نتنياهو في باريس: إلغاء الاجتماع مع ميتشل تم بالتفاهم

قال سنقوم بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي

TT

سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التقليل من الخلافات بينه وبين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي طفَت مجددا إلى السطح أمس بإلغاء اللقاء الذي كان مقررا منذ أكثر من أسبوع بينه وبين المبعوث الرئاسي للشرق الأوسط جورج ميتشيل.

وقال نتنياهو للصحافة في باحة قصر الإليزيه بعد اجتماعه لنحو الساعة بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في زيارته الرسمية الأولى إلى فرنسا، إن إلغاء اللقاء تم بتفاهم الجانبين وباتصال هاتفي مع المبعوث الأميركي باعتبار أنهما سيلتقيان مجددا في واشنطن في تاريخ لم يحدده.

وكان مصدر حكومي إسرائيلي عزا تأجيل اللقاء إلى خلافات حول موضوع الاستيطان. وأشار إلى هذه النقطة بالذات أمس بقوله إن إسرائيل لن تقيم مستوطنات جديدة ولن تصادر أراضي فلسطينية جديدة ولكن «يتعين أن يستمر المواطنون بالعيش بشكل طبيعي مقبول» في إشارة إلى تمسكه بالنمو الطبيعي للمستوطنات، وهو ما ترفضه الإدارة الأميركية حتى الآن.

ووجه نتنياهو رسالة إلى الإدارة الأميركية باستعادته كلاما سابقا لأوباما. وقال نتنياهو: «لدينا علاقات لا يمكن أن تهتز ولا يمكن تدمير ما يربطنا بأميركا. نحن أصدقاء جيدون، وبين الأصدقاء نقول الأمور بصراحة وقد تكون بيننا خلافات ولكن هناك أيضا تبادل وحوار»، مضيفا أنه لا يريد أن يقوم بأي شيء يمكن أن يسيء إلى السلام». وكال نتنياهو المديح للرئيس الفرنسي الذي وصفه بأنه «صديق وفي لإسرائيل» وأنه «دعم دائما الأمن والسلام في بلدنا والمنطقة» وأنه يؤيد قيام دولتين واحدة فلسطينية وأخرى يهودية، وهو ما لم يقله الفرنسيون قط بهذه الطريقة. فضلا عن ذلك، رحب بمواقف ساركوزي الذي «يعترف بحاجات إسرائيل الأمنية» كما قال نتنياهو. وكان الملف الإيراني حاضرا بقوة وصدرت عن الجانبين بشأنه لغة واحدة. وفيما قال نتنياهو إنه «يتعين على إسرائيل القيام بكل ما تستطيعه حتى لا تتمكن إيران من الحصول على السلاح النووي». جاء في بيان صادر عن قصر الإليزيه أن فرنسا «لا يمكن أن تتهاون بخصوص أمن إسرائيل» وأن هذا الالتزام «يشكل قلب علاقة الصداقة والثقة» بين الجانبين. وبخصوص إيران تحديدا جاء في البيان أن حصول إيران على السلاح النووي «أمر لا يمكن قبوله». وإذ نص البيان على الموقف الفرنسي التقليدي الداعي إلى قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وصف ساركوزي خطاب نتنياهو الذي تحدث عن دولة فلسطينية، ولكن مع تعداد شروط بالغة التشدد، بأنه «خطوة مهمة باتجاه الحل الوحيد المقبول». وفي المقابل، طالب ساركوزي رئيس الوزراء الإسرائيلي باتخاذ «التدابير الممكنة» لترميم الثقة مع الفلسطينيين وتجميد النشاطات الاستيطانية كافة، وتحسين شروط عيش الفلسطينيين. بموازاة ذلك، أعرب عن «قناعته» بأن البنان وسورية يمكن أن تلعبا «دورا حاسما» للإسهام في السلام الإقليمي.