الصومال: 20 قتيلا و100 جريح في معارك عنيفة في مقديشو

توقف الحركة في قلب العاصمة وإغلاق المحلات التجارية

مسلحون صوماليون في شوارع مقديشو أمس (رويترز)
TT

قُتل ما لا يقل عن 20 شخصا وأصيب نحو 100 آخرون في أحدث اشتباكات بين قوات الحكومة الصومالية والمقاتلين الإسلاميين من «الحزب الإسلامي» و«حركة شباب المجاهدين» في الأحياء الجنوبية من العاصمة وأجزاء أخري من شمال شرق العاصمة أيضا. وقد تسبب تبادل الطرفين لطلقات المدافع الثقيلة وقذائف الهاون التي كانت تسقط بشكل عشوائي في مناطق بعيدة عن ميدان المعركة وفي أحياء شعبية، تسبب في سقوط المزيد من المدنيين.

وقد أدت هذه المعارك إلى توقف شبه كلي للحركة في الشوارع الرئيسية في العاصمة وتحديدا شارعي القلب والثلاثين وأجزاء من شارع المصانع، كما أغلقت المحلات التجارية في سوق البكارو أبواهب بعد سقوط عدد من القذائف فيها، كما تسود حالة من الهلع والخوف لدي سكان الأجزاء الشمالية الشرقية للعاصمة ـ وهي مناطق سلمت نسبيا من المعارك الأخيرة ـ وكانت قد استقبلت أعدادا كبيرة من النازحين، حيث تزداد مخاوفهم الآن بسبب انتقال المعركة إلى المناطق التي نزحوا إليها.

وتبادلت الحكومة وفصائل المعارضة الاتهامات حول التسبب في اندلاع هذا القتال، وقال متحدث باسم القوات الحكومية إن القوات الحكومية تعرضت للهجوم من قِبل الفصائل المعارضة، وذكر أنهم حققوا نجاحا عسكريا خلال هذا القتال، ويتمركزون الآن في مناطق القتال، وذكر أيضا أنهم ألقوا القبض على عدد من الأسرى من عناصر المقاتلين الإسلاميين ومعظمهم أطفال قامت بتجنيدهم الفصائل المعارضة وتم إجبارهم على دخول القتال على حد تعبيره.

ونفى الشيخ حسن مهدي المتحدث باسم الحزب الإسلامي الادعاءات الحكومية، وقال: «إن القوات الحكومية هي التي بدأت بالقتال في محاولة منها للانتشار في مناطق تخضع لسيطرة مقاتلي الحزب الإسلامي»، وأضاف الشيخ مهدي أن مقاتليه أرغموا القوات الحكومية على التراجع، وأن المقاتلين الإسلاميين يسيطرون الآن على جميع المناطق التي دارت فيها المعارك. وأكدت المصادر الأمنية الحكومية مصرع قائد جهاز الشرطة في منطقة العاصمة العقيد علي سعيد شيخ حسن في هذه الاشتباكات. وبهذا يرتفع عدد القتلى منذ بداية الاشتباكات الشهر الماضي إلى أكثر من 250، فيما نزح نحو 120 ألفا من سكان مقديشو حسب أرقام المنظمات الإنسانية. ونفى متحدث باسم قوات حفظ السلام الإفريقية مشاركة قوات «الأميصوم» في الحرب بين قوات الحكومة الصومالية ومقاتلي فصائل المعارضة.

وفي الأجزاء الشمالية الشرقية من العاصمة دارت اشتباكات أخري بين القوات الحكومية ومقاتلي تنظيم شباب المجاهدين، واستولي مقاتلو التنظيم على المدخل الشرقي للعاصمة، وكان المقاتلون الإسلاميون قد استولوا قبل يوم على قاعدة للقوات الحكومية في منطقة «جلجلاتو» على بعد 15 كم شمال شرق العاصمة، ثم واصلوا زحفهم باتجاه العاصمة حتى وصلوا فجر اليوم إلى المدخل الشرقي للعاصمة.