مدير مركز الدوحة لحرية الإعلام: استقلت بسبب انعدام الحرية

روبير مينار: لم يرغبوا يوما في مركز مستقل أو انتقاد دولة قطر

TT

قطع الناشط الفرنسي روبير مينار كل الصلات التي تربطه بمركز الدوحة لحرية الإعلام، ومقره قطر، بعد أن غادر وفريق عمله المركز، مقدما استقالته بسبب ما أسماه انعدام الحرية، مضيفا: «بات المركز اليوم في طور الاختناق. لم نعد نتمتع لا بالحرية ولا بالوسائل الضرورية للعمل».

وباستقالة روبير مينار الذي كان يتقلد المدير التنفيذي للمركز، يكون الناشط الفرنسي لم يترك مجالا لإصلاح ذات البين بينه وبين المسؤولين القطريين، الذين كثيرا ما شكاهم إلى السلطات القطرية، قبل أن يوجه إلى حرم أمير قطر في شهر مارس (آذار) الماضي رسالة مفتوحة، قال فيها إن وضع مركز الدوحة لحرية الإعلام في قطر «لم يعد مقبولا»، متهما مسؤولين معينين في المركز بأنهم «يسعون إلى عرقلة عمل المركز في سعي جاهد إلى الحد من استقلاليتنا وحرية تصرفنا وتعبيرنا، وبالتالي مصداقيتنا»، كما طالب المركز في الوقت ذاته السلطات القطرية باحترام ومراعاة القيم التي أنشئ من أجلها المركز.

وإذا كان روبير مينار لم يسمِّ المسؤولين القطريين في احتجاجاته السابقة، فقد هاجمهم هذه المرة بشدة، معتبرا إياهم «لم يرغبوا يوما في مركز مستقل وحر في التعبير، بغض النظر عن أي اعتبار سياسي أو دبلوماسي، وانتقاد حتى دولة قطر نفسها».

وانتقد رئيس مجلس إدارة المركز الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، الذي يتقلد أيضا رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة التي تضم فضائية «الجزيرة» القطرية، قائلا: «إن هؤلاء الأشخاص لم يتقبلوا يوما فكرة استقلاليتنا وحرية تعبيرنا، لذا لم ينفكوا عن عرقلة ومعارضة الالتزامات المتخذة، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد».

وسرد الناشط الفرنسي مجموعة من الأمثلة على عدم تعاون رئيس مجلس إدارة المركز، وقال: «يكفي أن نذكر منع معاونين لمركز الدوحة مؤقتا عن مغادرة البلاد واضطرارهم إلى طلب الإذن كلما أرادوا السفر، ورفض الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني توقيع مستندات إدارية تسمح باستضافة صحافيين مهددين في بلادهم كما كان متفقا عليه».

ووفقا للبيان الذي أصدره روبير فإن مكتب المسؤول القطري أبلغه بأن «منح اللجوء لصحافيي بعض الدول شأن إيران قد يضر مصالح قطر الدبلوماسية، مؤكدا بذلك أن استقلالية المركز ليست سوى وهم بالنسبة إليه».

غير أن الناشط الفرنسي امتدح مواقف أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحرمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند، عندما قال: «إنها المرة الأولى التي تبصر فيها منظمة معنية بالدفاع عن حرية الصحافة النور في دولة من الجنوب، بفضل صاحب السمو الأمير (حمد بن خليفة آل ثاني) وزوجته الشيخة موزة، بفضلهما تمكنّا من إنشاء وكالة أنباء مستقلة تضم صحافيين صوماليين، وتوزيع سترات واقية من الرصاص في هذا البلد كما في العراق وباكستان، وإنشاء مركز للصحافة في غزة، وتأمين الأوراق لصحف غينيا بيساو التي توقفت عن الصدور، وغيرها من الأعمال التي لم تذهب سدى. فلا يمكننا إلا أن نأمل متابعة هذه الجهود بطريقة أو بأخرى».

ووفقا للبيان الصادر من المركز، «فخلال بضعة أشهر أسمعنا صوتا مستقلا ندد بالانتهاكات المرتكبة، حرصا منا على إظهار الحقيقة، ولا شيء سوى الحقيقة، وساعدنا أكثر من 250 صحافيا ومؤسسة إعلامية في خطر في أرجاء العالم كافة. وأظن أنه يمكننا أن نفتخر بالعمل الذي أنجزناه»، مضيفا: «لم نعد نتمتع لا بالحرية ولا بالوسائل الضرورية للعمل، ولا يمكن للوضع أن يدوم أكثر».

وفي بيان آخر صدر أمس انتقدت «مراسلون بلا حدود» موقف السلطات القطرية التي لم تكن على قدر الرهان المطروح، مانعة المركز من اكتساب الاستقلالية. وقالت المنظمة: «بالنسبة إلى (مراسلون بلا حدود) التي أطلقت هذا المشروع، بلغت هذه المغامرة حدها».

وأنشئ مركز الدوحة لحرية الإعلام بمبادرة من حرم أمير قطر و«مراسلون بلا حدود» في ديسمبر (كانون الأول) 2007، وتبوأ روبير مينار منصب مديره منذ الأول من أبريل (نيسان) 2008، علما بأنه مؤسس «مراسلون بلا حدود» التي أدارها لأكثر من 23 سنة.