انتُخب محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب السابق، عمدة لمدينة أصيلة (شمال)، المعروفة بمواسمها الثقافية الدولية منذ عام 1978، وذلك لولاية جديدة مدتها ست سنوات. وجاء انتخاب بن عيسى عقب اجتماع عقد السبت الماضي، حضره جميع المستشارين الفائزين في الانتخابات البلدية الأخيرة، وممثلون عن السلطة المحلية بالمدينة.كما تم انتخاب مكتب المجلس البلدي، الذي ضم امرأتين.
ويتكون المكتب الجديد للمجلس من: النائب الأول للعمدة المحامي عبد العزيز الجباري ، والصيدلي طارق الطليكي نائبا ثانيا، ورحمة بلعزيز أستاذة اللغة العربية نائبا ثالثا، وعبد الإله الخراز أستاذ المعلوميات في جامعة عبد المالك السعدي بطنجة نائبا رابعا، وأحمد الزياني المتخصص في البيئة نائبا خامسا، وبشرى الزرقاني الموظفة بالمحكمة الابتدائية بالمدينة نائبا سادسا.
والمفارقة في المكتب الجديد لمجلس بلدية أصيلة هي أن نائب العمدة الأول، عبد العزيز الجباري سبق له أن كان تلميذا لدى النائبة الثالثة للعمدة.
وكان بن عيسى قد حقق فوزا انتخابيا ساحقا في اقتراع يوم 12 يونيو (حزيران) الجاري. وفاز بن عيسى بجميع الدوائر الانتخابية للمدينة، وعددها 25 دائرة، إضافة إلى المقعدين المخصصين للنساء. وترشح بن عيسى مستقلا، بينما ترشح فريقه الانتخابي باسم «حزب التجمع الوطني للأحرار»، المشارك في حكومة عباس الفاسي.
يُذكر أن جميع الأحزاب السياسية في المدينة امتنعت عن تقديم مرشح ضد بن عيسى في الدائرة رقم واحد، باستثناء حزب «العدالة والتنمية»، ذي المرجعية الإسلامية. ودخل بن عيسى إلى مجلس بلدية أصيلة لأول مرة عام 1976 كعضو مستقل، ولم تكن له فيه أي مسؤولية، ومن هناك بدأت تظهر المعالم الأولى لمشروعه الثقافي حين بادر مع الفنان التشكيلي محمد المليحي، الذي كان عضوا في المجلس، في إحدى دورات المجلس البلدي، إلى دعوة مجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة لصباغة جداريات المدينة القديمة مع الأطفال كإسهام إبداعي منهم للحفاظ على البيئة ونظافة المدينة. وفي عام 1978 أسس بن عيسى والمليحي جمعية «المحيط» الثقافية المنظمة لمواسم أصيلة التي تحولت لاحقا إلى «مؤسسة منتدى أصيلة». وفي عام 1983 انتُخب بن عيسى رئيسا للمجلس البلدي بالغالبية، وكان آنذاك عضوا مؤسسا لحزب التجمع الوطني للأحرار، وظل بن عيسى عمدة للمدينة في الانتخابات الموالية. وشغل بن عيسى منصب وزير الثقافة عام 1985، ثم سفيرا لبلاده لدى الولايات المتحدة، وما بين عام 1999 و2007 شغل منصب وزير الخارجية.