احتفالات تنصيب أحمدي نجاد بين الثاني والسادس من أغسطس.. بعد تثبيت خامنئي له

روسيا ترفض تشديد العقوبات على طهران مقابل اتفاق «ستارت» مع واشنطن

TT

أعلن أمين مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) محمد رضا باهونار أن احتفالات تنصيب الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ستجري بين الثاني والسادس من أغسطس (آب) كما أفادت وكالة الأنباء شبه الرسمية «ايسنا» أمس. وقال باهونار إن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي سيثبت أولا إعادة انتخاب احمدي نجاد وفي اليوم التالي سيؤدي اليمين أمام البرلمان. وأضاف باهونار أن الرئيس سيعرض «بعد تنصيبه بثلاثة أو أربعة أيام حكومته وسيبدأ البرلمان اثر ذلك أعماله للتصويت على الثقة». وبموجب القانون الإيراني فإن كل وزير يجب أن يحصل على ثقة البرلمان. وعبر رئيس مجلس الشورى أيضا عن أمله في أن تتسلم الحكومة الجديدة مهامها في 23 أغسطس (آب).

وقد أعيد انتخاب احمدي نجاد رسميا رئيسا للجمهورية بنسبة 63% من الأصوات مقابل 34% لمنافسه الرئيسي مير حسين موسوي أي بتقدم 11 مليون صوت. وشارك 85% من 46 مليون إيراني في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو (حزيران). وندد مرشحا المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي بهذه النتائج، وطالبا لكن من دون جدوى بإلغاء نتيجة الانتخابات بتهمة التزوير وبتنظيم انتخابات جديدة. ونزل مئات الآلاف من الإيرانيين إلى الشوارع للاحتجاج على إعادة انتخاب احمدي نجاد وأوقعت الاشتباكات على هامش التظاهرات نحو 20 قتيلا. إلى ذلك أكدت صحيفة «اعتماد» الإيرانية اليومية أن زعيم المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي سيحضر صلاة الجمعة هذا الأسبوع في أول ظهور علني رسمي له منذ الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها التي جرت الشهر الماضي. وقالت صحيفة «اعتماد» إن الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني سيؤم الصلاة في جامعة طهران. ورفسنجاني المناوئ للرئيس أحمدي نجاد من بين أربعة يؤمون صلاة الجمعة في جامعة طهران. وأضافت الصحيفة أن الرئيس السابق محمد خاتمي وهو من أنصار موسوي سيحضر أيضا الصلاة. ونقلت الصحيفة عن صفحة موسوي على موقع فيسبوك «سيحضر موسوي وخاتمي الصلاة هذا الأسبوع التي سيؤمها رفسنجاني. هذا سيكون أول ظهور علني لهما في مناسبة رسمية بعد انتخابات 12 يونيو». كما قالت إن موسوي حث أنصاره على الحضور للصلاة. وسيؤم رفسنجاني الصلاة بعد شهرين من الغياب. وألقي القبض على بعض أقاربه وبينهم ابنته فائزة لفترة قصيرة للمشاركة في مسيرات مؤيدة لموسوي.

وكان الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي قد أيد فوز أحمدي نجاد خلال خطبته لصلاة الجمعة بعد أسبوع من الانتخابات. ودفعت الانتخابات الرئاسية أنصار موسوي إلى تنظيم احتجاجات في الشوارع لعدة أيام وأظهرت الانقسامات العميقة في قيادة الجمهورية الإسلامية.

ودعا موسوي السلطات لإطلاق سراح مئات الأشخاص ومن بينهم إصلاحيون بارزون وصحافيون ونشطاء ومحامون. ويعتقد على نطاق واسع أن رفسنجاني سيدعو الإيرانيين في خطبته إلى الوحدة وإلى معالجة أسباب الشقاق والخلاف الداخلي. كما من المتوقع أن يحث القيادات الإيرانية على التحقيق في الطريقة التي قوبلت بها التظاهرات في إيران. وفي موسكو نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر بوزارة الخارجية الروسية قوله أمس أن روسيا لن توافق على تشديد العقوبات ضد إيران بسبب برنامجها النووي مقابل التوصل لاتفاق جديد مع واشنطن بشأن خفض الأسلحة النووية. وقال مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما للشؤون النووية الأسبوع الماضي إن تحقيق تقدم على صعيد اتفاق الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا قد يساعد على إقناع موسكو بأن تصبح أكثر تعاونا بشأن إيران.

وقال المصدر «ليس هناك مبرر لربط القضيتين معا أو الاعتماد على روسيا في أن تكون أكثر تعاونا في ما يتعلق بتشديد العقوبات ضد إيران إذا أحرز تقدم في المحادثات مع الولايات المتحدة بخصوص زيادة الخفض في الأسلحة الاستراتيجية الهجومية». وتتفاوض روسيا الآن على اتفاق جديد لخفض الأسلحة النووية لكي تحل محل معاهدة ستارت 1 التي جرى التوصل إليها عام 1991 وتنتهي في ديسمبر (كانون الأول). وروسيا جزء أيضا من جهود دولية تهدف إلى إقناع إيران بالتخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وتتناقض اللهجة الحادة للتصريحات الروسية مع الأجواء الإيجابية التي سادت زيارة أوباما إلى موسكو الأسبوع الماضي والتي كانت تهدف إلى «إعادة ضبط» العلاقات الثنائية الشائكة. وتعهد الرئيس أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف خلال المحادثات بالعمل على التوصل لاتفاقية ستارت جديدة برغم الخلافات الواضحة بشأن خطط الولايات المتحدة لنشر أجزاء من نظام مضاد للصواريخ في أوروبا. وقال أوباما إنه لن تكون هناك حاجة لأجزاء الدرع الصاروخية في أوروبا إذا توقفت إيران عما يصفه الغرب بأنه برنامج عسكري لصناعة قنبلة نووية إيرانية. وتعارض روسيا، وهي عضو دائم بمجلس الأمن الدولي تتمتع بحق النقض، السماح بفرض عقوبات قوية على إيران وأشادت بأوباما لتعهده بإجراء حوار مباشر مع زعماء إيران. وأدلى جاري ساموري مساعد أوباما الخاص بشأن الحد من الأسلحة بتصريحاته حول إمكانية تغير الموقف الروسي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن الأسبوع الماضي. وقال ساموري «إذا قدمنا تنازلات بشأن قضايا الأسلحة النووية الاستراتيجية فإن الروس سيكونون أكثر قدرة على أن يكونوا متعاونين عندما يتعلق الأمر بإيران». وقال مصدر بالكرملين لـ«رويترز» إن تبادل التصريحات بشأن «ستارت» وإيران لا يشير إلى أي تغير في المناخ العام للاتصالات الروسية الأميركية. وقال المصدر «لم يكن الأمر أكثر من تبادل للتصريحات حول اقتراح معين».