مسيحيو الموصل يخشون حملات تهجير جديدة بحقهم

إجراءات أمنية مشددة حول الكنائس بعد سلسلة التفجيرات الأخيرة

جانب من جنازة أقيمت أمس لقتلى هجوم بسيارة مفخخة استهدف كنيسة في بغداد الأحد الماضي (رويترز)
TT

فيما اعتبر عدد من مسيحيي العراق عمليات استهداف الكنائس في بغداد والموصل محاولات جديدة لإعادة تهجيرهم وتضييق الخناق حولهم من قبل جهات لم يسموها، أكدت مصادر أمنية من مدينتي الموصل وبغداد أن السيطرة باتت تامة على الأماكن القريبة من الكنائس.

وكانت تفجيرات استهدفت ست كنائس في بغداد والموصل مما أسفر عن مقتل عدد من المواطنين وجرح آخرين وإحداث أضرار متفرقة في الأبنية والسيارات المجاورة لمباني الكنائس. وقالت مصادر أمنية في قرقوش وتلكيف والقوش وبرطلة ذات الغالبية المسيحية في محافظة نينوى التي مركزها الموصل، إن إجراءات أمنية مشددة اتخذت في هذه المناطق وفرض حظر للتجوال بعد استهداف كنيسة في منطقة الفيصلية بالموصل قبل يومين.

وقالت المصادر في تصريحات عبر الهاتف لـ«الشرق الأوسط» إن سيارات الشرطة موجودة في هذه المناطق وقرب الكنائس المنتشرة في جانبي مدينة الموصل، وأكد سامر سعيد أحد سكان برطلة إن حظر التجوال مستمر منذ يومين في المناطق المسيحية، موضحا أن تخوفا يسود بيوت المواطنين المسيحيين تحسبا لمحاولات جديدة لتهجيرهم من مناطقهم.

وفي بغداد أكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا توجد أية كنيسة دون حرس يعملون داخلها، فضلا عن وجود دورية للشرطة أو للجيش قربها لتلافي استهدافها، كما تعزز هذه الإجراءات أيام أداء الصلاة في الكنائس أو في أيام الاحتفالات والأعياد»، مبينا أن «الاستهدافات الأخيرة كانت مجرد إثارة للفتنة، فلم تستهدف كنيسة، كل ما حصل هو استهداف في مناطق قريبة منها، لأنه وكما قلنا الكنائس محمية بشكل جيد».

وأدانت منظمات وهيئات عراقية ودولة ما تعرضت له الكنائس في العراق، فقد عبر الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة في العراق آد ملكيرت عن قلقه الشديد بسبب استمرار استهداف المسيحيين في العراق. ونقل بيان أصدره مكتبه أن «هذه الحملة تهدف إلى ترويع المجموعات الضعيفة وتمنع التعايش السلمي لمختلف المجموعات الدينية في بلد هو مهد للتنوع الديني والعرقي في العالم». وشجبت جماعة علماء ومثقفي العراق الهجمات وقالت في بيان إنها تدين بشدة «استهداف إخواننا المسيحيين وأماكن عباداتهم» مثلما تدين «العمليات البشعة التي استهدفت مكونات عراقية أخرى سابقا».