«الطبخة الحكومية» اللبنانية لم تنضج بعد والحريري لم يقدم «عرضا رسميا» للمعارضة

اجتماع ليلي بين نصر الله وموفد عون الوزير باسيل

الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، خلال لقائه أمس بموفد العماد ميشال عون، الوزير جبران باسيل («الشرق الأوسط»)
TT

واصل الرئيس المكلف تأليف الحكومة اللبنانية سعد الحريري، اتصالاته مع القيادات المعنية بالملف، وسط مراوحة لافتة في العملية، التي أثمرت حتى الساعة إعداد اقتراح تشكيلة ينتظر أن يحملها الحريري، إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فيما برز اجتماع ليلي عقد بين الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، مع وزير الاتصالات جبران باسيل، موفدا من رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، علما أن باسيل كان التقى منذ يومين الرئيس المكلف.

وأعلن عضو كتلة «التغيير والإصلاح» النائب آلان عون، «أن الاتصالات مستمرة مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري»، وقال: «نحن لم نصل بعد إلى إطار العرض، واقتصر الموضوع على مبادئ الشراكة والتعاون، وهي عموميات. وحتى الآن لم يقدم عرض عملي ورسمي من رئيس الحكومة المكلف، حتى يتم التفاوض والنقاش حوله». وأضاف: «من المتوقع أن يعرض الرئيس المكلف تشكيلة حكومية ويبدأ التفاوض مع الكتل النيابية حولها». وقال: «إن لكل تكتل نيابي خياره، ولكننا نريد التمثيل النسبي في الحكومة، ونتعاطى على هذا الأساس مع رئيس الحكومة، ونعتبر أن هذه الصيغة هي الأمثل لحكومة وحدة وطنية»، معربا عن اعتقاده «أن الحلفاء لا يعارضون هذا الأمر».

وفي المقابل، رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري «أن الطبخة الحكومية لم تنضج بعد»، وأن موضوع الثلث المعطل «أصبح من الماضي، وقد ألغي من الأدبيات السياسية». وقال إن «عدم إعلان تشكيل الحكومة في هذا الوقت يعني أن هذه الطبخة الحكومية لم تنضج بعد، ولكن في الوقت عينه لنقل إنه لا توجد خطوط حمراء في وجه المشاورات الداخلية، وهذه المشاورات تتقدم على كل الأصعدة، وقنوات الاتصال مفتوحة، المعلن منها وغير المعلن. لكن هناك تفاصيل تحتاج إلى متابعة ونقاش، ولم تصل بعد إلى خواتيمها السعيدة، ولكن الثقة كل الثقة بأن هذه الخواتيم السعيدة سنصل إليها طال الوقت أو قصر».

واستبعد وزير الثقافة تمام سلام، اعتذار الرئيس المكلف، معتبرا أن موضوع تأليف الحكومات «ليس بالعملية السهلة، لتداخل القوى السياسية والمرجعيات مع بعضها بعضا».

وقال: «أعتقد شخصيا أنه من المعطيات التي بين أيدينا أن الأمر لن يكون سريعا وسيأخذ وقته، ولكن في رأيي ليس الوقت هو العامل والعنصر الأساسي». وأشار إلى أن «سبب تكتم الرئيس المكلف حول نتائج اتصالاته ومشاوراته يعود إلى أنه يريد أن ينجح في تأليف الحكومة، وفي رأيي أن جدية الرئيس الحريري في التعاطي ملموسة، وتكمن في أن يحتفظ لنفسه بمداولاته مع كل الفرقاء». وقال: «ليس لدينا أي معطيات تشير إلى أن موضوع اعتذار الرئيس المكلف وارد، وهذا كلام بكلام، ويبدو أن للرئيس المكلف مروحة استشارات جديدة وموسعة، وهي خرجت عن نطاق الكتل النيابية والمرجعيات السياسية إلى قطاعات أخرى، لأنه يريد أن يؤسس عمليا لحكومة وحدة وطنية ائتلافية، تأخذ في الاعتبار كل هموم ومشكلات البلد والناس».

ودعا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى «الإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، على قاعدة التوافق بين المكونات السياسية للوطن»، آملا «إنجاز هذه المهمة بأسرع وقت، بحيث يغتنم الجميع هذه الفرصة المتاحة من التلاقي والتفاهم، ليكون للبنان حكومة شراكة حقيقية قادرة على معالجة مشكلاته السياسية والاقتصادية».

وأكد الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، أن «لبنان لا يحكم إلا بالتوافق، أي على قاعدة عدم قيام أي فريق بالتعطيل، أو قيام فريق آخر بالاستئثار»، لافتا إلى أن «لبنان يتأثر بالواقع العربي، سواء كان واقعا خلافيا أو توافقيا، من غير أن يعني هذا تبرير استقالة المسؤولين اللبنانيين من القيام بدورهم الوطني».

ورأى رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، أن طرح العماد ميشال عون للتمثيل في الحكومة وفقا للنسبية «يتنافى مع كل الأصول الديمقراطية في كل الأنظمة في العالم». وقال: «ممكن أن تعتمد النسبية من ضمن الأكثرية، إنما النسبية على صعيد الوطن هي إلغاء كامل للنظام الديمقراطي، ولمنطق الانتخابات، ولمصلحة البلد، وطريقة إدارته، وهي بدعة من شأنها إلغاء التمثيل الصحيح للشعب، ومبدأ الرقابة والثواب والعقاب. فالديمقراطية هي التي تصحح مسار الحكم وتعاقب وتجازي وتراقب، وعندما تكون النسبية في قلب الحكومة، فهذا يعني أننا ألغينا مجلس النواب، فتطمئن الحكومة لمدة أربع سنوات ولا تخضع للمحاسبة، لأنها صورة مصغرة عن المجلس».

وردا على سؤال عن كلام النائب وليد جنبلاط، عن الحوار السعودي السوري واعتباره ضمانا للطائف، قال: «نحن مع كل الحوارات والمصالحات، ولكن اللبناني لبناني حتى لو كان صديق سورية أو السعودية أو مصر أو إيران أو روسيا. في النهاية مصالحنا مستقلة تماما، ولدينا مشاعرنا، ونتشجع بأي مصالحات تحدث حولنا، فنحن جزء من المنطقة ونتأثر بها، لنا مصالحنا بمعزل عما تفكر السعودية وسورية وغيرها، فلندع الدول تتصالح مع بعضها، ولنتصالح مع بعضنا أولا، لأننا إذا بقينا مختلفين فلن نصل إلى نتيجة.