«اليمنية» تعلق رحلاتها إلى مرسيليا ولن تنقل ركابا إلى موروني عبر فرنسا

طائرات هليكوبتر أميركية عثرت على قسم كبير من حطام طائرة الإيرباص

نساء من جزر القمر يقرأن الفاتحة على ارواح ضحايا الطائرة اليمنية وذلك في مسيرة حاشدة نظمت في مرسيليا بفرنسا أمس (أ ب)
TT

علمت «الشرق الأوسط»، من مصادر في شركة الخطوط الجوية اليمنية، أن الشركة اتخذت أمس عددا من القرارات من أهمها تعليق رحلاتها إلى مدينة مرسيليا الفرنسية بصورة نهائية، لكنها لم تعلق رحلاتها إلى باريس، إذ إن هناك رحلتين منتظمتين في الأسبوع. وقال مصدر في الشركة إن قرارا آخر اتخذ بتعليق الربط في رحلات «اليمنية» إلى موروني في جزر القمر من العاصمة الفرنسية باريس. ويعني هذا القرار عدم نقل الركاب الراغبين في السفر إلى موروني، عبر فرنسا.

وتأتي هذه الإجراءات في ظل الجدل القائم بين اليمن وفرنسا حول الاتهامات الفرنسية لشركة الطيران اليمنية بالتقصير في اتخاذ إجراءات السلامة في طائراتها، وإرجاعها سبب سقوط الطائرة الثلاثاء الماضي إلى تلك الأسباب.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه أعمال البحث عن جثث الضحايا الـ 152 الذين قضوا في حادث تحطم الطائرة، أعلنت اللجنة اليمنية العليا لحوادث الطيران العثور على قطعة كبيرة من الطائرة المنكوبة. وقالت اللجنة في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أمس، أن طائرات هليكوبتر أميركية عثرت على قسم كبير من حطام طائرة الإيرباص «إيه 310» اليمنية. وقالت اللجنة التابعة لوزارة النقل والمكلفة متابعة الحادث، إن «طائرات الفريق الأميركي المشارك في عملية البحث والإنقاذ للطائرة اليمنية المنكوبة قرب سواحل جزر القمر حددت مكان قطعة كبيرة من الطائرة طافية على سطح البحر». وأضافت اللجنة أن «الفريق الأميركي يقوم حاليا بانتشال القطعة التي حددتها طائراته التي كانت تحلق على ارتفاع ثلاثة كيلومترات».

وفي بيان سابق نشرته الوكالة اليمنية الليلة قبل الماضية، قالت اللجنة نفسها إن فرقا من الغطاسين تمكنت من العثور على بقايا تعود إلى الطائرة المنكوبة. وأشارت اللجنة إلى أن عملية البحث عن جثث الضحايا متواصلة بالتعاون بين الفرنسيين والقمريين واليمنيين بواسطة استخدام أجهزة السونار للاستماع إلى الإشارات التي تحدد موقع الصندوقين الأسودين اللذين جرى قبل يومين تحديد موقع أحدهما.

واستنفر الموقف الفرنسي، الذي استبق التحقيقات في حادثة سقوط طائرة «اليمنية»، السلطات اليمنية، فقد أوفد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الليلة قبل الماضية، وزير النقل خالد إبراهيم الوزير إلى فرنسا لتقديم التعازي إلى الحكومة الفرنسية في ضحايا الطائرة من حملة الجنسية الفرنسية. وقالت مصادر رسمية في صنعاء إن الوزير اليمني بحث مع المستشار السياسي والاقتصادي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كلود جيان، تنسيق جهود البلدين في التحقيقات لمعرفة أسباب وملابسات سقوط الطائرة. وأضافت المصادر أن وزير النقل بحث أيضا قضية الطائرة مع «رئيس هيئة الطيران المدني الفرنسي وكبار مسؤولي وزارة الدولة لشؤون النقل الفرنسية التعاون القائم لكشف ملابسات حادثة تحطم طائرة الخطوط الجوية اليمنية».

وشملت تحركات ولقاءات وزير النقل اليمني أيضا، مباحثات أجريت مع كبار المسؤولين في المفوضية الأوروبية حول الموضوع نفسه، وجرى خلالها شرح «الاهتمام الذي توليه اليمن بالملاحة والسلامة الجوية وما اتخذته من خطوات عملية خلال تلك الفترة فيما يتعلق بالصيانة الدورية والدائمة لجميع طائرات الخطوط الجوية اليمنية التي تم التنسيق بخصوصها على نحو مستمر ودائم مع المفوضية الأوروبية وهو ما تم تأكيده خلال الزيارات التي قامت بها الوفود الفنية التابعة لهيئة الطيران المدني والأرصاد وشركة (اليمنية) خلال الفترة ذاتها والمحادثات التي أجريت مع المسؤولين المعنيين بالطيران المدني بالاتحاد الأوروبي».

وفي السياق ذاته والتحركات اليمنية، توجه أمس وزير السياحة اليمني نبيل الفقيه إلى موروني، وذلك لنقل رسالة شفوية من الرئيس صالح إلى نظيره القمري، أحمد عبد الله سامبي، وتقديم التعازي في ضحايا الطائرة المنكوبة من المواطنين القمريين، إضافة إلى الوقوف على آخر تطورات عمليات البحث. ومن المقرر أن يصل إلى صنعاء اليوم وزير الخارجية القمري وذلك لبحث موضوع تحطم الطائرة اليمنية مع المسؤولين اليمنيين.