رفسنجاني يؤمّ صلاة الجمعة للمرة الأولى منذ شهرين.. وموسوي يدعو أنصاره للمشاركة

رضائي يحذر من انهيار الجمهورية الإسلامية * صحيفة حكومية: موظف السفارة البريطانية لعب دوراً رئيسيا في الاضطرابات

TT

قالت وكالة الأنباء العمالية الإيرانية شبة الرسمية، أن رئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني سيؤم صلاة الجمعة الأسبوع المقبل، بعد شهرين من توقفه عن قيادة الصلاة، عقب اندلاع التظاهرات في إيران احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية، بحسب ما نقلت عنها صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأميركية أمس.

وقال مير حسين موسوي، المرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الذي يقود أنصاره الاحتجاجات منذ أسابيع، على موقعه في فيسبوك، إنه سيحضر صلاة الجمعة التي سيؤمها رفسنجاني، إلى جانب حليفه الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي. وقد دعا موسوي أنصاره من على الصفحة نفسها، إلى المشاركة في الصلاة يوم الجمعة المقبل، التي من المتوقع أن يلقي فيها رفسنجاني الذي هو نفسه انتقد نتائج الانتخابات، كلمة مهمة. من جهة أخرى، حذر المرشح المحافظ المهزوم في الانتخابات الرئاسية محسن رضائي، من أن الانقسامات السياسية والاجتماعية التي ظهرت بعد الانتخابات، قد تقود إلى «انهيار» الجمهورية الإسلامية. وكتب القائد السابق للحرس الثوري في رسالة نشرت على موقعه الالكتروني أن ثمة «مؤامرة للدفع إلى انهيار (النظام) من الداخل وإضعاف إيران». وأضاف أن «استمرار هذا الوضع يقودنا إلى انهيار».

وكتب رضائي «ما نحتاج إليه أكثر من أي شيء آخر هو وحدة الصف.. المبنية على العدالة والحرية والديمقراطية والإسلام والثورة». وأضاف أن «الذين ارتكبوا أخطاء في الأحداث الأخيرة عليهم أن يعوضوا عنها، والذين تضرروا يجب أن يصفحوا.. أعتقد أن مير حسين موسوي ومهدي كروبي وأحمدي نجاد، وكذلك الفاعلين السياسيين، لا خيار أمامهم سوى الجلوس إلى طاولة واحدة دفاعا عن المصالح الوطنية».

وكان رضائي الذي حل في المرتبة الثالثة في الانتخابات قدم طعنا في إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، غير انه تراجع عن طعنه فيما بعد. أما المرشحان الآخران المهزومان المحافظ المعتدل موسوي والإصلاحي مهدي كروبي، فلا زالا يطالبان بإلغاء نتائج الانتخابات لتضمنها عمليات تزوير على حد قولهما.

ونزل مئات الآلاف من الإيرانيين إلى الشوارع احتجاجا على إعادة انتخاب احمدي نجاد وأوقعت المواجهات التي جرت على هامش التظاهرات ما لا يقل عن عشرين قتيلا. وأكدت السلطات في 29 يونيو (حزيران) فوز احمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية. كذلك وجه رجل الدين المعارض آية الله العظمى حسين علي منتظري تحذيرا إلى السلطات معتبرا أن نظاما يستخدم «العصي والقمع لحقوق (شعبه) والقتل والاعتقالات وأساليب التعذيب التي تعود إلى القرون الوسطى أو الحقبة الستالينية» هو نظام «جدير بالاحتقار» و«لا صفة دينية له». وكان مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني اختار منتظري خلفا له قبل أن يثير غضب السلطات ويوضع في الإقامة الجبرية لفترة طويلة بسبب انتقاداته المتزايدة للقيود التي يفرضها النظام في السياسة والثقافة.

