ناجية وحيدة من بين 153 راكبا في سقوط الطائرة اليمنية عند ساحل جزر القمر

صنعاء تشكل فريق تحقيق وترجع الحادث إلى سوء الأحوال الجوية

أقارب وأصدقاء ركاب الطائرة المنكوبة يصلون إلى مركز الأزمات في مطار شارل ديغول في باريس أمس (رويترز)
TT

أعلن اليمن أن سوء الأحوال الجوية والأمواج العاتية والرياح تحول دون البحث عن ناجين من ركاب طائرة الخطوط الجوية اليمنية من طراز «إيرباص 310 ـ 300» التي سقطت فجر أمس في المحيط الهندي أثناء توجهها إلى مطار موروني، عاصمة جزر القمر، التي تعد «اليمنية» شركة الطيران الوحيدة في العالم التي تصل إلى هذه الجمهورية. وفي الوقت الذي تجري أعمال انتشال الجثث والبحث عن ناجين، أعلن عن العثور عن ناج واحد وهو امرأة تبلة 14 عاما بحسب الهلال الأحمر، فيما ترددت أنباء عن العثور على كابتن الطائرة خالد حاجب حيا، لكن المصادر الرسمية لم تؤكد ذلك حتى اللحظة.

وقال محمد عبد الرحمن وكيل الهيئة العامة للطيران، الناطق الرسمي لـ«الشرق الأوسط» إن الناجي الوحيد حتى اللحظة من حادث تحطم الطائرة هو امرأة وليس طفلا كما تناولت الأخبار».

لكن رشيدة عبد الله المسؤولة في مصلحة الهجرة في جزر القمر قالت إن الناجي الذي وجد طافيا على سطح البحر هو صبية عمرها 14 عاما، وذلك وفقا لوكالة «أسوشييتد برس». ولم تكن هناك تأكيدات مستقلة للروايتين. وكان طبيب في جزر القمر قال في وقت سابق إن الطفل البالغ من العمر 5 سنوات نقل إلى مستشفى محلي بينما جرى انتشال 5 جثث لركاب الطائرة. وحسب التقارير الواردة من موروني، فإن الرحلة 626 سقطت في البحر بينما كانت تخفض ارتفاعها للهبوط في مطار الأمير سعيد إبراهيم الدولي في موروني. وكان موقع السقوط على بعد 12 ميلا من ساحل جزر القمر. وشكلت السلطات اليمنية لجنة عليا لمتابعة الحادث برئاسة وزير النقل اليمني، خالد إبراهيم الوزير، إضافة إلى تشكيل فريق تحقيق فني في الحادث من الخبراء في سلطات الطيران والأرصاد الجويي اليمنيي. وسارعت وزارة النقل اليمنية أمس إلى إرسال فريق فني متخصص برئاسة المستشار في الوزارة حسن صحبي، إلى موروني للمشاركة في التحقيقات التي تجريها السلطات القمرية والقوات الفرنسية المتواجدة هناك التي تساعد في أعمال انتشال الجثث. وقالت السلطات اليمنية إن الطائرة كانت تقل 153 شخصا بينهم 11 من طاقم الطائرة، وهم قائدها خالد حاجب ومساعده علي عاطف ومضيفان يمنيان هم: محمد روشان، وسام وارث، وحمدي وازع والمهندس علي سالم، إضافة إلى خمس مضيفات هن، مغربيتان (خديجة سراج وزينب بشير) وإثيوبيتان هما (رتشي ماري مارغريت والمستبهاي جبر)، إضافة إلى مضيفة إندونيسية تدعى تاميل كاميل.

وكشفت سلطات الطيران اليمنية عن جنسيات 93 من ركاب الطائرة. وقالت إنهم 54 مواطنا قمريا و26 يحملون الجنسية الفرنسية إضافة إلى فلسطيني وكندي، بينما أفادت مصادر في باريس أن بين الركاب 66 فرنسيا معظمهم من أصول من جزر القمر كانوا في إجازات لزيارة عائلاتهم. وأرجعت السلطات اليمنية بصورة أولية الحادث إلى سوء الأجواء الجوية. وقال مصدر في شركة الطيران اليمنية إنه فقد الاتصال بالطائرة عند الساعة الواحدة وإحدى وخمسين دقيقة بتوقيت موروني. وكانت الطائرة أقلعت من مطار صنعاء في التاسعة وخمس وأربعين دقيقة بتوقيت صنعاء، (18:45 بتوقيت غرينتش) وكان الركاب قد بدأوا رحلتهم من باريس وتوقفوا في مارسيليا إلى صنعاء حيث غيروا الطائرة إلى «الإيرباص 310 ـ 300».

ويسعى الفريق اليمني الذي غادر إلى موروني إلى إجراء تحقيق مشترك في الحادث مع السلطات القمرية والجيش الفرنسي، وستوجه الجهود في الوقت الراهن باتجاه البحث عن ناجين وانتشال الجثث ومن ثم التوجه إلى البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة اللذين يسجلان إحداثياتها ويمكن من خلالهما معرفة الأسباب الحقيقية لتحطم الطائرة.

وبتحطم طائرة الخطوط الجوية اليمنية أمس، تكون اليمن قد سجلت أول حادثة طيران مدني منذ إنشاء شركة الخطوط الجوية اليمنية (شركة يمنية ـ سعودية) عام 1962م بصورة رسمية. وسادت حالة من الحزن العميق والصدمة في اليمن أمس وبالأخص في مطار صنعاء ومباني شركة «اليمنية»، بسبب الصدمة لوقوع الحادث والحزن لفقدان ركابها وفي مقدمتهم طاقمها. وقال مصدر في الطيران المدني اليمني إن فرق الإنقاذ انتشلت بعض جثث الضحايا وإن الأمواج العاتية والرياح الشديدة لا تزال تعوق عمليات البحث. وأعلن مجلس الوزراء اليمني بعد عن تشكيل لجنة يرأسها وزير النقل خالد الوزير انحصرت مهمتها في متابعة عمليات البحث والإنقاذ والتحقيقات في حادث سقوط الطائرة اليمنية في جزر القمر. وأكدت الحكومة في بيان حول الحادث على الاستمرار والبحث والإغاثة بالتعاون مع الحكومة القمرية والفرنسيين، فيما أكد وزير النقل اليمني على أنه من السابق لأوانه الحديث عن الأسباب التي أدت إلى تحطم الطائرة.