مصادمات بين المسلمين والأقباط المصريين في الصعيد والدلتا

مستشار للبابا: ليست فتنا وإنما مشاجرات بين إخوة

TT

تجددت على مدار اليومين الماضيين المصادمات الطائفية بين المسلمين والأقباط في محافظتي بني سويف (جنوب القاهرة) والدقهلية (شمال شرق)، في الوقت الذي رفض فيه مستشار للبابا شنودة الثالث بابا الأقباط الأرثوذكس اعتبار أن تلك الأحداث تمثل نوعا من الفتن الطائفية، مؤكدا أنها «مشاجرات بين إخوة». يأتي ذلك بالتزامن مع مغادرة البابا شنودة القاهرة أمس متوجها إلى أميركا في رحلة علاجية تستغرق عشرة أيام، يجرى خلالها «فحوصات طبية دورية في مستشفى كليفلاند»، بحسب مصادر كنسية تحدثت لـ«الشرق الأوسط».

وعادت الاشتباكات للظهور بين الجانبين في مركز الفشن بمحافظة بني سويف (180 كيلومترا جنوب القاهرة)، على خلفية محاولة الأقباط إقامة شعائرهم الدينية في منزل تمهيدا لتحويله إلى كنيسة، حيث تواصلت الاشتباكات بين الطرفين حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، واعتقلت الشرطة 16 شخصا (5 مسلمين و11 قبطيا)، بينما انتشرت قوات الأمن في القرية.

وقالت مصادر كنسية بالقرية لـ«الشرق الأوسط»: «إن المصادمات بدأت عقب صلاة الجمعة، وتصاعدت وتيرتها وأسفرت عن إصابة 6 أشخاص من الجانبين، وخلال الليل تم إشعال النيران في منزل يملكه أحد الأقباط مجاور لكنيسة القرية، بالإضافة إلى محاولة إشعال النيران في حافلة تابعة للكنيسة، إلا أن قوات الإطفاء تمكنت من السيطرة على الوضع».

وفى محافظة الدقهلية (120 كيلومترا شمال شرقي القاهرة)، تجددت المصادمات بين المسلمين والمسيحيين في قرية ميت القرشي، على خلفية مقتل شاب مسلم على يد أسرة قبطية بسبب خلاف على جنيه واحد، بعد انتشار شائعة تفيد بتنازل أسرة القتيل عن اتهام الأسرة القبطية، وهو ما نفته مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط».

وأوضحت المصادر أن الشاب المسلم اشترى زجاجة مياه غازية من التاجر القبطي ودفع جنيها واحدا رهنا للزجاجة، يسترده عندما يعيدها، إلا أن التاجر رفض إعادة الجنيه له عند إعادة الزجاجة، لتنشب مشاجرة تدخّل فيها ابنا التاجر وزوجته وقتلوا الشاب المسلم طعنا بآلة حادة، لتتفجر بعدها مصادمات طائفية بين المسلمين والأقباط في القرية.

وتشهد القرية، القريبة من مركز ميت غمر، وجودا أمنيا مكثفا للحيلولة دون وقوع أي مصادمات جديدة، داخل أو خارج القرية التي هرب منها عدد كبير من سكانها المسيحيين، ومنهم عمدة القرية، تاركين منازلهم ومتاجرهم. ووجهت النيابة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد إلى أسرة التاجر القبطي، وأمرت بحبسه وزوجته وابنيه على ذمة القضية.

من جهة أخرى، تظاهر مئات الأقباط من محافظة سوهاج (500 كيلومتر جنوب القاهرة) أمام الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة (المقر البابوي) احتجاجا على عزل القمص بولا فؤاد نخلة، كاهن كنيسة الأنبا مقار بمطرانية البلينا عن رتبته الكهنوتية، مطالبين البابا بالعفو عنه. واجتمع بهم الأنبا يوانس سكرتير البابا شنودة، وأكد لهم أن البابا يستعد للسفر في رحلته العلاجية ولن يستطيع لقاءهم.