تلميحات في واشنطن باحتمال رفع العقوبات على السودان.. والنرويج تراقب مداخيل النفط

العتباني سمع كلاما إيجابيا من كيري.. وسوزان رايس أصبحت الصوت الوحيد المناوئ للخرطوم

الرئيس السوداني غازي صلاح الدين العتباني خلال لقاء مع الصحافيين في واشنطن («الشرق الأوسط»)
TT

بدا غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني عمر البشير حذرا بشأن أنباء ذكرت أن السيناتور الديمقراطي جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أبلغه خلال وجوده حاليا في العاصمة الأميركية، بالعمل على إلغاء العقوبات المفروضة على السودان، وكذا رفع اسم البلاد من قائمة الدول الداعمة للإرهاب.

وقال صلاح الدين: «يصعب علي الإجابة بنعم، لكن المؤكد أن السيناتور كيري عبّر عن تفهُّم كبير للأوضاع في السودان»، وأوضح غازي: «لم يبلغنا كيري بوعد صريح لرفع العقوبات، لكننا سمعنا منه بوضوح أن المعطيات التي كانت تعتمد عليها الإدارة الأميركية غير دقيقة». يشار إلى أن السيناتور كيري كان زار الخرطوم وانتقل بعد ذلك إلى إقليم دارفور. وقال صلاح الدين الذي كان يتحدث إلى أعضاء من رابطة المراسلين العرب في واشنطن، إن كيري طالب الحركات المسلحة ودول الجوار بالدخول في مفاوضات مع الحكومة السودانية.

وقال مستشار الرئيس السوداني الذي التقى عددا من المسؤولين الأميركيين في البيت الأبيض والخارجية ووزارة الدفاع إن محادثاته في واشنطن لم تتطرق إلى الوضع في دارفور، بل انحصر الأمر في تطبيق اتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) والعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسودان. وأشار إلى أنه أبلغ الجانب الأميركي أن العقوبات التي تفرضها واشنطن يعاني منها المواطن العادي لا الحكومة، كما أنها لم تؤدِّ إلى شلّ الاقتصاد السوداني. وقال: «نحن نعتقد أن هناك روحا عدوانية تجاه السودان، وما يقولونه حول دارفور كلام فارغ».

وانتقد غازي صلاح الدين بشدة مواقف سوزان رايس المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة وقال إنها من الحرس القديم وتعمل ضد خيارات الرئيس باراك أوباما، ولا تزال تنظر إلى العالم بمنظار قديم تجاوزته الأحداث، وتوقع أن لا تؤثر مواقفه على مسار العلاقات الأميركية السودانية. يشار إلى أن رايس ما تزال هي الصوت الوحيد داخل الإدارة الأميركية الحالية الذي يقول بوجود «إبادة جماعية» في دارفور، في حين لم يعد كل من سكوت غرايشن المبعوث الأميركي للسودان والسيناتور جون كيري يستعملان هذا التوصيف.

وحول الوحدة بين الشمال والجنوب قال صلاح الدين إن الإدارة الأميركية راغبة في وحدة السودان وموقفهم الذي سمعناه منهم يسير في هذا الاتجاه لكن دون إضرار بحق الجنوبيين لممارسة حق تقرير مصيرهم في استفتاء سيجري في عام 2011. وأكد غازي أيضا أن لا اعتراض لديهم على وساطة أميركية بين الجانبين، مشيرا إلى أن ذلك ما حدث خلال مؤتمر منبر داعمي اتفاقية نيفاشا الذي انعقد في واشنطن يوم الثلاثاء الماضي.

وأشار غازي إلى أن الموضوع الوحيد الذي اختلف حوله الجانبان هو مسألة الإحصاء التي تقول الحركة الشعبية في الجنوب إنه لم يكن نزيها، وشككت في الأرقام التي أُعلنت حول عدد الجنوبيين في الشمال. وحول موضوع توزيع مداخيل النفط قال غازي صلاح الدين إن الجنوب تسلم حتى الآن مبلغ 7.3 مليار دولار، وإن الجانبين قبلا أن تقوم النرويج بمراقبة إنتاج النفط وتوزيع عائداته.

وفي موضوع آخر أكد غازي صلاح الدين شن غارة جوية في وقت سابق على شاحنات في شرق السودان ذكر أنها كانت تحمل أسلحة من إيران إلى حركة حماس، ورجح غازي أن تكون إسرائيل هي التي نفذت تلك الغارة، وقال في هذا السياق: «لا يمكننا إلا أن نرجح قيام إسرائيل بتلك الغارة، ولا نملك وسائل لنعرف على وجه التدقيق كيف نفذت تلك الغارة».