نابوليتانو وزيرة الأمن الداخلي الأميركي: غوانتانامو استخدمه أعداؤنا ضدنا

قالت لـ«الشرق الاوسط» : نحاول دوما خفض خطر الإرهاب ونراقب الأوضاع في باكستان والشريط الحدودي عن كثب

وزيرة الامن الداخلي الاميركي جانيت نابوليتانو خلال حديثها مع «الشرق الأوسط»
TT

قالت وزيرة الامن الداخلي الاميركي جانيت نابوليتانو إن الارهاب ظاهرة دولية لا تعرف الحدود, واضافت في لقاء صحافي مع مجموعة منتخبة من الصحافيين البريطانيين ان تهديد «القاعدة» لم ينته كليا بعد. واضافت «ان مهمتنا هي تقليل المخاطر الارهابية الى الحد الادنى». وافادت انه على الرغم من أن اسم الوزارة التي تتولى حقيبتها هو «الامن الداخلي» الا ان الجهد فيها جهد دولي. واكدت ان ادارة الرئيس باراك اوباما مهتمة بحرب الفضاء الالكتروني، حيث شكلت قيادة عسكرية مهمتها شن حرب رقمية وتعزيز الدفاعات ضد التهديدات المتزايدة التي تتعرض لها شبكاتها للإنترنت». واوضحت نابوليتانو ان الهجمات الانترنتية قد يكون لها تأثير كبير على مجال البنية التحتية الحيوية، ويمكن أن تلحق اضرارا اقتصادية». وقالت ان الحكومة الاميركية اتخذت جرائم الانترنت على محمل الجد، وأن وزارة الدفاع الأميركية شكلت قيادة خاصة للتعامل مع تهديدات الإنترنت».

وعن هدف زيارتها الى العاصمة لندن قالت ردا على سؤال لـ «الشرق الاوسط» هو الاستفادة من خبرة الحكومة البريطانية كشريكة في التعامل مع التطرف كظاهرة دولية, كيفية نجاح بريطانيا في احتواء مشكلة الاصوليين المقيمين على اراضيها. واوضحت انها التقت ايضا وزير الداخلية البريطاني الجديد ألن جونسون. وقالت «تحدثت ايضا مع المسؤولين البريطانيين عن جهود مكافحة الارهاب للاستفادة من الخبرة والتجارب البريطانية في هذا المجال». وقبل ان تتولى جانيت نابوليتانو حقيبة الامن الداخلي في ادارة الرئيس الاميركي اوباما عملت حاكمة لولاية اريزونا لمدة ست سنوات منذ 2003, واليوم تشرف على 22 وكالة امنية مهمتها الاساسية مكافحة الارهاب وتعقب المشبوهين في الاراضي الاميركية, ويعمل تحت امرتها 210 الاف موظف, وكان الرئيس الاميركي الاسبق بوش استحدث وزارة الامن الداخلي في اعقاب هجمات سبتمبر 2001. وبالنسبة لمعسكر غوانتانامو قالت الوزيرة نابوليتانو ان الرئيس اوباما مصر على اغلاق معسكر غوانتانامو الحالي في يناير المقبل. واوضحت «نراجع الان حالات المحتجزين حالة بحالة. بعضهم سوف تتم محاكمته في محاكم فيدرالية واخرون في محاكم عسكرية. والبعض الآخر سوف يخضعون لاحتجاز احترازي، وما زلنا نبحث كيفية هذا الاحتجاز ومدته تخضع للمناقشة حاليا».

واشارت الوزيرة الاميركية نابوليتانو إلى أن هناك بعض التساؤلات في الكونغرس حول كيفية التصرف مع المحتجزين ومسائل اخرى مثل التكلفة، وهي تفاصيل تتم مناقشتها الآن في الكونغرس. والأغلبية في الكونغرس تتفق مع الرئيس أوباما حول ضرورة إغلاق غوانتانامو.

واكدت ردا على سؤال ان معسكر غوانتانامو على وجه الاخص اصبح اداة تجنيد للقاعدة, ورمزا لمعسكر اعتقال يخالف الأعراف الاميركية ويستخدمه اعداء ضدنا. ومن الواضح انه عند تحليل وضع غوانتانامو نرى اننا سوف نكون افضل حالا لو تم اغلاقه.

وقالت «غوانتانامو على وجه الخصوص مثلما تعرفون اصبح وسيلة تجنيد.. وهذا احد الاسباب عندما نقوم بتحليل هل نفتح جوانتانامو ام نغلقه فالتحليل يقول اننا سنكون افضل حالا مع اغلاقه من منطلق الامان».

