الوفد البحريني وصل إلى «بن غوريون» بناء على دعوة إسرائيلية ورفض مغادرة المطار

مصدر يتحدث عن تفاصيل زيارة نقل المحتجزين التي انطلقت على متن طائرة أردنية مستأجرة

البحريني خالد الشينو يعانق احد اصدقائه في المنامة لدى عودته الى البحرين امس (أ ب)
TT

أعلن يغال بالمور، الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية، أمس، أن الوفد الدبلوماسي البحريني الذي وصل إلى إسرائيل، أول من أمس، غادر في اليوم نفسه وهو يحمل معه المواطنين البحرينيين الخمسة الذين احتجزتهم إسرائيل في عرض البحر وهم يحاولون اختراق الحصار على قطاع غزة. وقال بالمور إن الوفد البحريني الذي يزور إسرائيل لأول مرة، لم يغادر مطار بن غوريون الدولي. بل وصل إلى المطار بطائرة خاصة وأخذ المحتجزين البحرينيين وغادر على الفور. وطلب الناطق عدم إعطاء هذه الزيارة أكثر من حجمها. وقال مصدر لـ«الشرق الأوسط» إن البحرينيين وصلوا إلى إسرائيل بناء على دعوة من الحكومة الإسرائيلية لتسلم المواطنين الخمسة, ولكن أعضاء الوفد رفضوا أن يغادروا أرض المطار حتى لا تحسب الزيارة رسمية».

وسرد مصدر بحريني مطلع لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل زيارة الوفد رفيع المستوى. ووفقا للمصدر فقد زار الوفد المكون من 3 مسؤولين من وزارتي الخارجية والداخلية فجر أول من أمس مطار بن غوريون لساعات، وعادوا ومعهم البحرينيون المحتجزون.

وبينما أعلنت البحرين ذلك رسميا، قال المصدر، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» هاتفيا من المنامة، إن الوفد غادر أولا إلى الأردن، حيث أجرى مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر عدد من المنظمات الدولية لإطلاق سراح البحرينيين الخمسة وهم ثلاث سيدات ورجلان، قبل أن تغادر الطائرة الخاصة، التي تتسع لعشرة أشخاص، المستأجرة من الأردن إلى تل أبيب يوم الخميس. وعلى الرغم من أن هدف الزيارة هو تسلم المحتجزين، فإن المصدر أكد أن الوفد هبط إلى مطار بن غوريون يوم الخميس وبقي حتى فجر الجمعة، عندما غادرت الطائرة في حدود الثالثة فجرا.

ووفقا للمصدر، فقد استقل الوفد البحريني الطائرة الأردنية إلى تل أبيب لإحضار المواطنين البحرينيين الخمسة، وكان من المفترض أن تذهب الطائرة التي تقل المواطنين المحتجزين من تل أبيب إلى القاهرة، حيث كان السفير البحريني في مصر قد ذهب لاستقبالهم في مطار القاهرة، لكن تم تغيير مخطط الرحلة بحيث تعود الطائرة من تل أبيب إلى المنامة، عن طريق الأردن التي توقفت فيها الطائرة لفترة قصيرة.

وكانت البحرية الإسرائيلية قد اعترضت يوم الثلاثاء الماضي سفينة مساعدات وهي في طريقها من قبرص إلى قطاع غزة، واعتقلت من فيها ومنهم البحرينيون الخمسة، وهم خالد عبد القادر، الشيخ خالد الشنو، كلثم غلوم، فاطمة العطاوي، جهينة القائد، وهم من أعضاء جمعية «الإصلاح» بالمحرق (إخوان مسلمون) إلى ذلك، يتوقع أن تفتح الزيارة الباب أمام غضب برلماني يصل لحد مساءلة الوزير المعني بالخارجية في البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، الذي تعرض للحال ذاته، إثر دعوته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى إنشاء منظمة تضم الدول العربية وإسرائيل وإيران وتركيا من أجل التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط.

وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» دعا الشيخ النائب ناصر الفضالة، رئيس اللجنة البرلمانية لمقاومة التطبيع، السلطات البحرينية إلى ما سماه «عدم الخضوع لابتزاز العدو الإسرائيلي والبدء بمفاوضات مباشرة تصل في النهاية للتطبيع».

وحول الموقف من الزيارة قال الفضالة «نحن الآن في وقت الإجازة البرلمانية، لكننا سنتدارس الموقف مع بقية الكتل البرلمانية، قبل أن نحدد موقفنا من هذه الخطوة الحكومية». وكان لافتا أن المحتجزين البحرينيين قالوا أول من أمس، إنهم لو كانوا يعلمون بوجود وفد بحريني في إسرائيل «لفضلنا البقاء في السجون الإسرائيلية على أن نكون سببا في تطبيع مع العدو الإسرائيلي».

وتجري البحرين اتصالات سياسية مع إسرائيل على الرغم من معارضة الكثيرين داخل البلاد لهذه الاتصالات. وكان الشيخ خالد بن أحمد قد التقى نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني في الأمم المتحدة عام 2007.

واعتبرت فعاليات بحرينية العام الماضي أن قرار تعيين اليهودية هدى نونو كسفيرة للبحرين في الولايات المتحدة، «مغازلة للوبي الصهيوني»، غير أن السلطات البحرينية أكدت ذات مرة أن تعيين نونو جاء لكفاءتها وليس لديانتها اليهودية.