أوباما ردا على دعوة الأسد: أؤمن بالتواصل.. لكن جوانب في تصرف سورية تقلقنا

قال إنه لا يعتبر نفسه نصف أفريقي.. لكن أفريقيا مصدر إلهام

TT

أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن «قلقه» من سلوك سورية، مشيرا في الوقت نفسه إلى استعداده للالتزام مع سورية وأمله في أن تتحسن العلاقات بين البلدين، وذلك في مقابلة مع شبكة «سكاي نيوز» البريطانية بثت أمس.

وفي المقابلة، التي أجريت في غانا قبل استقلال أوباما طائرته عائدا إلى واشنطن، سئل عما إذا كان سيقبل دعوة الرئيس بشار الأسد له الأسبوع الماضي من خلال شبكة «سكاي» لكي يبدأ مفاوضات وجها لوجه معه وأن يذهب لسورية، فأجاب أوباما قائلا: حسنا، أعتقد أننا قد بدأنا نشهد بعض الاتصالات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وسورية، ولكن ثمة جوانب في التصرف السوري تقلقنا، ونعتقد أن سورية تستطيع الاضطلاع بدور أكبر فيما يتعلق بالعديد من تلك القضايا. ولكن كما تعرف، فأنا أؤمن بالتواصل وأتمنى أن نستمر في رؤية التقدم على تلك الجبهة.

وكان الرئيس الأسد وجه، مطلع يوليو (تموز)، في مقابلة مع شبكة «سكاي» نفسها، دعوة غير رسمية إلى نظيره الأميركي لزيارة سورية ومناقشة مسائل الشرق الأوسط. وقال الأسد «أعتقد أنه على الرئيس أوباما أن يزور أكبر عدد ممكن من الدول لإجراء حواراته، وبالطبع فإن ذلك يشمل سورية، إننا بالتأكيد نرحب به في سورية. وأنا واضح جدا في هذا الخصوص».

وأعلنت الولايات المتحدة في 24 يونيو (حزيران) أنها قررت إرسال سفير جديد إلى سورية بعد أربعة أعوام من استدعائها سفيرتها في دمشق.

واستدعت إدارة بوش السابقة السفيرة الأميركية في دمشق بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري في 2005.

وكان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش اعتبر سورية «دولة مارقة»، في حين يعتبرها خلفه أوباما أحد مفاتيح تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

وكان المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل توجه في 14 يونيو (حزيران) إلى دمشق والتقى الرئيس الأسد، ووصف محادثاته بأنها «جدية ومثمرة»، مذكرا بأن «هدف الرئيس (أوباما) كان دوما، منذ البداية، السلام الشامل في المنطقة».

وفي مقابلة «سكاي نيوز» سئل أوباما عما تمثله له أفريقيا وإذا ما كان يعتبر نفسه نصف أفريقي، فأجاب قائلا: لا، لا أعتقد أنه من العدل أن نقول إن نصفي أفريقي. هل تعلم أنني لم أعش هناك قط، ولم أزُرها حتى أصبحت في منتصف العشرينات من عمري. ولكنني أعتقد أنها مصدر للإلهام.

وأضاف، نظرا لصلاتي العائلية كما تعلم، فإنني أستاء بشكل شخصي عندما أفكر في الأطفال الذين لا يحصلون على أي فرص، وعندما أفكر في المشكلات المتعلقة بمرض الإيدز، أو المتعلقة بقضايا الفساد، وهي التجارب التي تعرض لها أشخاص أعرفهم، وأعضاء من أسرتي. فهي أشياء لا أنظر إليها باعتبارها مصطلحات مجردة. وقال أوباما يجب أن نقول عند نقطة ما، ورغم التاريخ التراجيدي لأفريقيا، إن أيام الاحتلال قد انقضت، وإن أفريقيا لديها الموارد والمواهب اللازمة للتقدم، وإن الوقت أصبح ملائما للتقدم ولتحقيق النجاح. وبالنسبة إلينا في الغرب، أعتقد أن مسؤوليتنا هي أن نعلن عن التزامنا بالعمل معهم وبتوفير المساعدة كلما أمكن، ولكنها يجب أن تكون مسؤولية مشتركة لتطوير القارة.

وعن الماضي البريطاني الاستعماري في أفريقيا قال إنه لا يجب الحكم على الدول اليوم وفقا لما حدث قبل مائة عام.

وقال إنه سعيد لأن أولاده جاءوا إلى هنا «لأن جزءا مما أريد أن أعلمه لهم هو أن العبودية مثلها مثل الهولوكوست ومثل كل النماذج الأخرى المتعلقة بالوحشية، يمكن أن تحدث في أي مكان، كما أنها عادة ما تكون مغروسة في مجموعة معينة من الناس التي تعتقد في تفوقها على مجموعة أخرى من الناس. وأنا أريدهم أن يدركوا منذ وقت مبكر مدى خطورة تلك الذهنية، وأن يحاربوها».