما على احمدي نجاد. ما أريد أن أقوله هو أن هذه الأيام حرجة جدا لإيران لسببين: الأول، أن المتظاهرين سيواصلون التظاهر. أمس في «ميدان انقلاب» و«ميدان ازادي»، واليوم (أمس) في شارع «فالي قصر». وأعتقد أنه تدريجيا سنصل إلى النقطة التي لن يستطيع فيها أحد السيطرة على المظاهرات. وبشكل مدهش فإن الضرب أو الاعتداءات لن تؤدي إلى وقف المظاهرات. بل على العكس، التضييق سيؤدي إلى أن يواجه المتظاهرون حتى قوات الشرطة. وخوفي أنه إذا لم تتم الاستجابة بشكل حكيم وذكي للأزمة الحالية فإن قادة الحركة الإصلاحية، حتى مير حسين موسوي لن يستطيعوا أن يتحكموا في المتظاهرين. كما أن هناك جماعات معينة تسعى لمصادمات دامية. وهذا مصدر خوف كبير. فالعنف لن يفيدنا يجب أن نحافظ على هدوئنا وأن نواصل التظاهر بشكل سلمي ودون الخضوع للاستفزازات. السبب الثاني لكون هذه الأيام حرجة في إيران هو أن أمام السلطات الإيرانية قرارات هامة لتتخذها. فهناك إحصاءات للانتخابات تظهر أن موسوي هو الفائز وأن كروبي جاء في المرتبة الثانية واحمدي نجاد جاء في المرتبة الثالثة. يعني هذا أنه لا بد من تسوية ما من وراء الستار بين أجنحة الحكم في إيران لإجراء دورة ثانية للانتخابات بين موسوي واحمدي نجاد. هذا هو المخرج الوحيد كي يحفظوا ماء وجههم.

* هل تعتقد أن المرشد الأعلى يمكن أن يجد نفسه مضطرا لهذا الخيار؟ هل تعتقد أن لديه المساحة للموافقة على رأي الشارع الإيراني؟ ـ في لعبة القوى هناك قاعدة تقول: امتلاك «القوة» لفعل شيء.. لا يعني بالضرورة امتلاك «القدرة» على فعل الشيء. فهناك فرق في لعبة القوى بين «القوة» و«القدرة». هناك مثال تاريخي على هذا. فقبل سنوات. عندما هاجمت كوريا الشمالية سفينة أميركية في المياه الدولية بالقرب من حدود كوريا الشمالية، وجاءت القوات الكورية وأخذت السفينة إلى ميناء كوري واعتقلت أكثر من 200 كانوا على متنها. كان لدى الولايات المتحدة القوة لمهاجمة كوريا الشمالية لكنها لم تفعل. ما أريد أن أقوله هو أن خامنئي لديه القوة وقوات الحرس الثوري (ساباه) لديها القوة لكن الظروف قد لا تمكنهم أو تسمح لهم باستخدام القوة التي في حوزتهم. فخامنئي ارتكب في الواقع خطأ فادحا. احمدي نجاد ارتكب بدوره خطأ فادحا وأساء حسابات الأزمة بالهجوم على رفسنجاني. وخامنئي لم يصحح الوضع. كتب هاشمي خطابا يشكو فيه، ففضل المرشد الصمت. وفورا بعد الانتخابات لم يتردد المرشد بل هرع إلى تهنئة احمدي نجاد وبارك الانتخابات. الآن الجميع يشكو حتى الملالي في قم، ويتساءلون: لماذا فعل خامنئي هذا؟ ولهذا هناك مؤشرات أن السلطات قد تتراجع عن موقفها. مجلس الأوصياء قال: حسنا قدموا شكواكم. وهذا يعني أن المرشد الأعلى لم يكن محقا بتهنئته احمدي نجاد بهذه السرعة. أعتقد أن الطريق الوحيد للخروج من هذا الوضع الحرج هو القبول بطريقة من الطرق بتسوية وسطى تجرى بمقتضاها دورة ثانية من الانتخابات بين احمدي نجاد وموسوي. وفي هذه الدورة الثانية لن يجرؤ أحد على التدخل في التصويت، وسيكون هناك إشراف أقوى على التصويت، وسيفوز موسوي.

* معنى هذا أنك لا تتوقع سيناريو أن تقول السلطات مثلا بعد أسبوع من الآن: لقد أجرينا التحقيقات واكتشفنا مخالفات صغيرة هنا وهناك والنتيجة الآن هي فوز احمدي نجاد بـ53% من الأصوات مقابل 49% لمير حسين موسوي. وفي هذه الحالة سيظل احمدي نجاد رئيسا لإيران لكن بهامش أصوات أقل؟ ـ لن يرض الإيرانيون بهذا. لن يقبلوا هذا. موسوي لن يستطيع قبول هذا، سيكون هذا خيارا انتحاريا بالنسبة له لأنه أعلن منذ اليوم الأول أنه الفائز بالانتخابات وقال: سأقف على مبدئي دون تغيير. فرد خاتمي قائلا: حسنا. قف صامدا ونحن سوف نقف معك.

