باسيل: يحق لـ«14 آذار» أن تمتلك الأكثرية في الحكومة

صهر النائب عون لـ«الشرق الأوسط»: معنيون بتسهيل مهمة الحريري

TT

دعا وزير الاتصالات اللبناني جبران باسيل، صهر النائب ميشال عون حليف حزب الله المسيحي، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري إلى «ترجمة نواياه» التي يعبر عنها، فينقل البلاد إلى حالة التفاؤل. وحض في حوار مع «الشرق الأوسط» من سماهم «السياديين» أن يثبتوا سياديتهم بالجلوس مع المعارضة والاتفاق على الحكومة المقبلة، معتبرا أنه «ليس من المنطقي أن لا نستطيع القيام بشيء، إلا بضغوط أو تسهيلات خارجية». وأشار إلى أن «السعي الآن هو لإعادة ملف تشكيل الحكومة إلى السكة اللبنانية لأن السكك تتداخل حتى بتنا لا نعرف اللبنانية منها». وقال باسيل إن قوى «14 آذار» لديها الأكثرية في البرلمان «وحقها لطبيعي أن تمتلك الأكثرية داخل مجلس الوزراء وتمارس أكثريتها، لأن 99.99 في المائة من القرارات لا تحتاج إلا إلى الأكثرية العادية». وأشار إلى أنه وجد لدى الحريري «نية حقيقية وحرصا على صورته كرئيس لحكومة كل لبنان، وحرصا على الخروج من عقد الماضي»، وقال: «نحن معنيون بتسهيل مهمته». وفي ما يأتي نص الحوار:

* أين أصبحت عملية تشكيل الحكومة؟

ـ نسعى للَبْنَنة العملية وإعادتها إلى السكة اللبنانية. سكة لبنان أولا يجب أن تكون سكة وحيدة في عملية تأليف الحكومات في لبنان. فقياس القطار يجب أن يكون متناسبا مع مقاس السكة، لأنه إذا كان أصغر لن يقلع وإذا كان أكبر سينحرف عن السكة. الغريب أن السكك تتداخل في ما بينها هذه الأيام، ونحن لا نعرف أي سكة هي السكة اللبنانية، حتى إنه في كل بلد سكتان، فبتنا نتحدث عن سياسات الفرقاء داخل هذه الدول.

* أين تتجه الأمور إذن؟

ـ اللبنانيون و«السياديون» منهم خصوصا أمام التحدي بأن يثبتوا سياديتهم، فنجلس معا ونتفاهم معا، فليس من المنطقي أن لا نستطيع القيام بشيء، إلا بضغوط أو تسهيلات خارجية. لدينا دستورنا وآلياتنا الدستورية، وكلنا متفقون على حكومة وحدة وطنية وحكومة شراكة، والسؤال هو كيفية ترجمة هذا الاتفاق على أرض الواقع.

إن حكومة وحدة وطنية معناها أن فريق الأكثرية يجب أن يكون منه رئيس الحكومة وأن يمتلك أكثرية الوزراء داخل الحكومة، والأقلية تشارك في القرار وفق حجمها لا أكثر ولا أقل. أما الوحدة الوطنية، فيتم المحافظة عليها بإعطاء الطمأنينة، فلا يعتمد أحد على الخارج لتضخيم حجمه ولا لتقزيم الآخرين، هذا هو المعيار فيدخل الجميع إلى الحكومة وفقا لحجمه، لا أكثر ولا أقل. حتى الوسطيون والحياديون لديهم مكانهم في هذه المعادلة، فليتفضلوا بالإعلان عن أنفسهم ويأخذوا حجمهم.

* هل تقصد بامتلاك «14 آذار» الأكثرية داخل الحكومة أن يكون لديها النصف زائدا واحدا من أعضاء الحكومة؟

ـ لديها الأكثرية في البرلمان، وحقها الطبيعي أن تمتلك الأكثرية داخل مجلس الوزراء وتمارس أكثريتها، لأن 99.99 في المائة من القرارات لا تحتاج إلا إلى الأكثرية العادية. والحكومة الماضية (التي تصرف الأعمال) سار فيها العمل وفقا لهذه الطريقة، وأنا أكثر من مرة اعترضت على قرارات لم نستطع في المعارضة أن نمنع تنفيذها، وعقدت مؤتمرات صحافية للتعبير عن رأيي. كما أن للأكثرية من خلال رئاسة الحكومة حق منع إدراج مواضيع معينة على جدول أعمال مجلس الوزراء، مما يعطيها ضمانتين.

* كيف كان اللقاء مع الرئيس الحريري؟ وما النتائج؟

ـ كان همنا في البداية الاتفاق على المبادئ العامة، وأن يكون الباب مفتوحا أمام الجميع، وقد سمعنا إيجابيات، ووجدنا لديه نية حقيقية وحرصا على صورته كرئيس لحكومة كل لبنان، وحرصا على الخروج من عقد الماضي، ونحن معنيون بتسهيل مهمته، ولهذا لم ندخل في الصيغ (الحكومية) وطرحنا النسبية على أنها تعبير بسيط عن تمثيل كل فريق حسب حجمه. نحن لا نقدر أن نطلب أكثر مما نملك من مقاعد مسيحية، وغيرنا كذلك. وإذا دخل كل فريق حسب حجمه، فهذا يخلق أجواء وطنية مطمئنة للجميع.

* هل نتوقع لقاءات أخرى؟

ـ إذا بقينا على سكة لبنان، ستكون هناك لقاءات أخرى.

* ماذا عن اللقاء الذي أجريته مع الأمين العام لـ«حزب الله»؟

ـ هو من اللقاءات الطبيعية التي تؤكد أن القرار هو في لبنان، وأن تشكيل الحكومة هو للبنانيين وحدهم ودون سواهم.

* هل أنت متفائل بتشكيل الحكومة قريبا؟

ـ أنا آمل من رئيس الحكومة الجديد أن يترجم نواياه التي يعبّر عنها، وعندها تتحول الأمور إلى التفاؤل. لدينا أمل أن حرصه على نجاحه ونجاح البلد سيدفعه إلى الرهان على الاتفاقات الداخلية مع الأطراف التي يمكن التفاهم معها، ونحن سنساعده أينما استطعنا.

* ألا تعتقد أن النسبية داخل الحكومة من شأنها أن تبقي رئيس الجمهورية بلا وزراء؟

ـ ليس بالضرورة. أولا فإن دوره محفوظ في الدستور وهو يمارس دوره وصلاحياته الدستورية. كما أن الكتلة المؤيدة له تستطيع أن تعطيه حصة كبيرة.

* مَن هذه الكتلة؟

ـ هناك كثير من النواب الذين يؤيدونه، وهذا أمر جيد جدا، فليعلنوا عن أنفسهم.