ممثلة الإيغور: نناشد العالم الإسلامي الانتباه إلينا.. نضطهد فقط لأننا مسلمون

قدير لـ«الشرق الأوسط» : إنني أم كل أبناء الإيغور وسجن أبنائي لا يختلف عن معاناتهم

ربيعة قدير في مكتبها تتسلم اتصالات من مؤيدين حول العالم وخلفها صور لابنها المسجون في الصين («الشرق الأوسط»)
TT

منذ اندلاع اضطرابات نادرة غرب الصين يوم الأحد الماضي، سلطت أنظار العالم على مقاطعة شينغيانغ وسكانها الإيغور، الأقلية المسلمة الصينية. وبالنسبة للإعلام الخارجي أصبح مكتب صغير وسط واشنطن مركز الاتصالات بين الإيغور في الخارج والداخل من جهة، والإعلام الخارجي من جهة أخرى. فعلى بعد أمتار من البيت الأبيض يتخذ «مؤتمر الإيغور العالمي» مقره، تقوده ربيعة قدير التي أصبحت خلال الأيام الماضية الصوت الخارجي للإيغور، ويعمل معها 6 من أبناء الإيغور من أجل توعية العالم بقضيتهم.

وحرصت قدير خلال مقابلة «الشرق الأوسط» لها أمس على مناشدة العالم الإسلامي من خلال الصحيفة: «أطلب منكم أن توصلوا صوتنا وأن تناشدوا المسلمين ليناصروا قضيتنا». وأضافت قدير، متحدثة من خلال مترجم: «نحن نضطهد فقط لأننا مسلمون وكبار رجال الدين في السجون الصينية ولم يتحدث أحد عن قضيتهم في السابق». إلا أنها عبر عن ارتياحها للبيانات الصادرة من بعض الدول الإسلامية أخيرا ومنظمة المؤتمر الإسلامي، قائلة: «نشكر الدول التي أصدرت بيانات، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ونأمل أن يفعلوا المزيد». واعتبرت قدير أن «الضغط الدولي هو الحل الوحيد أمامنا، إذ لا توجد لدينا وسائل أخرى لحماية أنفسنا». وأضافت: «يجب أن يضغط حكام الدول الإسلامية على الصين للكف عن استخدام الإرهاب كذريعة لاضطهاد شعبنا، على العالم أن يعلم أن حوالي 90 في المائة من الطلاب الإيغور الذين درسوا الدين الإسلامي الحنيف في السعودية ومصر معتقلون الآن في السجون الصينية». ورأت قدير أيضا أنه «على الأمم المتحدة أن تصدر بيانا بهذا الشأن وأن تنتبه لما يحدث»، معبرة عن خوفها من أن تتخذ السلطات الصينية إجراءات شديدة بحق المعتقلين بعد تصريحات مسؤولين صينيين بأن بعضهم قد يواجه حكم الإعدام. وحول الأوضاع الحالية في مقاطعة شينغيانغ، قالت قدير: «الحكومة الصينية بدأت حملة إعلامية شرسة تدعي فيها أن الأوضاع تحت السيطرة، ولكن غالبية الرجال من الإيغور قد اعتقلوا والأطفال ينصبون الحواجز لحماية عائلاتهم»، موضحة أن مصادرها تؤكد لها استمرار مهاجمة الإيغور وخاصة بعد غروب الشمس. وحذرت قدير من الأيام المقبلة، قائلة: «السلطات الصينية أرسلت آلاف الجنود إلى المنطقة، وستنشر 100 ألف جندي خلال الأيام المقبلة». وأضافت: «نناشد السلطات الصينية لتضغط على شعبها للتهدئة ونحن سنفعل ذلك أيضا، نحن لا نريد العنف». وتعمل قدير، التي مكثت في سجون صينية لمدة 6 سنوات قبل إطلاقها وترحيلها إلى الولايات المتحدة عام 2005، منذ أيام لحماية الإيغور وخاصة بين المسؤولين الأميركيين ومن خلال الإعلام. وقد برزت صورتها حول العالم، في وقت تراقب الصين وسائل الإعلام الغربية وطريقة تغطيتها للقضية. وردا على سؤال حول ما إذا كانت تخشى من تبعات تحركاتها على ولديها المعتقلين في الصين، قالت قدير: «بالطبع أخاف على أولادي، ولكن شعبي أعطاني هذا اللقب وسماني أم الإيغور، فهذا يعني أنني أخاف على كل شعب الإيغور». وأضافت: «ولداي في السجن وما زال ابني وابنتي في الصين يراقبون، ولكن كل شعبنا يواجهون مثل هذه الظروف، على الأقل ولداي ما زالا على قيد الحياة، بينما الكثير من الأمهات في وطننا خسروا 4 أو 5 من أبنائهن». واعتبرت قدير أن الكراهية بين الإيغور والصينيين الهان وصلت إلى درجة من الصعب معها أن يتعايشوا فيما بينهم في الوقت الراهن، قائلة: «الحل هو إعادة جميع الإيغور الذين رحلوا بشكل قسري إلى غرب البلاد إلى مناطقهم وإعادة الصينيين الذين جاءوا إلى مناطقنا.. الكراهية الحالية وصلت إلى درجة لا يمكن تحملها». وأضافت: «يجب عمل دول مختلفة على التوصل إلى حل نهائي لقضية الإيغور والعمل على حوار حقيقي للتوصل إلى حل سلمي». وبينما اشتهرت قدير في الإعلام بعد ظهورها كرمز للإيغور، يبقى نائبها عمر كانات بعيدا عن الأنظار، فكانات الذي غادرت عائلته الصين عام 1971 وهو في العاشرة من عمره يعمل منذ سنوات على توعية صناع القرار في واشنطن حول أوضاع الايغور. إلا أن كانات وجه انتقادات لحكام الدول الإسلامية، قائلا: «لماذا لا يثيرون قضيتنا مع الحكومة الصينية؟ فالصين تهتم بعلاقاتها مع العالم الإسلامي وتريد أن تكون مؤثرة سياسيا هناك بالإضافة إلى مصالحها الاقتصادية». ولكنه أردف قائلا: «نحن نتمتع بدعم وعواطف الشعوب الإسلامية، لكن ليس دعم الحكومات، لهذا السبب نحن ندعو الشعوب الإسلامية لدعمنا ودفع حكوماتها للاهتمام بقضيتنا». ولفت إلى أهمية الضغوط السياسية على الصين من أجل حماية الإيغور، موضحا لـ«الشرق الأوسط»: «نعلم من المسؤولين الأوروبيين والأميركيين الذين نتواصل معهم أن المسؤولين الصينيين يتحسسون كثيرا من هذه القضية ويهتمون بعدم إثارتها، حتى أنهم يتحملون الانتقادات بشأن التبيت لكن لا يتحملون الخوض في قضية الإيغور ولهذا علينا إثارتها بشكل واسع». ويعمل كل من قدير وكانات على التركيز على ضرورة التوصل إلى حل سلمي وسريع لقضية شعبهم. وفي ختام اللقاء مع «الشرق الأوسط»، وقفت قدير إلى جوار صورة عائلتها ودمعت عيناها، قائلة: «إن شاء الله سنكون بخير.. أرجو أن توصل صحيفتكم صوتنا للمسلمين».