* في هذه اللحظة من تاريخ إيران.. هل أنت متشائم أم متفائل؟ ـ متفائل جدا لعدة أسباب: أولا الله تعالي يقول إن اليأس يعادل الكفر. ثانيا أنا في سني هذه (78 عاما) رأيت ما يكفي من الصعود والهبوط في التاريخ الإيراني كي أكون متفائلا. ثالثا: الثورة الإيرانية عام 1979 غيرت المجتمع الإيراني بشكل جوهري ونهائي. وقد لاحظنا هذا في مظاهرات ميدان انقلاب وميدان ازادي، فغالبية المتظاهرين تحت سن الثلاثين، الكثيرون حتى لم يكملوا العشرين من العمر. هؤلاء لم يروا الثورة ولم يعايشوا أيامها، ناهيك عن أيام الشاه. من أين جاء هؤلاء الشباب؟ من الذي علمهم السياسة؟

إجابتي هي: خلال الثورة الإيرانية النساء تركن منازلهن وخرجن للشارع جنبا إلى جنب مع الرجال. لم يقعدن في البيت. ماذا حدث لهؤلاء النساء الإيرانيات؟ تم تسييسهن طبعا، وبالملايين، وليس بالآلاف أو عشرات الآلاف. كل طبقات النساء في إيران، من الأكثر محافظة إلى الأكثر ليبرالية. تم تسييسهن من ذلك الوقت وحتى الآن. هؤلاء الشابات الصغيرات اللواتي اجتحن شوارع طهران قبل ثلاثين عاما، هن اليوم أمهات هذا الجيل الذي خرج بمئات الآلاف في إيران خلال الأيام الماضية. هذا هو التغيير الهائل الذي جرى بعد الثورة الإيرانية. الشارع سيس. هذا شيء لا يمكن القضاء عليه. بعض المراقبين الغربيين لم يستطيعوا تقدير حجم التغيير الجذري في المجتمع الإيراني بعد الثورة. هذه الانتخابات وهذه المظاهرات توضح عمق التغيير في إيران بعد 30 عاما على الثورة.

* البعض تساءل: إذا كان خامنئي هو الحاكم المطلق في إيران والرئيس سلطة تنفيذية بالأساس. فلماذا كل هذا الحرص على فوز احمدي نجاد؟ لماذا يريد احمدي نجاد؟ ـ الإجابة هي «داء الكرسي».. المجتمعات الغربية بعد خبرتها مع السلطات المطلقة توصلت إلى نتيجة مفادها أنه بغض النظر عن من سيحكم لا بد من ضمان الآتي: لا تعطه سلطات مطلقة، ومن هنا ولدت فكرة الفصل بين السلطات، تشريعية وتنفيذية وقضائية. الضمان الثاني: لا تجعله يحكم مدى الحياة، ومن هنا كانت فكرة فترة 4 سنوات، ثم 4 سنوات أخرى إذا تم انتخابه. لماذا؟ هذه هي الطبيعة الإنسانية. عندما كان خامنئي رئيسا للبلاد في الثمانينات، وساعتها كان آية الله الخميني ما زال حيا، لم يكن باستطاعة خامنئي أن يفعل كل ما يريد فعله. لأن الخميني كان يمنعه من فعل أشياء. وكان لدى خامنئي طريقة خاصة في التعامل مع المحيطين به. عندما كان أحدهم يطلب منه شيئا أو يقترح عليه شيئا لا يروق له، كان يرد: أنت لا تفهم، ويطلب منه الصمت. عندما انتخب خامنئي رئيسا لولاية ثانية لم يرحب بموسوي رئيسا لوزراء حكومته، إلا أن الخميني أصر على موسوي. المشكلة أن خامنئي اليوم يعمل وهو على خلاف مع رفسنجاني وخاتمي وموسوي وكبار آيات الله.

* لكنه يحظى بدعم قوات الحرس الثوري (ساباه) التي تدعم بدورها احمدي نجاد.. أليس ذلك بالنسبة إليه مصدر قوة أكبر؟ ـ لكن إذا راجعنا تاريخ بلدان الشرق الأوسط، بما في ذلك بلدي إيران وقد كانت هناك أمثلة، عندما يجد العسكر أنفسهم مضطرين يضعون رأس الملك تحت الماء.

* إذا لم تحدث دورة ثانية للانتخابات وبات احمدي نجاد رئيسا لولاية ثانية. هل سيكون نفس الشخص الذي عرفناه خلال الأربع سنوات الماضية. أم سيكون أكثر اعتدالا، مثلا هل سيحدث في ولايته فتح حوار مع أميركا؟ ـ لن يكون أكثر اعتدالا سيكون أكثر براغماتية. هذا هو التغيير الذي سيحدث. وإذا تجاوزنا الأزمة الحالية بالحد الأدنى من الخسائر بالنسبة لإيران. فإن الكثيرين سيكونون قد تعلموا منها دروسا وعبرا قاسية.