خادم الحرمين: الأيام القادمة فيها الخير والبركة وما أناإلا فرد منكم وإليكم يسرني ما يسركم ويؤلمني ما يؤلمكم

استقبل مواطنين قدموا لتهنئته بمناسبة مرور 4 أعوام على مبايعته ملكا للبلاد

TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن الأيام المقبلة في بلاده «فيها الخير والبركة»، وتقدم لجمع من المواطنين استقبلهم بقصر السلام في جدة أمس، بالشكر على مشاعرهم تجاهه بمناسبة مرور أربعة أعوام على تقلده الحكم في بلاده، وقال: «ما أنا إلا فرد منكم وإليكم، يسرني ما يسركم ويؤلمني ما يؤلمكم، هذا من الرب عز وجل أن وفقني وأديت بعض ما يخطر على بالي، وإن شاء الله الأيام المقبلة فيها الخير وفيها البركة». وأضاف: «أتمنى لكم التوفيق وأتمنى لكل الشعب السعودي الصحة والعافية والهناء وشكرا لكم وإلى اللقاء إن شاء الله في أيام مقبلة».

وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز استقبل في الديوان الملكي بقصر السلام أمس، الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين في الديوان الملكي وديوان رئاسة مجلس الوزراء، كما استقبل العلماء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمعا من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بمناسبة مرور 4 سنوات على توليه مقاليد الحكم، فيما ألقى عبد المقصود خوجه كلمة خلال الاستقبال أمام خادم الحرمين الشريفين، جاء فيها: «خادم الحرمين الشريفين.. بنهاية السنة الرابعة، ومشارف السنة الخامسة من سنوات النور في ظل قيادتكم الحكيمة تأتي هذه الكلمات: إن كان شرف الحضور غاية أمامكم، فإن عبء الوقوف مسؤولية. عودتمونا على كل شيء ينقش الوسطية في ربوع الوطن، بتقاسيم الزمن الجديد، لا بمعايير النظام العالمي الحديث، فتعلمنا كيف نرى الواقع بعين الرضا، وكيف نهزم اليأس بنصل العمل، وكيف نرى الضوء والقوة موازنة بين الرحمة وروح المسؤولية، وكيف نرى الضعف بثوب الكبرياء، بساطتكم كشفت لنا عن ساق النظام الإسلامي القديم، يوم تتلاشى الضغائن، وتتساقط الصغائر، ويصبح الهم الوطني هو الأكبر».

وأضاف الخوجه: «معكم وقفنا على أعتاب مرحلة جديدة في علاقة ولي الأمر بالرعية، لم تبدأ فقط يوم نفضتم الغبار عن عشة في شميسي الرياض، أو يوم أبكتكم كلمات طفلة يتيمة أذلتها الإعاقة، فحبستم الفقر بصندوق الإحسان وهزمتم الإعاقة بحملات الصحة والوعي، وبنيتم صروحا للعلم في صحراء غير ذي زرع، فنبتت واحة ثول الجامعية، وأرسيتم قاعدتها التعليمية يفد إليها طلاب العلم من الداخل والخارج. وقال عبد المقصود خوجه: «وأدتم كل الخلاقات وكنتم أكبر من ذلك وإدراككم قيمة المكان وعظمة الزمان، ففي شهر الله المحرم استحلفتم القادة بالله ثم باسم الشهداء والنساء وباسم الدم المسفوح، أن ينأوا عن الخلافات، وأن يرتفعوا عن الخصامات، ويسموا على الذات، لتتحقق مصالحة ورفعة بلا انتكاسات، علمتمونا أن السلام مبادرة لا ترهق الطاولة، لكنها لا تتحمل التطويل ولا المساومة، وشرحتم لنا أن الطرح العربي أصيل، لكنه خارطة طريق لا تحب المقامرة». وأضاف: «هناك خاطبتم قلوبا عربية طالما تذكرت صهيل خيول الناصر صلاح الدين، علمتمونا متى نطأطئ السلاح، ومتى نرفع غصن الزيتون، بلا جرح للكرامة ونزف للكبرياء. وأهديتمونا لغة لا تعرف الانكسار، وسبقا لا تحسبه المواصفات والعواصف من جنوب أو شمال، فبقيت هاماتنا مرفوعة، وأجسادنا في الأرض مزروعة، لا تخشى يوم الكر ولا تعرف ساعة الفر.

وقال: «وسلحتم المرأة بالعلم والبحوث لمحاربة الجهل، وأهديتموها ذخيرة العفة والكرامة، حتى قهرت أصنام الخوف، فشاهدها العالم في ثوب الطبيبة والعالمة والمهندسة والخبيرة، وهاهي تنضم لكوكبة الذين بدأتم بهم عهدا للإصلاحات لمواكبة العالم الأول. ولم تعرفوا للتقنية باباً إلا طرقتموه، وخاطبتموه، حتى النانو لم تتناسوه، فأسستم له منارة واستقدمتم له جدارة».

واختتم كلمته قائلا: «اليوم يا خادم الحرمين الشريفين، التهنئة ـ عفوا ـ ليست لكم، لنا، أدامكم الله وأبقى ولي عهدكم إن شاء الله عائدا لوطنه بسلامته ورعايته، وعضدكما النائب الثاني.. يا طويل العمر قد أستأمرتم علينا وخير ما أستأمرتم علينا أميرنا أشاع بيننا أقوالكم الحكيمة التي نسجت من أصل الحكمة لا حاكم ولا محكوم ولا ظالم ولا مظلوم ولا حارم ولا محروم الحمد لك والشكر من الحمد عشتم وطبتم طابت لكم الحياة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

حضر الاستقبال الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز آل سعود، والأمير عبد الله بن خالد بن عبد العزيز، والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير ممدوح بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز مستشار وزير الداخلية، والأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية، والأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي، والأمير حمود بن سعود بن عبد العزيز، والأمير مشهور بن مساعد بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء.