مصادر فرنسية رسمية: الأسد تحدث بإيجابية عن الحريري في لقائه مع مبعوثي ساركوزي

باريس: حكومة الثلث المعطل كانت مطلوبة زمن شلل المؤسسات

TT

أفادت مصادر فرنسية رسمية أن الرئيس السوري بشار الأسد تحدث بـ«إيجابية» عن الرئيس اللبناني ميشال سليمان وعن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري خلال لقائه مع المبعوثين الرئاسيين الفرنسيين أمين عام الإليزيه كلود غيان ومستشار ساركوزي الديبلوماسي جان دافيد ليفيت اللذين التقياه في دمشق يوم الثلاثاء الماضي.

وقالت هذه المصادر إن الرئيس السوري «تقبل بإيجابية» النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات النيابية اللبنانية وإن سورية «تلتزم موقفا بنّاء» في لبنان كما أنها تبدي الكثير من الإيجابية في ما خص المسائل الثنائية والمواضيع الإقليمية. وجاءت زيارة المبعوثين الرئاسيين إلى دمشق قبل عشرة أيام من الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية إلى العاصمة السورية والتي ستسبقها زيارة إلى بيروت. ولم يفهم ما الأمور الملحّة التي دفعت الرئيس ساركوزي لإرسال أقرب مستشارين له إلى دمشق مستبقين بذلك الوزير كوشنير. لكن المعروف أن الملف اللبناني ــ السوري يدار مباشرة من قصر الإليزيه. وسبق لكوشنير أن أبدى في الماضي استياء من استبعاده من أإدارة هذا الملف أو من المبادرات التي كان يقوم بها الإليزيه من جانبه. ويعقد السفراء الفرنسيون المعتمدون في المنطقة اجتماعهم السنوي للمرة الأولى في دمشق ما يدل على المسافة التي قطعتها عملية التطبيع المتسارعة بين الجانبين، ووصفت المصادر الفرنسية دمشق بأنها «لاعب أساسي» في المنطقة وأن فرنسا «تنوي توطيد علاقاتها معها».

وأمس قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية إن كوشنير سيعقد محادثات مع المسؤولين السوريين ولكن من غير إعطاء تفاصيل عنها.

وأبدت المصادر الفرنسية «ارتياحها» لأن الذين كانوا في الماضي ينتقدون الانفتاح الفرنسي على دمشق أصبحوا اليوم سائرين على النهج نفسه. وفي السياق عينه، توقعت المصادر المشار إليها أن «يستفيد» لبنان من المناخ الإيجابي الإقليمي ومن عملية التطبيع الجارية بين السعودية ومصر من جهة وسورية من جهة أخرى، متوقعة قمة سعودية ــ سورية في المدى القريب.

وتناولت المصادر الفرنسية الاتصالات الجارية في لبنان من أجل تشكيل حكومة جديدة وتحديدا موضوع الثلث المعطل. وكانت «الشرق الأوسط» نقلت عن مصادر فرنسية مباشرة عقب الانتخابات عن عزوفها عن تأييد صيغة حكومية تعطي المعارضة القدرة على التعطيل. وعبرت المصادر الفرنسية أمس عن موقف قريب ولكن أكثر دبلوماسية إذ وصفت صيغة الثلث المعطل بأنها «ليست الصيغة المثالية» وأنها «جاءت في ظروف معينة تميزت بتعطل المؤسسات»، وهو ما تغير في الوقت الحاضر. وتشدد باريس على ضرورة قيام مهمة «قادرة على العمل» وهي تعتبر أن الفترة التي تسبق تشكيل الحكومة يجب أن توظف للاتفاق على كيفية إدارة الملفات الخلافية ما من شأنه تفادي الخضات اللاحقة.

وقبل وصولهما إلى دمشق أفادت المصادر الفرنسية أن غيان وليفيت توجها إلى أنقرة التي لعبت دورا في المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل.

وفي موضوع الشرق الأوسط، اعتبرت المصادر الفرنسية أن الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي «لهما المقاربة نفسها» وأن واشنطن «تؤيد من باريس (وأوروبا) دعما في موضوع وقف الاستيطان الإسرائيلي. ويرى الجانبان أن واشنطن وأوروبا «قادرتان، إذا ما عملتا معا، على الضغط على إسرائيل» وأن «اللحظة مناسبة» للقيام بذلك.