تونس: الأحزاب تستعين لأول مرة بخبراء في الاتصال للإعداد للانتخابات المقبلة

لجعل التأثير على الناخبين معتمدا على وسائل علمية

TT

تستعد الأحزاب السياسية في تونس للانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، ويعمل كل طرف على استمالة الناخبين، والتعريف الجيد ببرامجه ومخططاته ومشاريعه. وإلى وقت قريب، كانت الأحزاب ـ وخاصة منها المعارضة ـ تعتمد على الخطب الرنانة، وعلى الأبعاد النضالية في مشاريعها المختلفة عادة عن الحزب الحاكم، إلا أن التغيرات الحاصلة في المجتمع، ودخول وسائل الإعلام والاتصال الحديثة على الخط، وزيارة الآلاف من الشباب للمواقع الإلكترونية، جعلت الأحزاب تغير من طرق اتصالها بالفئات الاجتماعية المستهدفة. في هذا الإطار سعى أكثر من حزب سياسي في تونس للاستعانة بخبراء في الاتصال، في محاولة لجعل التأثير على الناخبين معتمدا على وسائل علمية، بدلا من الطرق البدائية، وإلهاب حماس الجماهير بالخطب الفصيحة وحسن الخطابة فحسب.

في هذا الإطار، قال مهدي الطباخ (حزب الوحدة الشعبية المعارض) إن الحزب أجرى تغييرات عديدة على الإدارة الإعلامية، وأدخل عناصر جديدة قادرة على الإضافة، وقد استعان منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بخبراء في مجال الاتصال، قادرين على تسويق صورة إيجابية عن الحزب.

أما نور الدين المباركي (الاتحاد الوحدوي الديمقراطي المعارض)، فقد أكد على لجوء الحزب إلى مختص في الاتصال من معهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس حتى يدعم توجه الحزب بصفة علمية، بعيدا عن الطرق العشوائية التي اعتمدت لعقود متتالية.

وقال المباركي «إن الخلفية السياسية لهذه الطريقة هي القيام بحملة انتخابية على أسس علمية، بدلا من الأداء العفوي المرتبط بأساليب قديمة كانت معتمدة في السابق». وحول اللجوء إلى مختصين في علوم الاتصال، قالت حميدة البور أستاذة علوم الصحافة بالجامعة التونسية «إن ذلك يعد ظاهرة صحية، فالانتخابات عملية حسابية، ولكنها كذلك عملية اتصالية في الأساس.. فالعبارات المستعملة، وطريقة الكلام، وكيفية التعامل مع الكاميرا تتطلب مختصين في عالم الاتصال، وهذا ما لا يحسنه الكثير من المرشحين، سواء للانتخابات التشريعية أو الرئاسية».

، ولاحظت، من ناحية أخرى، أن ظاهرة العزوف عن المشاركة السياسية من قبل الفئات الشابة تفترض وجود مختصين قادرين على مسايرة التطورات، ولهم الدراية الكافية في كيفية الوصول إلى الناخبين، بصرف النظر عن حجم الحزب، ودرجة إشعاعه الجماهيري من ناحية أخرى.. فالاتصال بالجماهير يتطلب تدريبات خاصة، ودراية متطورة بما يأملون فيه، وكيفية الوصول إلى إقناعهم بالانخراط في العملية السياسية برمتها.