تهريب يهود اليمن إلى إسرائيل خوفا من نقلهم إلى أميركا بأيدي منظمات يهودية معادية للصهيونية

محكمة يمنية تصدر حكما بالإعدام بحق مواطن قتل يهوديا

TT

وصلت دفعة أخرى من يهود اليمن إلى إسرائيل، وتضم 3 عائلات مؤلفة من 16 نفسا، وذلك في عملية تهريب نفذتها الوكالة اليهودية. وقال الناطق بلسان الوكالة، إنه تم تهريب اليهود اليمنيين عن طريق دولة ثالثة، لا يريد أن يكشف هويتها خوفا من أن يؤدي ذلك إلى خسارة هذه الوسيلة. وأشار إلى أن هناك 260 يهوديا ما زالوا يعيشون في اليمن معظمهم في بلدة رايدة وقلة منهم في صنعاء. وأن الحفاظ على سرية التهريب ضرورية من أجل إنجاح حملة تهريب أولئك الذين بقوا من اليهود في اليمن.

وادعى كوهن أن اليمنيين يتعرضون في الشهور الأخيرة، منذ الحرب على غزة، إلى مضايقات جدية من المواطنين المحليين الفاعلين في الحركة الإسلامية الأصولية. وأن أحدهم، موشيه يعيش نهري، «قتل بأيدي أحد هؤلاء الإرهابيين كونه يهوديا».

ولكن مصادر مطلعة قالت، أمس، لـ«الشرق الأوسط» إن عملية التهريب لا تتم خوفا من اليمنيين أو من السلطات اليمنية. فلا أحد يمنع اليهود من مغادرة البلاد، بل تحاول السلطات إقناعهم بواسطة المغريات والحماية المباشرة. وأكد أحد اليهود اليمنيين الذين وصلوا إلى البلاد في سنوات سابقة، أن الحكومة اليمنية تخرج عن طورها في السنوات الأخيرة حتى تجعل اليهود يتمسكون باليمن ولا يغادرونها. فأبلغتهم أن من يتعرض منهم إلى مضايقات من السكان المحليين يستطيع أن يطلب حماية، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح شخصيا يضمن حمايتهم. ويؤجر لهم غرفا في فندق محمي في العاصمة صنعاء. ويوفر لهم دخلا مناسبا.

ولكن مشكلتهم أن حركة يهودية دينية معادية للصهيونية تدعى حركة «ساتمير»، ترعاهم وتنافس بذلك الوكالة اليهودية العاملة من إسرائيل وغيرها من دول العالم. وهؤلاء «الساتميريون» يعملون من الولايات المتحدة الأميركية ويسكنون فيها. وهم لا يؤمنون بإسرائيل. ويعتقدون أن وجود دولة يهودية في هذا العصر هو جريمة وذنب لا يغتفر للصهيونية. فالدولة اليهودية تقوم فقط في يوم القيامة، حسب اعتقادهم. وما إسرائيل اليوم سوى مسخ للكافرين. لذلك، يحاولون تهجير يهود اليمن إلى أميركا ليبقوا تحت رعايتهم وتنظيمهم الفكري.

وتنافس حركة «ساتمير» على كسب يهود اليمن بقوة ونجاح، حيث إنها تقيم علاقات دائمة معهم منذ سنوات طويلة وتوفر لهم كل ما يحتاجون من خدمات دينية واجتماعية. وتستغل موقف الحكومة اليمنية التي لا تمنع أي مواطن من مواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة، فتنظم هجرتهم بهدوء ومن ضجيج.

لكن العائلات الثلاث التي وصلت، أمس، إلى إسرائيل قدمت بجهود الوكالة اليهودية وبشكل سري حتى لا تستطيع حركة «ساتمير» تهجيرها إلى الولايات المتحدة. وقد تم توطينها في مركز لاستيعاب المهاجرين في بئر السبع، حيث تقيم حاليا عائلتان من 10 أنفس من يهود اليمن، كانوا قد وصلوا إلى إسرائيل بعملية سرية مشابهة تمت عبر الولايات المتحدة قبل أربعة شهور. ومن المفارقات أن العائلات الثلاث وصلت إلى إسرائيل في نفس اليوم الذي صدر فيه قرار عن محكمة يمنية بإعدام المواطن اليمني المسلم الذي قتل موشيه نهاري، بعد أن تبين أنه قتله من دون سبب فقط لكونه يهوديا.