مبارك يفتتح اليوم قمة عدم الانحياز

مصر تؤسس آلية ترويكا مع إيران وكوبا لتفعيل الحركة دوليا وإقليميا

وزير خارجية إيران منوشهر متقي مترئسا الوفد الإيراني لدى محادثاته مع وزير العلاقات الخارجية الهندي (يسار) على هامش قمة عدم الانحياز في منتجع شرم الشيخ أمس (أ.ب)
TT

يفتتح الرئيس المصري حسني مبارك أعمال القمة الـ15 لحركة عدم الانحياز في منتجع شرم الشيخ صباح اليوم بمشاركة أكثر من 60 رئيس دولة وحكومة وسط حديث عن تفعيل لدور الحركة التي تستمر رئاستها مع مصر لمدة 3 سنوات لإنشاء ما يسمى بترويكا تتكون من مصر وإيران وكوبا للتنسيق باسم الحركة في المحافل الدولية، وهو الأمر الذي اعتبره المراقبون بمثابة بوابة جديدة قد تنطلق معها العلاقات المصرية ـ الإيرانية إلى مرحلة جديدة.

ومن المقرر أن تتضمن كلمة الرئيس مبارك الافتتاحية للقمة خطة عمل لتحرك دول الحركة تجاه حل الملفات التي تعاني منها مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. وفي الوقت نفسه يلقي الرئيس الكوبي راؤول كاسترو تقريرا حول رئاسة بلاده للفترة المنصرمة. كما يتحدث أمام الجلسة الافتتاحية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ثم ممثلو مجموعات الـ77 والصين والمنطقة الأفريقية والآسيوية والأوروبية. وسوف تشهد الجلسة الأولى للقمة اعتماد جدول الأعمال والاستماع إلى تقرير رئيس الاجتماع الوزاري التحضيري ثم انتخاب هيئة المكتب وتنظيم العمل والنظر في انضمام الأعضاء الجدد ومشاركة المراقبين والضيوف.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن القمة تركز على جملة من القضايا التي تعد مشتركة بين دول الحركة وفي مقدمتها الإرهاب والديمقراطية وعملية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع في الصومال والسودان ومنطقة البحيرات العظمي والصحراء الغربية والعراق إضافة إلى قضايا حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية والأزمة الاقتصادية والطاقة والتغير المناخي وحوار الحضارات وإصلاح الأمم المتحدة ومنع الانتشار النووي ومكافحة القرصنة. وفيما يتعلق بقضية فلسطين تم تخصيص اجتماع لها وصدر عنه مشروع إعلان يعرض على قادة القمة اليوم يتكون من 21 بندا باعتبار أنها استراتيجية دعم الحركة لقضية فلسطين.

وقد شدد الإعلان على التمسك بمرجعيات حل القضية خاصة قرارات مجلس الأمن 242 ـ 338 ـ 425. ومرجعيات مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام من أجل تحقيق تسوية شاملة وعادلة فضلا عن ممارسة الشعب الفلسطيني لحقه في تقرير المصير داخل دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على أن تكون القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة. وطالب الإعلان إسرائيل بالكف فورا عن الانتهاكات للقانون الدولي، كما أدان العدوان الإسرائيلي على غزة الذي أودى بحياة أكثر من 1400 فلسطيني بما في ذلك من أطفال ونساء فضلا عن جرح أكثر من 5500 فلسطيني من خلال استخدام أسلحة فتاكة ومحرمة. وفي سياق متصل اهتم الإعلان الذي سيصدر عن القمة وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه بالتركيز على التحرك السريع للتعامل مع الأوضاع الدولية وكافة الأزمات والتحديات بما فيها نزع السلاح وتحقيق الأمن والسلم الدوليين. وفيما يتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية أكد الإعلان أهمية الحوار البناء في إطار الاحترام الكامل لحقوق الإنسان المعترف بها عالميا للجميع وعدم استخدام ذلك لأغراض سياسية. وجدد الإعلان ما ورد في إعلان فلسطين ولكنه أضاف بندا واضحا حول أهمية اعتماد توجه شامل وعادل في المفاوضات للتعامل مع قضايا الحل النهائي (الحدود ـ الأمن ـ المستوطنات ـ القدس ـ اللاجئين ـ المياه). وفيما يتعلق بإصلاح الأمم المتحدة، أكد الإعلان أهمية قضايا الأمن والسلم وتوسيع نطاق العضوية، كما أكد أهمية مكافحة الإرهاب والقرصنة وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان واحترام التنوع وتعزيز ثقافة السلام بين الأديان بما يسهم في تحقيق السلام والأمن والاستقرار على مستوى العالم والعمل على حل النزاعات بالطرق السلمية. من جهة اخرى غادر وزير خارجية إيران منوشهر متقي، منتجع شرم الشيخ المصري أمس بشكل مفاجئ، عقب انتهاء اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز.

وأكدت مصادر دبلوماسية شاركت في الاجتماع الوزاري «أن الوزير الإيراني غادر لشأن خاص به وأنه سوف يعود إلى شرم الشيخ مرة أخرى في ساعة مبكرة من صباح اليوم «الأربعاء».

وألمح مشاركون في المؤتمر إلى احتمال عدم مشاركة إيران في اجتماع قمة عدم الانحياز اليوم، على أن تكتفي بمشاركتها في الاجتماع الوزاري. وكان متقي قد تبادل أول من أمس حديثا وديا مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط. وعلقت مصادر دبلوماسية على اللقاء قائلة «إن المشاكل بين مصر وإيران لم تكن أبدا مشاكل شخصية».