سفيرة بريطانيا في لبنان تزور نائبا في حزب الله وتدعو الحزب لتسليم سلاحه

أول لقاء بين الطرفين على هذا المستوى منذ إعلان لندن انفتاحها على الحزب

TT

بعد نحو ثلاثة أشهر على إعلان بريطانيا تبنيها سياسة أكثر انفتاحا تجاه الجناح السياسي لحزب الله، حصل أمس اللقاء العلني الأول بين الجانبين، إذ زارت السفيرة البريطانية في لبنان فرانسيس ماري غاي، النائب في كتلة حزب الله محمد رعد، في مكتبه في مبنى البرلمان وسط بيروت، وهو الأول على هذا المستوى بين الطرفين. وأكد مسؤول في حزب الله لـ«الشرق الأوسط» أن اللقاء تم بناء على طلب بريطانيا، فيما قال مصدر في وزارة الخارجية البريطانية أن التوقيت بعد الانتخابات كان صدفة وأن الطرفين كانا اتفقا على عقد لقاء قبل مدة وأن الطرفين لم يتفرغا للقاء قبل الآن، مشيرا إلى انشغال حزب الله بالتحضير للانتخابات في الفترة الماضية. وقال المسؤول البريطاني لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاء كان لاستعراض وجهات النظر، وأن البحث تناول الأوضاع الداخلية اللبنانية، وتركز على ثلاث نقاط تحديدا: الانتخابات اللبنانية، والتوقعات حول تشكيلة الحكومة المقبلة، وقرار مجلس الأمن رقم 1701 (الذي يدعو لنزع سلاح حزب الله). وقال المسؤول إن أكثر ما يهم بريطانيا في هذه البنود الثلاثة التي جرت مناقشتها، هو البند الأخير حول القرار 1701. وقال إن السفيرة البريطانية شددت تحديدا على إبراز وجهة نظر بلادها فيما يخص القرار، وأنها دعت إلى تطبيق القرار بالكامل وكان مجلس الأمن الدولي أصدر القرار بعد حرب تموز في صيف 2006 بين إسرائيل وحزب الله، وأنهى القرار الحرب ودعا الدولة اللبنانية إلى بسط سلطاتها على كافة الأراضي اللبنانية، كما دعا كافة القوى المسلحة في لبنان خارج إطار الدولة إلى تسليم سلاحها. ولم يؤكد المسؤول في الخارجية البريطانية أن يكون قد تم الاتفاق بين الطرفين على عقد لقاءات أخرى، إلا أن رعد الذي عادة ما يمثل الأمين العام للحزب حسن نصر الله على طاولات الحوار التي تعقد في لبنان بحضور الزعماء، قال إن هذا اللقاء «قد يشكل مقدمة للقاءات أخرى»، مشيرا إلى أن «الأبواب مفتوحة أمام ذلك». وذكر بيان صدر عن حزب الله أن رعد استقبل غاي «وتم البحث في آفاق المرحلة في ضوء نتائج الانتخابات في لبنان وتعقيدات الوضع في المنطقة». وأشار إلى أن رعد «عرض رؤية حزب الله إزاء التطورات المحلية والإقليمية. وأكد ضرورة ممارسة الضغوط على العدو الإسرائيلي مصدر التوتر وعدم الاستقرار الدائم في المنطقة».

وكانت بريطانيا قد أعلنت في بداية شهر مارس (آذار) الماضي، أنها ستبدأ محادثات على مستوى غير رفيع مع الجناح السياسي لحزب الله في لبنان. وقالت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية بعد ذلك، أن انفتاح بريطانيا على حزب الله مرتبط برهائن بريطانيين مختطفين في العراق من قبل جماعة «عصائب أهل الحق» المنشقة عن التيار الصدري. وبحسب «الغارديان»، فقد قال المتحدث باسم جماعة «عصائب أهل الحق» المدعو «أبو علي»، إنه تم التوصل إلى اتفاق مع بريطانيا وأميركا للإفراج عن البريطانيين الخمسة المختطفين على مراحل مقابل إطلاق قادة المجموعة الذين بينهم متحدث سابق باسم مقتدى الصدر وقيادي في حزب الله اللبناني اعتقل في البصرة عام 2007. وحسب الصحيفة فإن بيان المتحدث باسم «عصائب أهل الحق» يسلط الأضواء على مباحثات سرية جرت خلال العامين الماضيين بين الحكومة البريطانية والخاطفين ويؤكد أن الرهائن البريطانيين أصبحوا بيادق في لعبة صراع على النفوذ أطرافها قوى شيعية في العراق ولبنان وإيران. ويرى التقرير أن المساعي الهادفة لوضع اللمسات النهائية على الصفقة كانت احد العوامل وراء التحرك البريطاني لمعاودة الاتصالات مع حزب الله. إلا أن المسؤول البريطاني نفى أمس أن يكون الحديث مع رعد قد تطرق إلى أي قضايا خارجية، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن بريطانيا لم تثر موضوع الرهائن البريطانيين في العراق.