الصومال: الحكومة تعرض صورة مقاتل أجنبي قتل في معارك بمقديشو.. ومقتل قائد أمني بارز

دول «إيقاد» تطلب من مجلس الأمن الدولي مراجعة قراره 1725 لتتمكن من الدخول عسكريا إلى الصومال

قوات تابعة للحكومة الصومالية أثناء معارك طاحنة ضد الميليشيات المتشددة في منطقة يقشيد شمال العاصمة مقديشو أمس (أ.ب)
TT

قالت الحكومة الصومالية أمس، إنها قتلت للمرة الأولى 7 مقاتلين أجانب وعرضت صورة أحدهم، في معارك عنيفة قالت إنها دارت أمس ضد قوات المتمردين الإسلاميين في العاصمة الصومالية مقديشو. وطالب وزراء خارجية 6 دول أعضاء في منظمة السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف «إيقاد»، (مجاورة للصومال) مجلس الأمن الدولي بمراجعة قراره 1725 لتتمكن من التدخل عسكريا، لإنقاذ الحكومة الصومالية، في ختام اجتماعاتها أمس بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وأسفرت المعارك الطاحنة بين الحكومة والمتمردين والتي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة عن مصرع وإصابة ستين شخصا على الأقل، من بينهم نور حسن علي مسؤول اللجنة الأمنية في العاصمة. وقالت مصادر صومالية لـ«الشرق الأوسط» إن المتمردين الذين يحاصرون القصر للرئاسي المعروف باسم فيلا الصومال من جهتين على الأقل، قتلوا نور بعدما استهدفوا موكبا للسيارات كان ضمنه بقذيفة بازوكا.

وعرضت الحكومة الصومالية على ممثلي مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية في مقديشو جثة أحد المقاتلين الأجانب وهو أبيض البشرة وملتحٍ، في تأكيد لما سبق وأن أعلنه الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد بشأن مشاركة مقاتلين أجانب محسوبين على تنظيم القاعدة في الحرب التي تشنها مختلف الجماعات الإسلامية بهدف الإطاحة به من السلطة.

وفيما نفى مسؤول في الحزب الإسلامي الذي يقوده الشيخ حسن طاهر أويس انتماء هذا المقاتل الذي اختلفت المعلومات بشأن حقيقة هويته وما إذا كان يمنيا أو باكستانيا، إلى الحزب، لكن قياديا في حركة الشباب المجاهدين أقر لـ«الشرق الأوسط» في المقابل بأن المقاتل الذي يعتقد أنه في منتصف العشرينات يحمل أوراقا ثبوتية من بنجلاديش.

وقال المتحدث العسكري باسم الجيش الصومالي فرحان أرسانيو للصحافيين أمس «أسرنا آخرين من باكستان وأفغانستان واليمن وسنعرضهم قريبا». وأكد إبراهيم الشويمي مبعوث الجامعة العربية الخاص للصومال، أن معارك طاحنة دارت أمس في منطقة كاران شمال شرقي العاصمة الصومالية مقديشو. وقال الشويمي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مقديشو «سيستمر هذا القتال لكن لن يستطيع المتمردون إسقاط الحكومة، طالما أن هناك قوات لحفظ لسلام التابعة للاتحاد الأفريقي». وأضاف «هناك فقط عمليات كر وفر متبادلة بين القوات الحكومية والمتمردين الإسلاميين». إلى ذلك أعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن مصرع خمسة جنود حكوميين وإصابة سادس عبر تفجير لغم أرضي على تجمع للجيش في حي «المدينة» بمقديشو. وكشفت مصادر صومالية النقاب عن أن العودة المفاجئة للشيخ شريف إلى العاصمة مقديشو، قادما من نظيرتها الأوغندية كمبالا من دون أن يزور بوروندي كما كان مقررا، تأتى على خلفية ما يشاع عن محاولة الحزب الإسلامي استمالة عدد من وزراء الحكومة الانتقالية إلى جانبه.

وقالت المصادر التي طلبت عدم تعريفها، إن وزيرا رفضت تحديد اسمه أو منصبه طلب الحصول على كميات من الأسلحة والذخيرة التي قدمتها مؤخرا الولايات المتحدة إلى السلطة الانتقالية بهدف إعادة تسليمها إلى قوات المتمردين الإسلاميين الذين يسعون للإطاحة بحكومة الشيخ شريف. ورفض مسؤول في مكتب الشيخ شريف تأكيد أو نفي هذه المعلومات، فيما امتنع ناطق باسم الحزب الإسلامي عن التعليق لـ«الشرق الأوسط» بشأنها.

وحصلت السلطة الانتقالية مؤخرا على معدات عسكرية وذخيرة بقيمة نحو عشرة ملايين دولار أميركي من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتعزيز قدراتها في مواجهة المتمردين الإسلاميين، حيث يعتقد أن هذه المعدات تحت حماية مشددة من قوات حفظ لسلام الأفريقية خشية تسريبها إلى المعارضة.

إلى ذلك طالب دول أعضاء منظمة السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف «الإيقاد» مجلس الأمن الدولي بالسماح لها بالتدخل العسكري السريع لإنقاذ الحكومة الصومالية من الهجمات المستمرة التي تشنها العناصر المسلحة المدعومة من جهات خارجية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإسقاط الحكومة الشرعية في البلاد.

وذكر البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الطارئ لمنظمة «الإيقاد»، الذي اختتم أعماله مساء أول من أمس في أديس أبابا على المستوى الوزاري، استعداد دول الجوار التام بتقديم كافة أنواع الدعم اللازم بصورة عاجلة وفعالة للحكومة الانتقالية التي تعاني من تدهور في الأوضاع الأمنية والسياسية والإنسانية في البلاد.

ودعا دول أعضاء الإيقاد مجلس الأمن الدولي بضرورة مراجعة قراره رقم 1725 لعام 2006 المتعلق بمنع الدول المجاورة من التدخل العسكري في الصومال تلبية لدعوة الحكومة الانتقالية التي طلبت مؤخرا من دول الجوار التدخل العسكري لإنقاذها من الانهيار.

وجدد دعوته لمجلس الأمن الدولي والأفريقي لتعديل تفويض البعثة الأفريقية لحفظ السلام الأفريقية «أميسوم» لتتمكن من أداء مهامها بأكمل وجه من أجل حماية الحكومة الانتقالية والدفاع عن نفسها من الهجمات المستمرة التي تشنها العناصر المسلحة في الصومال. وناشد دول الإيقاد مجلس الأمن الدولي العمل على تحويل البعثة الأفريقية إلى بعثة دولية في الصومال بأسرع وقت. ودعا المجلس إلى فرض عقوبات على كافة الجهات الخارجية والداخلية التي تعيق عملية تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال، منها دولة إريتريا المتهمة بدعم الحركات المتمردة على الحكومة الصومالية.

وعقد اجتماع منظمة الإيقاد الطارئ برئاسة سيوم مسفن وزير خارجية إثيوبيا الرئيسة الحالية للمنظمة بحضور وزيري خارجية الصومال وجيبوتي وممثلين من السودان وكينيا وأوغندا والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية وسكرتارية الإيقاد والأمم المتحدة.