إسرائيل ترفض فكرة سولانا الاعتراف بالدولة الفلسطينية إذا فشلت عملية السلام

السلطة تعتبر تصريحات ليبرمان ضد عباس وقضية اللاجئين بمثابة مؤشر خطير

TT

رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس، الفكرة التي طرحها خافير سولانا، مفوض الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، القاضية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في حالة فشل مفاوضات السلام مع إسرائيل وضم هذه الدولة إلى الأمم المتحدة.

وقال الناطق بلسان الخارجية في بيان رسمي له إن مثل هذا الاقتراح يعتبر «خطوة مصطنعة لا تجدي نفعا». وأضاف: «إسرائيل دعت غير مرة إلى المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية من دون شروط مسبقة والفلسطينيون هم الذين يرفضون التفاوض. كل مشاريع السلام الدولية، بما في ذلك قرارا مجلس الأمن الدولي رقما 242 و338 وكذلك «خريطة الطريق» والاتفاقيات الدولية الموقعة مع الفلسطينيين تشير إلى المفاوضات الثنائية كطريق للتسوية الدائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأي شيء آخر سيكون بمثابة إجراء مصطنع».

وكان سولانا قال في محاضرة له في لندن، يوم السبت الماضي، إن السلام الإسرائيلي الفلسطيني بات مصلحة دولية لا غنى عنه لتحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم. فإذا لم تفلح الجهود الدولية في إنجاز اتفاق سلام بين الطرفين في مدة معقولة، فلن يكون بد من اللجوء إلى إجراءات دولية صارمة مثل صدور قرار في مجلس الأمن الدولي يتم بموجبه الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الحدود التي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة وحل قضية اللاجئين وقبول هذه الدولة عضوا في الأمم المتحدة مع كل ما يعنيه ذلك للمنطقة وشعوبها.

وقد رد وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، على سولانا باستخفاف قائلا إن «هذا الرجل سيترك منصبه في القريب». لكن الناطق بلسان أصدر بيانا مفصلا ضد فكرة سولانا.

وكان ليبرمان قد هاجم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ووصفه بغير الشرعي، وذلك تعقيبا على رفض عباس دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقائه، إلا في حالة تجاوب إسرائيل مع مطلب تجميد البناء الاستيطاني ووقف سياسة الهدم للبيوت الفلسطينية في القدس وغيرها. ومن جهة ثانية أطلق نتنياهو تصريحات جديدة تغيظ الفلسطينيين، حيث دعا العرب والفلسطينيين إلى التخلي وصرف النظر بتاتا عن حق عودة اللاجئين إلى ديارهم، واعتبر الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مفتاحا للسلام. وأضاف نتنياهو في مراسم إحياء ذكرى وفاة مؤسس الحركة الصهيونية بنيامين زئيف هرتسل، التي أجريت أول من أمس، على جبل شرفة في القدس المسمى «جبل هرتسل»: «عليهم صرف النظر نهائيا عن مطلب توطين سلالة اللاجئين في داخل إسرائيل». واعتبر أن عودة اللاجئين هو تقويض تدريجي لإسرائيل.

وأضاف: «أنا أنتظر اليوم الذي يقوم به القادة الفلسطينيون بالوقوف أمام شعبهم والقول بشكل واضح لا يقبل اللبس: يكفينا من هذا الصراع. نحن الفلسطينيين نعترف بحقوق الشعب اليهودي في دولته في هذه البلاد، وسنعيش إلى جانبكم بسلام حقيقي». وأضاف: «حينما تقال هذه الأمور ستفتح نافذة بل فتحة كبيرة للسلام. دولة اليهود هي المفتاح لوجودنا وهي مفتاح للسلام مع جيراننا». ومن جانبه قال الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس إن الحلم الصهيوني كان متواضعا بالمقارنة مع ما تحقق. وأضاف: «بنظرة إلى الوراء أكتشف أن الخطأ الجسيم في الحلم الصهيوني ـ كان صغر الحلم. لأن الواقع الذي قام أكبر بكثير من الحلم، بحجمه وقوته. فعدد اليهود الذين قدموا فاق المتوقع. الدولة التي قامت كانت أقوى من المتوقع، والجيش الذي أقمناه فاجأ العالم بقدراته».

وقد اعتبر نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، تصريحات المسؤولين الإسرائيليين ضد الرئيس عباس وقضية اللاجئين، بمثابة مؤشر خطير يدلل على استمرار الحكومة الإسرائيلية في سياسة التهرب من الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأضاف في تصريحات صحافية، أمس، أن «الحكومة الإسرائيلية تحاول من خلال هذه التصريحات تصدير أزمتها مع الولايات المتحدة بخصوص حل الدولتين وتجميد الاستيطان إلى السلطة الوطنية، وذلك عبر خلق الذرائع والحجج لإضاعة الوقت وعرقلة الجهود الدولية وخاصة الأميركية لدفع عملية السلام».

وطالب أبو ردينة، إسرائيل أن تختار بين السلام العادل أو الاستمرار في عدم الاستقرار، وخلق مناخ للفوضى والتطرف في المنطقة.

وقال حسن أبو لبدة أحد مساعدي رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض لـ«الشرق الأوسط»، إن إسرائيل هي من تعرقل مفاوضات السلام إذ تحاول أن تستبدلها بمسار اقتصادي. معتبرا أنه لا يمكن الاجتماع بالإسرائيليين على كل «شاردة وواردة».