تضارب المعلومات حول مواجهات بين الصحوات وقوات الشرطة في بيجي

مستشار الصحوات: ما حدث كان مظاهرة سلمية لذوي معتقلين.. ومصدر أمني: القتال استمر 3 ساعات

TT

تضاربت التقارير أمس حول مواجهات مسلحة ورد أنها وقعت الليلة قبل الماضية بين قوات الصحوة في منطقة بيجي التابعة لمحافظة صلاح الدين وقوة من شرطة المحافظة. وفيما أفادت مصادر بأن ما جرى لم يكن مناوشات بل إطلاق نار في الهواء من كلا الجانبين، أكد آخرون أن قتالا دار بين الطرفين واستمر لثلاث ساعات.

أبو عزام التميمي، مستشار الصحوات في العراق، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن ما جرى هو مظاهرة سلمية قامت بها عوائل بعض أفراد الصحوة ممن ألقي القبض عليهم، مؤكدا أن دمجهم بوزارات الدولة هو مسألة وقت.

لكن مصادر أمنية في قضاء بيجي أكدت وقوع اشتباكات وصفتها بـ«العنيفة» استمرت لثلاث ساعات في منطقة الحي العصري بين عناصر الصحوة وقوات الشرطة بعد أن تحركت قوة من الشرطة لتنفيذ أوامر إلقاء قبض قانونية صدرت بحق مطلوبين من أفراد الصحوة بجرائم تتعلق بالخطف والسلب، لكن الصحوة منعتهم من إتمام عملية القبض واشتبكت معهم رافضة تسليم المطلوبين، بحسب كلام قائد العملية المقدم أحمد صبحي الفحل مدير مكتب مكافحة الإرهاب في صلاح الدين. وقال الفحل في تصريحات «إنه قاد الدورية المكلفة بتنفيذ أمر القبض ليلا، لإلقاء القبض على أربعة مطلوبين صدرت بحقهم أوامر قضائية وهؤلاء استغلوا كونهم في الصحوة وقاموا بتخويف الناس واستفزازهم من أجل الحصول على المال وبدأوا بسلب أموال الناس وتنفيذ عمليات خطف فصدرت بحقهم أوامر اعتقال بحسب المادة 421 من القانون العراقي المتعلقة بجرائم الخطف». من جهته، أكد ضابط مسؤول في مديرية شرطة صلاح الدين لـ«الشرق الأوسط» إن «ما حدث كان عبارة عن سوء فهم فكانت المداهمة ليلا وأفراد الصحوة كانوا خائفين من سيارات قادمة إليهم فحدث إطلاق نار وقابله الجانب الآخر بذات الأمر بعدها أوضحت الدورية للصحوة أنهم من الشرطة قوات (التدخل السريع) فتوقف إطلاق النار وانتهى الأمر بتنفيذ أمر القبض».

أما مستشار الصحوات أبو عزام التميمي فقال «لم تكن هناك اشتباكات بل اعتصام سلمي نظمه أهالي المعتقلين احتجاجا على احتجازهم، وان المواجهات التي حدثت مع الشرطة لم تكن للصحوات يد فيها بل كانت مواجهات بين الشرطة وجهات أخرى (لم يسمها)، فالجميع يعلم أن منطقة بيجي هي منطقة غير مستقرة أمنيا، وتحدث فيها مواجهات بين الحين والآخر».

وأكد أبو عزام أن انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية لم يؤثر على فاعلية قوات الصحوات التي يصل عدد أفرادها لأكثر من 107 آلاف عنصر، وأكد أن «موقف الصحوات جيد حاليا حتى بعد الانسحاب، فجميع المدن التي يتواجدون فيها تنعم بجزء كبير من الأمن والاستقرار بفعل وجودهم»، نافيا قيام بعض الأفراد بترك العمل ضمن الصحوات لعدم تسليمهم مرتباتهم، وقال إن التخصيصات السنوية لهذا العام كافية جدا وتغطي جميع المتطلبات المتعلقة بالاستحقاقات المالية والإدارية لهم، وان الحكومة متمسكة بهم ودليل ذلك أوامر تحويلهم للعمل ضمن مؤسسات الدولة الأمنية وغير الأمنية وبحسب الاختصاصات بما في ذلك الضباط منهم الذين أكملت معاملات إعادتهم للخدمة وبنفس رتبهم العسكرية، وكل هذا يتم بموجب اتفاق مع الحكومة، رغم أن الأعداد التي دمجت بسيطة جدا لكن نأمل زيادتها مستقبلا.

لكن المراقبين للوضع الأمني والسياسي في العراق لاحظوا تعرض بعض قيادات الصحوات في بغداد ومناطق أخرى لعمليات تصفية، حيث تتوالى المعلومات عن استهدافهم بالعبوات الناسفة وتعرض منازل البعض منهم لهجمات من قبل مسلحين، كما أن الاعتقالات تلحق بالعديد من قيادات الصحوات، حتى وصل الأمر إلى وجود 170 أمر اعتقال بحق عناصر الصحوات في قاطع جنوب بغداد وحده، وكانت القوات الأمنية قد اعتقلت قياديين بارزين في مجالس الصحوة منهم الملا ناظم الجبوري في صلاح الدين منطقة الضلوعية، وعادل المشهداني مسؤول صحوة الرصافة ببغداد منطقة الفضل، عن هذا الأمر قال أبو عزام «نحن تحدثنا عن هذا الأمر كثيرا فهناك أوامر إلقاء قبض كيدية صدرت بحق قادة وأفراد الصحوات وأخرى كانت صحيحة، وبشأن الكيدية نحن نعلم الحكومة بها وهي تتصرف».