إطلاق نار في طهران.. والشرطة تحذر موسوي: هناك قطاع طرق بسببك.. وسنتصدى لهم

عناصر الأمن يلاحقون المتظاهرين من شارع إلى شارع لمنعهم من التجمع.. واعتقالات بين المعارضين

متظاهرة ايرانية ضمن مئات المتظاهرين المؤيدين لمرشح الرئاسة مير حسين موسوي تحمل حجارة في طهران أمس (أ.ب)
TT

وقفت الشرطة الإيرانية مسنودة بقوات الباسيج في وجه المتظاهرين الغاضبين من نتائج الانتخابات الإيرانية، أمس، ومنعتهم من التجمع في ساحات العاصمة طهران، مستخدمة القوة، والهراوات، فيما سمع دوي إطلاق نار متكرر في اثنين من الأحياء الشمالية للعاصمة الإيرانية. وطاردت عناصر الأمن المتظاهرين من شارع إلى شارع، فيما وجه رئيس الشرطة الإيرانية رسالة شديدة اللهجة إلى زعيم الإصلاحيين المرشح الرئاسي مير حسين موسوي، حذره فيها من وقوع تظاهرات جديدة ومؤكدا أن رجاله «سيتصدون بحسم» لأي اضطرابات أخرى بسبب انتخابات الرئاسة المتنازع عليها، كما حمله وجود ما سماه بـ«قطاع الطرق بين المتظاهرين».

وانتشر الآلاف من عناصر الأمن في وسط طهران. وأكد شهود أن «الشرطة تفرق كل تجمع لشخصين أو ثلاثة وتطلب منهم الانصراف». وتحدث شاهد عن انتشار أمني كبير لشرطة مكافحة الشغب وعناصر ميليشيا الباسيج في مفترق كل الطرق وسط المدينة، حيث جرت السبت تظاهرات عنيفة. وأعلن التلفزيون الرسمي أمس أن 10 قتلى وأكثر من 100 جريح سقطوا في «أعمال الشغب» التي شهدتها طهران أول من أمس في اليوم الثامن على التوالي من الاحتجاجات الشعبية. وحمل التلفزيون مسؤولية مقتل هؤلاء الأشخاص إلى «عملاء إرهابيين» لم يسمهم، مؤكدا أنهم استخدموا أسلحة نارية ومتفجرات.

من جهتها تحدثت فضائية «برس تي في» الرسمية الناطقة بالإنجليزية عن مقتل 13 شخصا في المواجهات التي دارت بين الشرطة و«إرهابيين». ولم تصدر أية حصيلة رسمية لضحايا المواجهات. وقال التلفزيون إن «وجود عملاء إرهابيين واستخدامهم لأسلحة نارية ومتفجرات كان أمرا ملموسا في أعمال الشغب التي جرت السبت في (ساحتي) انقلاب وازادي، مما أدى، وللأسف، بهذه الاضطرابات التي تحولت إلى أعمال شغب، إلى أن تسفر عن مقتل عشرة أشخاص وجرح أكثر من مائة». ولم يذكر التلفزيون مصدر معلوماته. ولاحقا أكد نائب قائد الشرطة الإيرانية أحمد رضا رضان للتلفزيون أنه «تنفيذا للأوامر، لم تستخدم القوى الأمنية أي سلاح لتفريق مثيري الشغب»، محملا مسؤولية الضحايا إلى «السوقيين وعملاء منظمة مجاهدي خلق الذين تسللوا» إلى صفوف المتظاهرين.

وذكرت قناة «برس تي.في» الإيرانية الناطقة بالإنجليزية، ومقرها لندن، أمس، أن 13 شخصا قتلوا في اشتباكات بين الشرطة و«جماعات إرهابية» في طهران في إشارة إلى الاضطرابات التي سادت شوارع العاصمة أول من أمس.. وذكرت أيضا أن «مثيري الشغب» أشعلوا النار في محطتين للغاز وهاجموا موقعا عسكريا. من جهتها قالت صحف إيرانية أمس إن قائد الشرطة حذر زعيم المعارضة مير حسين موسوي من أن رجاله «سيتصدون بحسم» لأي اضطرابات أخرى بسبب انتخابات الرئاسة المتنازع عليها. ونشرت الصحف خطابا موجها من قائد الشرطة إسماعيل أحمدي مقدم، إلى موسوي بعد الاضطرابات التي سادت أنحاء طهران أول من أمس بعد اشتباك المتظاهرين مع شرطة مكافحة الشغب. ولم يتضح تاريخ كتابة الخطاب.

ونقلت صحيفة «اعتماد ملي» عن أحمدي مقدم قوله: «أعلن أنه في حالة استمرار الوضع الراهن فإن الشرطة ستتصدى بحسم للأنشطة غير المشروعة بما يتفق مع الحفاظ على الأمن والنظام في المجتمع وبين الشعب». وقال قائد الشرطة لموسوي: «هناك قطاع طرق يعملون في ظل مناخ غير مشروع تسببت فيه أنت» ولكن الشرطة لم تطلق رصاصة واحدة عليهم. وأضاف أن 400 من رجال الشرطة أصيبوا في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات.

وقالت السلطات مرارا إن التجمعات الحاشدة هي لأنصار موسوي الذي يقول إن الانتخابات تم التلاعب فيها لصالح الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد ويريد إلغاءها غير مشروعة. وقال موسوي أمس إنه لا بد من تطهير الجمهورية الإسلامية مما سماه بالأكاذيب والخداع متحديا بذلك بشكل مباشر الحكام المحافظين في البلاد.

إلى ذلك ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن وزارة الاستخبارات الإيرانية أوقفت أعضاء في حركة مجاهدي خلق أكبر تنظيمات المعارضة الإيرانية في المنفى، إثر التظاهرات التي تهز إيران منذ إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد. وقالت الوكالة أمس إن عملاء الوزارة «تعرفوا على عدد من المنافقين الذين تدربوا في معسكر «أشرف» ودخلوا إيران للقيام بأعمال إرهابية، وأوقفوهم». وتطلق الوكالة، التي لم تذكر تاريخ الاعتقالات ولا عدد المعتقلين، صفة «المنافقين» على أعضاء مجاهدي خلق. وأضافت الوكالة أن «الذين أوقفوا اعترفوا بأنهم بعدما تدربوا في العراق دخلوا إيران وبأن الذين يأمرونهم ويدعمونهم هم المنافقون في بريطانيا». وتأسست حركة مجاهدي خلق في 1965 بهدف إسقاط نظام الشاه. وقد شاركت في الثورة قبل أن تنقلب على نظام الجمهورية الإسلامية وتخوض تمردا مسلحا داخل إيران ثم من الخارج. وقد أعلنت في 2001 تخليها عن العنف.