«بي بي سي» تتصدر القنوات الأجنبية في تغطية أحداث إيران

تفوقت بالصوت والصورة رغم المضايقات الأمنية

فليكر للصور من المواقع التي غطت اخبار الانتخابات بالصور
TT

على موقع التواصل الاجتماعي «ديغ» وضع أحد المستخدمين وصلة إلكترونية لنشرة أخبار لمحطة هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) حول الغضب الشعبي في إيران على نتائج الانتخابات الأخيرة. الوصلة وضع لها المستخدم عنوانا طريفا قال فيه «(بي.بي.سي) تغطي الانتخابات الإيرانية بينما تصمت المحطات الأميركية». المقطع يقدم تقريرا لمراسل «بي.بي.سي» في طهران جون سيمبسون من أحد شوارع طهران يصف فيه حالة الشارع والمظاهرات القائمة. يشير سيمبسون خلال التقرير إلى أن البوليس الإيراني احتجزه وطاقم التصوير وصادر بعض الأفلام، كما يشير أيضا إلى صعوبة التصوير في الشارع حين يقول «اضطررنا لإغلاق الكاميرا عند مرور ضابط شرطة والآن نعيد التصوير مرة أخرى».

الفيلم واحد من عدة تسجيلات لتغطية المحطة لأحداث الشارع في إيران، وتحفل مواقع الإنترنت بمقاطع مختلفة من تلك التقارير، ويستغل بعض المواقع تلك التقارير للمقارنة بين التغطية الأميركية للأحداث وتغطية هيئة الإذاعة البريطانية التي يراها الكثيرون بأنها قدمت تغطية متكاملة لأكثر الأحداث سخونة في الشارع الإيراني منذ قيام الثورة الإسلامية.

التعليق الذي وضعه مستخدم موقع «ديغ» لم يكن الأول من نوعه، بل ظهر أيضا على صحيفة «نيويورك تايمز» التي انتقدت موقف «سي.إن.إن» تحديدا من الانتخابات الإيرانية والتغطية الضعيفة التي حظي بها حدث من أهم الأحداث على الساحة الدولية.

وفي مقالة على «نيويورك تايمز» قال برايان ستيلتر، إن الاحتجاجات على تغطية «سي.إن.إن» و«فوكس نيوز» و«إيه.بي.سي» كان محل الانتقادات من آلاف من مستخدمي موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، واستخدم المعترضون عبارة «فشل (سي.إن.إن)» كعبارة ملحقة لاسم الدخول.

وقال ستيلتر إن الكثيرين اعتمدوا على تغطية المحطات البريطانية للأحداث بسبب تقليل «سي.إن.إن» للوقت المخصص لإيران، وهو ما لم يعتده المشاهدون من المحطة التي تخصصت في تغطية الأحداث الكبرى بشكل مكثف ومستمر.

ولعل ذلك ما يقود إلى موقع «بي.بي.سي» وإلى محطاتها المتنوعة التي استقطبت اهتمام المشاهدين في بريطانيا وخارجها بسبب التغطية المكثفة والمدروسة للانتخابات. ولعل المتابعين لـ«بي.بي.سي» يلاحظون أن التغطية سبقتها مراحل تحضيرية أذاع فيها تلفزيون «بي.بي.سي» أفلاما وثائقية عن إيران وأخرى عن الشعب الإيراني وتوجهاته السياسية وأيضا اختياراته في الانتخابات.

الموقع الإلكتروني لـ«بي.بي.سي» يكاد يكون متخما بالمعلومات حول الانتخابات، فإلى جانب الأخبار المتوالية التي يبثها المراسلون من طهران سواء بالصوت أو عن طريق الفيديو، يقدم الموقع أيضا وصلات إلى مواقع تواصل اجتماعي خصصت بالكامل للانتخابات، والمهم في تلك المواقع أن الكثيرين من مستخدميها والتعليقات التي تترك عليها من داخل إيران، وهو ما يضع المستخدم في قلب الأحداث فعليا.

أما على موقع الأخبار لـ«بي.بي.سي» فيوجد داخل كل تقرير من داخل طهران جزء منفصل يخصص لتعليق المراسل الموجود في طهران على الحدث من وجهة نظره وتحليله لما يحدث على الأرض.

وتواجدت «بي.بي.سي» بمختلف أقسامها في الانتخابات، فالقسم الفارسي في الإذاعة والتلفزيون كان نشطا جدا هناك وأمد الموقع الإلكتروني الإنجليزي بالأخبار وأيضا بلقطات الفيديو الحية. ولكن القسم تعرض أيضا لمضايقات خلال وجود مراسليه في طهران، وفقا لبيتر بروك مدير «بي.بي.سي.وورلد سيرفيس» الذي أشار إلى أن التقنيين في الخدمة الفارسية عانوا من التشويش الإلكتروني خلال الأسبوع الماضي والذي بلغ أشده يوم الجمعة الماضي، وقال بروك إن ذلك تسبب في اضطراب البث لعدد من المحطات لتي تبثها «بي.بي.سي» في إيران والشرق الأوسط وأيضا في أوروبا.

أضاف بروك أن ذلك «يعد تصرفا معهودا من السلطات الإيرانية لتقليص التغطية الإخبارية بعد الانتخابات المتنازع عليها». أشار بروك في «البلوغ blog» الخاص به إلى أن الشرطة الإيرانية أوقفت المراسل جون سيمبسون والمصور المرافق له، غير أنه أضاف «لكن ذلك لم يمنع متابعي المحطة من داخل إيران من إمدادنا بالمواد الإخبارية وهو ما مكننا من متابعة الأخبار بدون توقف». وفي هذا الصدد إأذاعت محطة «بي.بي.سي 2» تقريرا عن استخدام الشباب الإيراني لوسائل التكنولوجيا الحديثة في نقل الصورة من داخل لإيران، كما أشار التقرير إلى أن الشباب أصبح يعتمد في تنظيم صفوفه على الرسائل المختصرة التي تبث على موقع «تويتر»، فتوجد رسائل تحذر من التواجد في شارع معين لانتشار قوى الأمن هناك أو رسائل تصف الوضع الأمني في منطقة معينة.

وفي ظل منع الحكومة الإيرانية للصحافة الأجنبية من النزول للشارع يوم الثلاثاء، استعاض مراسلو «بي.بي.سي» عن الصور الحية من الشارع بالتصوير من نوافذ المكاتب وكانت النتيجة واحدة من أكثر اللقطات تأثيرا ووقعا، فقد صورت الكاميرات أسطح المنازل في طهران بعد غروب الشمس وانطلاق أصوات الإيرانيين من على تلك الأسطح مطالبين بسقوط نجاد ومعلنين احتجاجهم على ما يحدث، وهنا علق جون سيمبسون مشيرا إلى أن هذه الوسيلة لجأ إليها الإيرانيون في السابق عندما ضيقت عليهم الحكومة الخناق ومنعتهم من التظاهر. وفي ظل المنع استعاضت القنوات بالصور التي التقطت خلال اليوم السابق وإلى الصور المستمدة من التلفزيون الإيراني.