شاهد عيان على مقتل ندا: قاتلها قال إنه لم يقصد.. وماتت وسؤال معلق على شفتيها

قال إنه كان يزور إيران في رحلة عمل وشارك في التظاهرة مع أصدقاء وغادر طهران خوفا

متظاهرون كتبوا اسم «إيران» بالشموع أثناء مظاهرة في فانكوفر بكندا احتجاجا على الأوضاع في إيران (رويترز)
TT

قال طبيب إيراني يعيش في بريطانيا، نقلت وسائل الإعلام صورته وهو يحاول أن يساعد الشابة الإيرانية ندا أغا سلطان، بعدما أصيبت بطلق ناري خلال التظاهرات، إن ندا بعدما أصيبت، وعندما كانت تلفظ أنفاسها بدت كأنها تريد أن تطرح سؤالا هو: لماذا؟. وأوضح ذلك الطبيب الإيراني ويدعى أراش حجازي، أنه يعيش في بريطانيا، ولكنه كان في زيارة عمل لإيران عندما نشبت أعنف مظاهرات تشهدها إيران منذ الثورة الإيرانية عام 1979. وقال الدكتور حجازي، لصحيفة «تايمز» البريطانية في حديث متذكرا اللحظات الأخيرة للفتاة الإيرانية التي قتلت الأسبوع الماضي، وهي ترقد وسط الطريق والدماء تنزف من جسدها، «شعرت وكأنها تريد أن تطرح سؤالا.. لماذا». وتابع: «كانت مجرد شخص في الشارع يقف ضد الظلم الواقع في بلادها ولهذا السبب قتلت». ويقول حجازي، إن ندا أغا سلطان، 26 عاما، التي كانت تدرس الموسيقى قتلت بأيدي ميليشيات الباسيج. كما قال حجازي لإذاعة الـ«بي بي سي» البريطانية، إنه قرر مع أصدقاء له، كان يزورهم في طهران، أن يحضروا إحدى التظاهرات. وقال «كانت شرطة مكافحة الشغب تطلق قنابل مسيلة للدموع على الناس، وبدأت الدراجات النارية تهاجم الحشود». وروى «سمعنا طلقة رصاص. كانت ندا واقفة على مسافة متر مني، كنا هناك وفجأة استدرت ورأيت الدم يسيل من صدر ندا».

وقال: «كانت تنظر مصدومة إلى صدرها والدم الذي يسيل منه، هرعنا إليها ومددناها على الطريق». وتابع «انحنيت فوقها ورأيت الإصابة بالرصاصة تحت العنق مباشرة والدم يسيل، فهمت أنها أصيبت في الشريان الأورطي والرئة». وقال «كان الدم يسيل من جسدها. ضغطت على الجروح لمحاولة وقف النزيف، لكنني لم أنجح لسوء الحظ وفارقت الحياة في أقل من دقيقة».

وبحسب حجازي، «فقد ظن المتظاهرون في بادئ الأمر أن الرصاصة انطلقت من سطح قريب، لكنهم رصدوا بعدها أحد عناصر الباسيج على دراجة نارية فأوقفوه وجردوه من سلاحه».

وتابع «كان يصرخ: لم أكن أريد قتلها، سمعته». وقال إن الناس لم يدروا ماذا يفعلون به، فتركوه يغادر بعدما أخذوا منه أوراق هويته وصوروه.

ونقلت صحف إيرانية عن وكالة أنباء «فارس» المحافظة المتشددة أن «التحقيق أظهر أن شخصا أطلق النار على عدد من الأشخاص في شارع كاريغار، من سلاح مهرب، وإحدى الرصاصات أصابت ندا صالحي (أغا سلطان) في الظهر». كذلك اتهم خطيب ندا، كاسبيان ماكان، الباسيج بقتلها.

وذكر حجازي، 38 عاما، أنه فر من إيران بعد نشر الفيديو على مواقع الإنترنت في شتى أنحاء العالم، خوفا من تعرض حياته للخطر لأنه شوهد مع ندا.

وقتل نحو 20 شخصا في المظاهرات، لكن الشرطة الإيرانية والميليشيا نجحا إلى حد كبير في استعادة السيطرة على الشوارع. وبعد أن فقد أنصار مير حسين موسوي، زعيم المعارضة الإيرانية والمرشح الإصلاحي المهزوم في انتخابات الرئاسة الإيرانية، أداة احتجاجات الشوارع قالوا إنهم ينوون إطلاق آلاف البالونات المطبوع عليها رسالة تقول «ندا ستبقين دوما في قلوبنا». وأثار شريط احتضار ندا، وقد صوره أحد المتظاهرين على هاتفه الجوال ونشره على الإنترنت، موجة حزن وغضب في إيران والعالم، وأصبحت هذه الشابة رمزا لموجة الاحتجاجات غير المسبوقة في تاريخ الجمهورية الإسلامية على نتائج الانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية.

وفي مواقع لـ«الفيس بوك» منتشرة من بريطانيا إلى رومانيا، ومن أستراليا إلى ماليزيا، نعى عشرات الآلاف ندا. فيما زار الفيديو الذي نقل عملية قتلها مئات الآلاف، مما عزز التعاطف العالمي مع الحركة الإصلاحية في إيران، على الرغم من أن ندا لم تكن ناشطة سياسية، بل مجرد مواطنة متحمسة للديمقراطية وضد القمع. وحاولت السلطات المتشددة تبرئة القوات الحكومية من قتلها، ونقلت مواقع محافظة عن مصادر لم تسمها، أن صحافي الـ«بي بي سي» في طهران جون لين، تأمر لقتلها، وأنه أستأجر قاتلا محترفا لاغتيالها، من أجل تصوير فيلم وثائقي عن المظاهرات في إيران.