تحت شعار: نتنياهو.. 100 يوم وصفر من الإنجازات

المعارضة الإسرائيلية تنظم حملة ضد الحكومة

TT

أطلق حزب «كديما» المعارض، برئاسة تسيبي ليفني، أمس، حملة شعبية ضد حكومة الليكود اليمينية، برئاسة بنيامين نتنياهو، بمناسبة مرور 100 يوم على تشكيلها الرسمي. واختار عنوانا لهذه الحملة: «100 يوم وصفر من الإنجازات». وغضب نتنياهو من هذه الحملة بشدة، فخرج يرد بتسرع شديد، ما فتئ أن انقلب عليه وأعطى شرعية للحملة ضده.

وقالت النائبة داليا ايتسيك، رئيسة البرلمان السابقة ومديرة هذه الحملة، إن نتنياهو يدهور إسرائيل إلى أخطر خلافات مع دول العالم، منذ سنوات طويلة بسبب سياسته الحمقاء. وأضافت: «نحن الذين انسحبنا من قطاع غزة فقط قبل أربع سنوات، وهدمنا بأيدينا المستوطنات هناك، بدلا من أن يضعنا العالم على كفوف الراحة، ويرى حقيقة ما يجري في الساحة الفلسطينية من صراعات، ومن إشارات تدل على أنهم ليسوا معنيين بدولة، بل يخوضون حرب كراسي، ويفضلون مراكز القوة على العمل من أجل السلام لشعبهم، بدلا من كل هذا، نرى أن نتنياهو يجعل من إسرائيل رافضة للسلام ويتشاجر مع الإدارة الأميركية».

وسخرت ايتسيك، من اللقب الذي يتباهى به نتنياهو، بأنه «سيد الإعلام»، فقالت: «سيد الإعلام بات سيد الاعتذارات على أخطائه السياسية والإعلامية».

وتحدث عدد من الوزراء السابقين في الحكومة السابقة من قادة «كديما» فأبرزوا تردد نتنياهو وتراجعاته عن سياسته وتصريحاته القديمة، ورضوخه للضغوط وتسرعه في اتخاذ القرارات ثم التراجع عنها. وقالوا إن نتنياهو لم يتغير، بل زاد سوءا عن فترة حكمه الأولى.

وكان نتنياهو يتواجد في مقر الكنيست عند إطلاق هذه الحملة، فجمع من استطاع من وزرائه على الفور للتشاور، واقترح الخروج برد فوري على هذه الحملة. لكنهم نصحوه بالتريث. وقالوا له إن الرد يجب أن يكون متزنا ومدروسا. ولا حاجة إلى الهرولة. ورفضوا أن يشاركوه فيها. ولكنه أصر على ذلك، ودعا إلى مؤتمر صحافي خلال ربع ساعة. ثم تراجع عن المشاركة الشخصية في المؤتمر، وأرسل خمسة من مستشاريه الكبار ليتحدثوا باسمه. وبهذا التصرف، ثبت نتنياهو الاتهامات عليه بأنه متسرع وغير مستقر في قراراته. وبدلا من مهاجمة «كديما» على حملته، وجد المستشارون أنفسهم في موقف دفاعي أمام أسئلة الصحافيين، الذين طلبوا إجابات واضحة عن سبب الخلاف مع الأميركيين (حول البناء الاستيطاني) وعن سبب التورط أمام الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، «عندما طلب منه أن يقيل وزير خارجيته أفيغدور لبرمان، ويستبدله بليفني، فاتهم بأنه لم يرد بطريقة ملائمة لرئيس حكومة». وجاءت الردود لتثبت الاتهامات عليه، فقال مستشاره السياسي ورئيس مجلس الأمن القومي في حكومته، عوزي أراد، إن الخلاف مع أميركا نجم عن تنكر الإدارة الأميركية لالتزاماتها السابقة، وأن قضية ساركوزي كانت مفاجئة ورئيس الوزراء تعامل معها بحذر.

وردوا على بقية الأسئلة بهذه الروح، فأزاحوا عن كاهلهم الاتهامات وحملوها للآخرين. ورفضوا القول إن نتنياهو متقلب، واعتبروه «براغماتيا حكيما» ثم اتهموا الصحافة الإسرائيلية باتخاذ موقف عدائي من نتنياهو من دون وجه حق، وأنها لم تعطه فرصة للتنفس ومن اليوم الأول بدأت تهاجمه. واعتبروا إنجازات نتنياهو خارقة في المائة يوم الأولى من عهده، حيث إنه: «نجح في توحيد الشعب حول مبدأ دولتين للشعبين، وأثار إعجاب العالم في خطابه التاريخي بعد خطاب أوباما، وتمكن من تمرير ميزانية الدولة بسهولة لمدة سنتين إلى الأمام». ورفض المستشارون الاتهامات بأن مكتب نتنياهو يعج بالصراعات الشخصية بين المستشارين أنفسهم. وحاولوا التملص من التساؤلات الدامغة في هذا الشأن، مع العلم بأن ثلاثة من المستشارين المشاركين مختلفون فيما بينهم، وهم: المستشار أراد، وسكرتير الحكومة تسفي هاوزر، ورئيس طاقم الإعلام نير حيفتس. وقد عقب الناطق بلسان «كديما» على هذا المؤتمر الصحافي بأنه أهم عنصر في نجاح الحملة ضد الحكومة.