بريطانيا تعلن طرد دبلوماسيين إيرانيين.. وفرنسا والسويد تستدعيان سفيري طهران

الأمم المتحدة تحث إيران على وقف العنف والاتحاد الأوروبي يرفض الاتهامات بأنه يتدخل في شؤونها الداخلية

إيرانية تشعل في دبي شموعا بجانب مجموعة صور للإيرانية ندا التي قتلت في المظاهرات الاحتجاجية بطهران (أ.ب)
TT

استدعت فرنسا للمرة الثانية في غضون 15 يوما، السفير الإيراني في باريس لتعرب له عن «القلق البالغ إزاء تطور الأحداث في إيران»، على ما أعلن المتحدث المساعد باسم الخارجية الفرنسية فرديريك ديزانيو. ويأتي ذلك فيما قامت السويد بالخطوة نفسها، إذ استدعت سفير إيران لإجراء مشاورات معه حول التطورات في إيران، فيما أكد البيت الأبيض في بيان له أمس أن الاحتجاجات بداية التغيير في إيران، إلا أن روسيا اتخذت موقفا مخالفا أمس مؤكدة أنها تساند نتائج الانتخابات الإيرانية، موضحة أن الانتخابات شأن داخلي وأنه لا يجوز لأحد التدخل فيها.

وتم استقبال السفير الإيراني لدى فرنسا سيد مهدي مير أبو طالبي صباح أمس بمقر الخارجية الفرنسية من قبل مدير الوزارة لشؤون شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وأضاف المتحدث أن الدبلوماسي الفرنسي «جدد التعبير له عن قلقنا البالغ إزاء تطور الأحداث في إيران» موضحا «أنه طلب مجددا من السفير أن يتم تسليط الضوء على مصداقية الاقتراع الرئاسي» كما «ذكر بتنديدنا بالقمع الوحشي للتظاهرات التي سقط فيها العديد من الضحايا». ونددت باريس «بالتصريحات غير المقبولة تجاه البلدان والقادة الأجانب» الذين اتهمتهم إيران بالتدخل في شؤونها. وقال المتحدث باسم الوزارة «لقد تم التعبير بشدة عن رفض الاتهامات بالتدخل» أثناء استقبال السفير الإيراني. وكان تم استدعاء السفير الإيراني في 15 يونيو (حزيران) بعد ثلاثة أيام من الانتخابات الرئاسية التي شهدت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد المثيرة للجدل. وكانت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي دعت أول من أمس الدول الأعضاء إلى استدعاء سفراء إيران لديها.

وفي ستوكهولم قالت وزارة الخارجية السويدية إنها استدعت السفير الإيراني لإبلاغه «رسالة قوية» عن مخاوف ستوكهولم بشان الوضع في إيران. وصرحت سيسيليا جولين المتحدثة باسم الخارجية لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن وزير الدولة للشؤون الخارجية فرانك بيلفراغ التقى السفير الإيراني «وأعرب له عن مخاوف جدية» بشأن آخر التطورات في إيران. وأضافت أن الاجتماع الذي استمر نصف ساعة هدف إلى إبلاغ السفير رسالة السويد وليس لطلب تفسير من الدبلوماسي. وستتولى السويد الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في الأول من يوليو (تموز) المقبل. وأكد بيلفراغ مجددا على انتقاد الاتحاد الأوروبي للوضع في إيران. ودان أعمال العنف التي تصاعدت منذ الانتخابات، مشددا على ضرورة تسليط الضوء على نتائج الانتخابات. كما نفى المسؤول المزاعم الإيرانية عن تخريب دولي للانتخابات.

ويأتي ذلك فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أمس أن بلاده ستطرد اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين بعدما أجبرت إيران اثنين من الدبلوماسيين البريطانيين على المغادرة. وقال براون للبرلمان: «اتخذت إيران أمس خطوة غير مبررة بطرد اثنين من الدبلوماسيين البريطانيين بسبب مزاعم لا أساس لها على الإطلاق». وأضاف: «ردا على هذا العمل أبلغنا السفير الإيراني بأننا سنطرد اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين من سفارتهم في لندن. وأنا محبط من أن إيران وضعتنا في هذا الموقف». وطلب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من الولايات المتحدة وبريطانيا يوم الأحد الكف عن التدخل في شؤون إيران الداخلية بعد الانتخابات.

وفي طهران، قال برلماني إيراني إن طهران ستستدعي مؤقتا سفيرها في بريطانيا التي اتهمتها إيران بالتدخل في شؤونها الداخلية. ولم يؤكد مصدر رفيع بالحكومة الإيرانية التقرير الذي نقلته عدة وكالات أنباء إيرانية. وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن النائب محمود أحمدي أدلى بهذا التصريح عقب اجتماع بين لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان ووزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي. وأضاف التلفزيون نقلا عن أحمدي «خلال اجتماع أمس (أول من أمس) خلصنا إلى استدعاء سفير إيران في لندن لفترة محدودة من الوقت للحصول على بعض التفسيرات وتقرير كامل عن الأحداث والتدخل البريطاني في الشؤون الداخلية لإيران». بدوره حث الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون ليل أول من أمس على الكف فورا عن «الاعتقالات والتهديدات واستخدام العنف» في حق المدنيين في إيران بعد انتخابات الرئاسة المتنازع على نتائجها في البلاد. وقال بيان أصدره المكتب الصحافي لبان إنه مستاء من العنف الذي أعقب الانتخابات «ولا سيما استخدام القوة ضد المدنيين». وقال بيان الأمم المتحدة إن بان «يدعو السلطات الإيرانية إلى احترام الحقوق المدنية والسياسية الأساسية وخاصة حرية التعبير وحرية التجمع وحرية المعلومات». وأضاف البيان «أنه يحث أيضا على الكف فورا عن الاعتقالات والتهديدات واستخدام القوة». وقال البيان أيضا إن بان دعا الحكومة الإيرانية والمعارضة إلى حل الخلافات بينهما حلا سلميا من خلال الحوار والسبل القانونية.

إلى ذلك وفي انتقاد صريح لإيران اعتبر الاتحاد الأوروبي اتهامات طهران بالتدخل في الانتخابات الرئاسية بأنها «غير مقبولة». وقالت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي في بيان إن «كافة دول الاتحاد الأوروبي موحدة طبعا في مواجهة الاتهامات الموجهة لبعض الدول وخصوصا محاولات تمييز موقف البعض تجاه إيران». ودعا الاتحاد الأوروبي أيضا السلطات الإيرانية إلى «تسوية الأزمة عبر الحوار الديمقراطي والوسائل السلمية» وتفادي «الاعتقالات العشوائية المكثفة». كما أكد أنه «يدين بشدة كافة القيود المفروضة على وسائل الإعلام والصحافيين». وكانت الرئاسة التشيكية استدعت في براغ القائم بالأعمال الإيراني لتعبر له عن رفض الاتحاد الاتهامات الإيرانية «بالتدخل»، ودعت باقي دول الاتحاد إلى أن تحذو حذوها. و«دعت» الحكومة الألمانية السفير الإيراني في برلين إلى وزارة الخارجية لطلب توضيحات.