موريتانيا: قاتلا الأميركي أرادا خطفه على الأرجح

تعقب المعتديين «الملثمين».. ومصادر أمنية ترجح تورط «القاعدة»

TT

قُتل مواطن أميركي بالرصاص وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط أمس من قِبل شخصين ملثمين يعتقد أنهما مرتبطان بتنظيم القاعدة. وقتل الرجل على أيدي شخصين ملثمين أمام مبنى مدرسة يديرها، وتقع قرب أقدم مسجد في حي «لكصر» شمال شرقي نواكشوط.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن شابين ملثمين كانا ينتظران الضحية، وعندما مر بجانبهما اشتبكا معه قبل أن يطلق عليه أحدهما النار من مسدس كاتم للصوت، ليسقط الأميركي صريعا مضرجا بدمائه. وقالت مصادر أمنية موريتانية لـ«الشرق الأوسط» إن القتيل يدعى كريستوف لانغيس، من ولاية تينيسي الأميركية، ويقيم في موريتانيا منذ عدة سنوات، ويعمل مديرا لـ«مؤسسة نورة للتنمية وطريق الأمل» في موريتانيا، وهي تعنى بالرعاية الاجتماعية. ويعمل الأميركي القتيل مسؤولا عن تقديم بعض الخدمات والرعاية للسجناء وأطفال الشوارع، كما يتولى إدارة مدرسة لتعليم اللغة الفرنسية والإنجليزية، ومركزا يعنى بمهن كالخياطة والتطريز.

وفور وقوع الاعتداء انتقل إلى مكان الحادث محافظ نواكشوط ووكيل النيابة وقادة أجهزة أمنية، إضافة إلى طبيب شرعي ومسؤولين من السفارة الأميركية، وشرعت الأجهزة الأمنية في التحقيق في الاعتداء وتعقب المعتديين.

ورأى مصدر أمني موريتاني تحدثت إليه «الشرق الأوسط» أن دخول الملثمين في عراك مع الضحية قبل أن يفاجئه أحدهما بإطلاق رصاصتين استقرتا في رأسه، يعني أنهما كانا يعتزمان خطفه، مرجحا فرضية الاعتداء الإرهابي، خصوصا أن القتيل كان يقوم بأعمال توصف بـ«التبشيرية».

وكان شريط منسوب إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قد دعا قبل أيام إلى إطلاق سجنائها القابعين في السجون الموريتانية. ويعد اعتداء أمس، الأول من نوعه في حق مواطن أميركي على الأراضي الموريتانية، حيث لم تستهدف العمليات التي سبق أن تبنتها «القاعدة» في موريتانيا مصالح أميركية.

وكان جناح «القاعدة» في موريتانيا قد تبنى مقتل أربعة سياح فرنسيين في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2007 في مدينة آلاك (265 كلم جنوب شرقي نواكشوط)، وتبنت «القاعدة» عدة عمليات أخرى، منها مقتل أربعة جنود موريتانيين في 27 ديسمبر 2007 (بعد ثلاثة أيام من مقتل الفرنسيين). وتسبب مقتل الجنود في بلدة «الغلاوية» شمال موريتانيا في إلغاء لحاق باريس ـ داكار الشهير، الذي انتقل إلى أميركا الجنوبية للمرة الأولى منذ انطلاقه عام 1979.

كذلك تبنى جناح «القاعدة» هجوما على السفارة الإسرائيلية ومطعم محاذٍ لها في نواكشوط أسفر عن إصابات، في 2 فبراير (شباط) 2008، كما اشتبك عناصر «القاعدة» مع وحدة من الأمن الموريتاني أدت إلى مقتل اثنين من قادة السلفية الجهادية، ومقتل شرطي، وإصابة الكثير من أفراد الأمن. ونجح الأمن الموريتاني في توقيف غالبية قادة وأعضاء جناح «القاعدة» في وقت لاحق، واعترفوا في التحقيقات بالعمليات المنسوبة إليهم، وأكدوا أنهم خططوا لعمليات خطف. وقال معروف ولد الهيبة أحد منفذي الهجوم على السياح الفرنسيين، في مقابلة مع صحيفة موريتانية نشرتها في مايو (أيار) الماضي، إنهم خططوا لخطف السفير الألماني في نواكشوط وشخصيات أخرى.