وما زال يوجد 229 شخصا محتجزين في غوانتانامو. وقد افتتح هذا المعسكر بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) عام 2001 على الولايات المتحدة واثار انتقادات دولية لاحتجازه سجناء لأجل غير مسمى وكثيرون منهم بلا تهمة. وامر اوباما بإغلاقه في غضون عام واحد من اول التحركات التي قام بها لدى توليه الرئاسة ولكنه لم يقرر بعد ما الذي سيفعله بشأن باجرام الذي يحتجز فيه اكثر من 600 سجين. ويضغط اوباما على حلفائه في اوروبا لقبول سجناء من غوانتانامو يعتبرون لا يشكلون تهديدا امنيا ولكنهم لا يستطيعون العودة الى اوطانهم بسبب خطر تعرضهم لتعذيب. وقالت نابوليتانو التي تقوم بجولة زارت خلالها بالفعل ايرلندا انها ستزور ايضا البرتغال واسبانيا والكويت لبحث امن الطيران وامن الانترنت والتطرف العنيف.

واضافت انها لن تطلب من تلك الدول قبول معتقلين من غوانتانامو خلال جولتها لأن هذه الجهود تقودها وزارة الخارجية الاميركية. وقالت ان ادارة اوباما ما زالت تأمل بالتغلب على المعارضة في الكونجرس لخطتها بنقل بعض المعتقلين الى الولايات المتحدة لأن من المستحيل القول متى ستسفر هذه الجهود عن نتائج ملموسة.

واشارت الى انها تعتقد ان خطر الهجمات الارهابية يواجهنا دوما ونحن لا نعيش في فقاعة، وهناك طرق عديدة لتنفيذ الاعمال الارهابية ومن مجموعات مختلفة، ووظيفتنا هي ان نفعل كل ما نستطيع من اجل خفض المخاطر. وان نتعامل مع المخاطر بمرونة عندما تقع. وعندما تقول «هل تشعرون بالامان من الارهاب؟» اقول «نكون متساهلين اذا فعلنا». ونحن نحاول دوما خفض خطر الارهاب. وبالنسبة الى باكستان والشريط الحدودي نراقب الاوضاع هناك عن كثب.

وبالنسبة الى خطر «القاعدة» قالت نابوليتانو «خطر الارهاب موجود وهو يتهددنا وافكر في ذلك يوميا. وقد قمنا بالكثير من الجهد منذ هجمات سبتمبر لخفض المخاطر. وفي الحقيقة، عند تحليل هجمات 11 سبتمبر نعتقد ان الاجراءات الحالية كانت كفيلة بضبط كل المهاجمين منهم ما عدا اربعة منهم. واحد الجوانب التي اعمل عليها وتختلف مع الادارة السابقة هو توسيع دور المشاركة في المعلومات الاستخباراتية مع اجهزة الامن المحلية في الولايات وليس فقط مع الوكالات الفيدرالية في واشنطن, مشيرة الى انها جاءت للمهمة بخلفية العمل على النطاق المحلي». واعربت عن قلقها من توجهات القاعدة بعيدا عن باكستان الى مناطق اخرى مثل اليمن والصومال.

وعن زيارتها الى ايرلندا التي سبقت وصولها الى العاصمة البريطانية قالت «بحثت هناك, تجربة الاعفاء الاوروبي من الفيزا, واحد الموضوعات التي ناقشتها في ايرلندا هو امكانية فتح مركز تخليص جمركي في مطار شانون بحيث يمكن تخليص اجراءات السفر للمسافرين الى اميركا وامتعتهم قبل ركوب الطائرات، وقد تطبق الفكرة من شهر سبتمبر او اكتوبر بحيث لا يتعين على المسافرين الوصول الى مطار دولي اميركي لانهم يكونون قد انهوا اجراءاتهم الجمركية.

وحول ما أثير مؤخرا عن الحرب الالكترونية, واستحداث الولايات المتحدة ادارة خاصة للتعامل مع هجمات الانترنت , قالت الوزيرة الاميركية «الخطر الالكتروني من اكبر مخاطر هذا القرن وتأثيره دولي وليس محليا وهي مشكلة يتعين التعامل معها دوليا. وقد اجرى الرئيس اوباما مراجعة امنية للجانب الالكتروني الخاص بالحكومة واتصالاتها. وهناك العديد من الجوانب للمشكلة تتعلق بالاحتيال او الارهاب».