إلى ذلك، تم توقيف سبعة من عناصر منظمة مجاهدي الشعب، أبرز مجموعات المعارضة المسلحة الإيرانية في قزوين (شمال)، على ما أوردت أمس وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية نقلا عن مسؤول في جهاز القضاء المحلي. وقال علي افتخاري مساعد نائب محافظة قزوين الأحد «إن هؤلاء الأشخاص هم شبان لديهم علاقات مع جماعة المنافقين (وهو التعبير المستخدم من قبل النظام الإيراني لوصف مجاهدي الشعب) التي مقرها العراق». وأكد «إن هؤلاء الأشخاص استغلوا الاضطرابات التي حدثت اثر الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو (حزيران) لاستفزاز الناس وللقيام بأنشطة مناهضة للثورة». وفي 21 يونيو (حزيران) أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية توقيف أعضاء في مجاهدي الشعب من دون تحديد عددهم. وأكد افتخاري وجود رابط بين القضيتين. وأضاف أن بعض هؤلاء العناصر شارك في تظاهرات احتجاج على إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في طهران. وتم توقيف احدهم من قبل الشرطة «غير انه أفرج عنه للأسف»، كما قال.

وأضاف افتخاري «إن هؤلاء الأشخاص قاموا بدور مهم في اضطرابات طهران وحرضوا الناس على المشاركة في تظاهرات غير قانونية في قزوين». ومنظمة مجاهدي الشعب الإيراني تأسست في 1965 بهدف الإطاحة بنظام الشاه وشاركت في الثورة قبل أن تنقلب على نظام الجمهورية الإسلامية. واعتمدت الكفاح المسلح في إيران ثم من الخارج قبل إعلانها في 2001 تخليها عن العنف. والمنظمة لا تحظى بشعبية كبيرة في إيران لأنها تحالفت مع نظام صدام حسين في العراق أثناء الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988).

ولا يزال موظف في السفارة البريطانية في طهران محتجزا لدى السلطات، وقالت صحيفة حكومية إيرانية أمس إن هذا الموظف المحلي قام بدور رئيسي في الاضطرابات، وان احتجازه يلقي بمزيد من الضوء على «الأنشطة الهدامة» التي تقوم بها بريطانيا. وقالت الصحيفة اليومية التي تعتبر مقربة إلى الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد، إن اسم الموظف هو حسين رسام، مضيفة أنه كان مسؤولا عن القسم السياسي والأمني في السفارة البريطانية بطهران.

وأعلنت إيران في أواخر يونيو (حزيران) احتجاز تسعة إيرانيين من العاملين في السفارة البريطانية واتهمتهم بالتورط في احتجاجات معارضة. وأفرج عن الثمانية الآخرين منذ ذلك الحين. وتنفي بريطانيا الاتهامات الإيرانية بأن العاملين في السفارة تورطوا في التحريض على المظاهرات الحاشدة بسبب الانتخابات التي أجريت في 12 يونيو (حزيران) والتي يقول مرشح المعارضة مير حسين موسوي إنها تم التلاعب فيها لصالح أحمدي نجاد الذي يرفض هذه الاتهامات.

وقالت صحيفة اعتماد ملي الإصلاحية، المقربة إلى مرشح إصلاحي آخر هزم في الانتخابات اليوم، إن ماجد سعيدي وتوحيد بيجي وهما مصوران إيرانيان وثلاثة من الطلبة المؤيدين للإصلاح احتجزوا. ولم تذكر الصحيفة تفاصيل بشأن الاحتجازات وهي الأحدث في عدد كبير من الاحتجازات للنشطاء الإصلاحيين والصحافيين وغيرهم منذ انتخابات الرئاسة. وقالت صحيفة إيران إن حضور رسام تجمعا حاشدا كشف عن أنشطته. وأضافت أنه باعتباره «أحد الأفراد الرئيسيين الذين تورطوا في اضطرابات طهران كشف احتجازه أبعادا جديدة للأنشطة الهدامة التي تقوم بها الحكومة البريطانية في إيران».