أبو حمزة السوري لـ «الشرق الأوسط» من سجنه: يؤخرون البت في قضيتنا لنطلب الترحيل

الناطق السابق باسم المقاتلين العرب في البوسنة: قضيتنا سياسية وليست قانونية

TT

تعرض الناطق السابق باسم المقاتلين العرب في البوسنة، عماد الحسين (أبو حمزة السوري)، الموجود حاليا في معتقل لوكافيتسا لكسر في يده. وقالت ابنته بالتبني نجيمة سوفتيتش في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «وصلنا هذا الخبر من مركز الاعتقال في لوكافيتسا، وهو أن (والدي) عماد الحسين تعرض لكسر في يده بعد تعرضه لاعتداء من قبل الحرس الأجانب في المعتقل، ولم يتم نقله للمستشفى وإنما ينتظرون قدوم طبيب إلى المعتقل». وعن رد فعل عائلته ومحاميه في البوسنة، قالت: «نحن كأسرة نشعر بالقلق على حياته وعلى سلامته الجسدية وعلى حقوقه، وليس بمقدورنا فعل شيء سوى طلب المساعدة ممن يقدرون على ذلك». وكان وداد بن عماد الحسين، أبو حمزة، في الصف السادس الابتدائي، قد بعث برسالة إلى نائب وزير الاستخبارات، ومدير شعبة مكافحة الإرهاب، دراغن ميكتيتش، وتضمنت الرسالة، التي تحدثت عنها وسائل الإعلام، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، المطالبة بإطلاق سراح عماد الحسين، في عطلة نهاية الأسبوع «نحن نريد أن يتمتع بما يتمتع به بقية سجناء الحق العام، ولو بزيارة أسبوعية للبيت، فهذا الحق يتمتع به أعتى المجرمين في السجون». وكانت «الشرق الأوسط» قد تمكنت من اختراق أسوار معتقل العرب في لوكافيتسا، القريب من سراييفو والواقع تحت الهيمنة الصربية، حيث التقت الناطق السابق باسم المقاتلين العرب سابقا عماد الحسين الملقب بـ«أبو حمزة السوري»، المعتقل مع عدد من العرب، وطلبنا منه أن يطلعنا عن كثب على ظروف الاعتقال وطريقة تعامل الإدارة مع المعتقلين، وما وصلت إليه القضية داخل أروقة المحاكم، ووضع الأسرة في كل من البوسنة وسورية، والأخطار التي تتهدد المعتقلين العرب في لوكافيتسا، وما إذا كان هناك سقف زمني لانتهاء القضية، وموقف الحكومة البوسنية والدوائر الدولية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية ومنظمة هلسنكي لحقوق الإنسان، ومستقبل ما تبقى من المقاتلين العرب في البوسنة وغيرها من القضايا.

وقال أبو حمزة السوري لـ«لشرق الأوسط»: «الوضع الآن أفضل مما كان عليه سابقا، فلم أعد وحيدا، فقد أصبحنا 6 معتقلين عربا، نصلي جماعة، ونلعب كرة القدم، ومع ذلك، فلو كان السجن من ذهب ما طابت الإقامة فيه»، وتابع: «حريتنا هنا مقيدة ولا نستطيع التحرك خارج أسوار المعتقل». وحول تعامل إدارة السجن مع المعتقلين، قال: «هناك الصرب والكروات والبوشناق وتعاملهم معنا مهني بحت. ولا يخلو الأمر من بعض النزعات الطائفية». وعن العرب الموجودين في المعتقل، ذكر أبو حمزة أنهم 6 أشخاص: «أصبحنا الآن 6 معتقلين؛ سوريان، أنا وأيمن عواد، وجزائريان هما عبد القدوس وعبد الرحيم، وتونسي وهو عمار الحنشي، وعراقي يدعى حذيفة، ونحن ننتظر أن تأتي دفعات جديدة من وقت لآخر». وحول التعامل معه شخصيا وما وصلت إليه قضيته في المحاكم البوسنية قال: «الحمد لله، تعاملهم معي شخصيا على مستوى من المهنية والاحترام كما ذكرت، وذلك بعد أن تعرفوا علي في الفترة الماضية وهي 8 أشهر»، وتابع: «أعطوني غرفة خاصة مع كل مستلزمات القراءة والكتابة والأكل الحلال والمعاينة الطبية اللازمة على أعلى مستوى»، لكنه اشتكى مما وصفه بـ«بعض الاستفزازات الطائفية ومحاولة بعض الحراس الصغار الذين يرددون: من هذا أبو حمزة الذي ملأ الدنيا وشغل الناس. أما بالنسبة لقضيتي، فهي في محكمة الدولة البوسنية، التي أعادت لها المحكمة الدستورية الملف الخاص بي للمرة الثانية على التوالي لكي تعيد النظر في القضية، وخاصة فيما يتعلق بالإقامة واللجوء الإنساني وحقي في جمع شمل أسرتي وعدم التفريق بيننا وفيما يخص الاتهامات الموجهة إلي بأني أهدد الأمن القومي البوسنوي». وعن الأخطار التي تتهدهم، أشار أبو حمزة إلى أن «قرار المحكمة الأوروبية أوقف طردي من البوسنة، بسبب وضعي الأسري، وقد كنا نخشى من الطرد، ولكننا كما قلت لا نعرف متى سنعود إلى أسرنا وأهلنا، وهل سيسمحون لنا بذلك، لأنهم يحاولون طردنا بأي طريقة، ولولا الله ثم قرار المحكمة الأوروبية لكنا في عداد المطرودين منذ فترة طويلة». وفي رده على سؤال بخصوص إمكانية الإفراج عنهم وعودتهم إلى أهليهم قال: «أملنا في الله كبير، وهذا ما يصبرنا إلى الآن، ولكن حسب ما عهدنا، فإن السياسة البوسنوية فقدت مصداقيتها منذ زمن بعيد، ومن الصعب استعادة هذه المصداقية في ظل الضغوطات الأميركية».

وعما إذا كان هناك سقف زمني يتوقعه لنهاية محنته ومحنة المعتقلين الخمسة الآخرين، قال: «القانون يشير إلى إمكانية الاعتقال لمدة لا تزيد عن 6 أشهر، ولكن، وتحت ما يوصف بالأدلة السرية التي تتحدث عن تهديد الأمن القومي دون تمكين المتهم من معرفة طبيعة تلك الاتهامات، يمكن أن تمدد المدة إلى ما لا نهاية».