حزب الله يعتبر رئاسة المجلس النيابي محسومة.. واختيار الحكومة ورئيسها «موضع بحث»

«القوات اللبنانية» لن تصوت لبري إلا ببرنامج ينسجم وقناعاتها

TT

بعد أسبوعين على انتهاء الانتخابات النيابية التي أفضت إلى احتفاظ قوى الرابع عشر من آذار بالأكثرية البرلمانية، ومع بدء ولاية المجلس النيابي الجديد (أمس) فإن رؤية «حزب الله» وحلفائه في الثامن من آذار تجاه المرحلة المقبلة بدأت تتضح أكثر، وهي تبدو آيلة إلى استنساخ نفس السياسة التي اعتمدها في السنوات الثلاث الماضية على قاعدة «ما لنا لنا وما لكم لكم ولنا»، وهذا ما عبّر عنه أمس رئيس كتلة «حزب الله» النيابية محمد رعد الذي أكد «أن رئاسة المجلس النيابي شبه محسومة للرئيس نبيه بري، في حين أن اختيار رئيس الحكومة وتركيبة الحكومة العتيدة ما زالا مدار بحث»، في وقت قالت «القوات اللبنانية» عبر رئيس هيئتها التنفيذية سمير جعجع بأنها «لن تصوت لبري إلا على أساس برنامج ينسجم مع قناعاتها».

أعلن النائب محمد رعد في كلمة ألقاها أمس في الجنوب «إننا الآن في مرحلة انتقالية لا تزال بعض آفاقها ملتبسة» مؤكدا «أن استحقاق انتخاب رئاسة المجلس النيابي أصبح أمرا شبه محسوم، لكن استحقاق التكليف لرئيس حكومة ولتركيبة الحكومة وطريقة تشكيلها لا تزال مدار بحث»، وأملا في أن يكون «عبور هذه المرحلة بقليل من الالتباسات لنعيش مرحلة في هذا الوطن يسودها جو من التفاهم ولو بالحد الأدنى بالنسبة للأوضاع الداخلية، على قاعدة أن المخاطر الخارجية أصبحت أكثر وضوحا لدى من كان يعتبر أن تلك المخاطر ليست إلا فزاعات تستخدم كشعارات للتعبئة العامة». وأعرب عن اعتقاده أنه «بعد الموقف الأخير لرئيس حكومة العدو (بنيامين نتنياهو) فإن الخطر أصبح داهما على لبنان والمنطقة» لافتا إلى أن «إسقاط حق العودة يعني في ما يعنيه تشريع أبواب التوطين للفلسطينيين في كل مناطق الشتات وتصفية القضية الفلسطينية في ظل اعتماد دولة منزوعة السيادة والسلاح للفلسطينيين».

إلى ذلك أبدى عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب علي بزي ارتياحه «للأجواء التي سادت البلد بعد الانتخابات النيابية». وقال: «إننا قادرون في الأيام المقبلة على تخطي هذه الاستحقاقات القادمة بروح الجماعة وروح الوحدة الوطنية الداخلية، هناك استحقاق قادم وهو استحقاق انتخاب رئيس للمجلس النيابي، واستحقاق آخر وهو تأليف حكومة جديدة. كل المؤشرات تدل على أن هناك انفراجا حقيقيا في مقاربة هذين الاستحقاقين لمصلحة كل اللبنانيين بغض النظر عن مواقعهم ومواقفهم وانتماءاتهم، العنوان الآخر وهو أن الرئيس بري رشح نفسه لرئاسة المجلس النيابي وكتلة التنمية والتحرير تبنت هذا الترشيح، وأن أيضا أطرافا في المعارضة والموالاة تبنت هذا الترشيح، كما أننا سوف نتعاطى بكل مرونة وإيجابية في الاستحقاق الآخر، ونحن مع ترشيح وتكليف الشيخ سعد الدين الحريري رئيسا للحكومة المقبلة ولن نعلق على أي تفاصيل بكيفية التشكيلة والتركيبة، وننتظر حين يتم التكليف بأن نستمع رأي الفريق الأكثري عن كيفية مقاربته لحكومة الوحدة الوطنية اللبنانية». واعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ياسين جابر «أن لبنان نجح في تحقيق صورة إيجابية لنفسه في الخارج من خلال الانتخابات النيابية التي جرت بنجاح واستقرار أمني، وأن الأجواء إيجابية توّجت باللقاء الذي جمع السيد حسن نصر الله والنائب وليد جنبلاط، ونتوقع أن تكون هناك اجتماعات أخرى، ونأمل في أن يعقد اجتماع بين سماحة السيد نصر الله والشيخ سعد الدين الحريري، وأن يكون هناك انفتاح بين كل القوى». وأكد أن لبنان «بحاجة إلى أن يبدأ مرحلة من الاستقرار والالتفات إلى الشأن الداخلي وهناك فترة انتقالية وسوف ننتخب إن شاء الله رئيس المجلس النيابي الرئيس نبيه بري، وسيتم تكليف رئيس حكومة ليشكل حكومة».

في المقابل أكد رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بشري أن «كتلة القوات لن تصوت للرئيس بري إلا على أساس برنامج واضح ينسجم مع طروحاتنا وقناعاتنا»، وقال: «إذا كان الرئيس بري مرشحا لرئاسة المجلس ببرنامج 8 آذار فبكل محبة وبكل بساطة وبكل احترام أقول له لن نصوت لك. أما إذا كان مرشحا لرئاسة المجلس لكي يكون رئيسا فعليا وندرك ما يريد سنصوت له. أما إذا لم ندرك ما يريده فبكل محبة نقول: لن نصوت لك. لقد آن الأوان لكي تنتظم العملية السياسية في لبنان ولو بالحد الأدنى.