مسؤول في الجهاد تحدث عن احتمالات المشاركة في انتخابات مقبلة وآخر نفى

الزهار: نتمنى توحد الحركة الإسلامية.. ونافذ عزام: من الصعب الآن الحديث عن توحيد

TT

نفت حركة الجهاد الإسلامي، أن تكون تدرس إمكانية المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة. وقال القيادي البارز في الجهاد، نافذ عزام، لـ«الشرق الأوسط»: «سجل على لساني: حركة الجهاد لن تشارك في أي انتخابات تشريعية مقبلة، سواء جرت غدا أو بعد شهر أو بعد عام».

وكان أحد قياديي الجهاد، وهو أبو عبد الله الحرازين، قد قال إن الحركة تدرس إمكانية المشاركة في الانتخابات المقبلة في حال توافق طرفا الأزمة الداخلية الفلسطينية (حركتا فتح وحماس) على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.

ونقل موقع إسلامي عن الحرازين، قوله إن «حركة الجهاد الإسلامي ستعيد النظر في مسألة رفضها المشاركة في العملية السياسية، وإنها ستدرس المشاركة في الانتخابات المقبلة». وذهب الحرازين، إلى الحد الذي أوضح فيه أن الحركة تدرس المشاركة في الانتخابات المقبلة من منطلق المصلحة العامة، ولم يدل بمزيد من التفاصيل عن موقفها الجديد من المشاركة السياسية. وقال عزام: «هذا كلام لا أساس له». وأضاف: «موقفنا من الانتخابات موقف راسخ، وأي كلام آخر لا يمثل حركة الجهاد»، موضحا أن حركته مقتنعة بأن «أي انتخابات تشريعية، فإنها ستجرى وفق القواعد التي وضعها اتفاق أوسلو، والجهاد رفضت اتفاق أوسلو جملة وتفصيلا». وكانت الجهاد قد رفضت الدخول في الانتخابات التشريعية الأولى عام 1996م، التي قاطعتها كذلك حركة حماس آنذاك، كما قاطعت الانتخابات التشريعية الأخيرة، عام 2006، وشاركت، بل فازت فيها حماس بالأغلبية، وجاء موقف الجهاد مستندا إلى رأي سياسي وفتوى شرعية.

وخلقت مقاطعة الجهاد للانتخابات الأخيرة توترا بينها وبين حماس، إذ وجهت الجهاد انتقاداتها لحماس، بينما اعتبرت حماس هذا الموقف مزايدة ليس إلا. وعقب عزام: «كلها (الانتخابات) مسقوفة بسقف أوسلو».

وترفض الجهاد بشكل قاطع كذلك، المشاركة في أي من الحكومات الفلسطينية، وقال عزام: «لن نشارك كذلك في أي حكومة مقبلة». وتلك المواقف، تشكل بعضا من جملة الخلافات بين حماس والجهاد، بالإضافة إلى اتهامات لحماس بأنها تستأثر بالدعمين السني والشيعي وتحاول فرض إيقاع المقاومة بالطريقة التي تناسبها، وتعتقل بعض عناصر الجهاد وتعذبهم، هذا غير اتهامها بمحاولة الاستيلاء على مساجد للحركة.

ونفى محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس وجود أي توتر بين حركته و«الجهاد»، مشيرا إلى أن هناك بعض الأشخاص من خارج الحركتين لا يروق لهم أي تقارب بينهما، وبالتالي فإنهم يسعون إلى ترويج الإشاعات.

وأوضح الزهار أن العلاقة بين الحركتين جيدة وأفضل من أي وقت مضى، لافتا إلى أن مروجي الإشاعات يدركون أن التقارب بينهما يزيد الحركة الإسلامية قوة. وأضاف: «اتفقتا في جلسة سابقة على اتخاذ خطوات تقريبية بين الحركتين، والأيام القادمة ستشهد تطوير هذه الخطوات. فنحن نتمنى أن نصل للحظة التي تكون فيها الحركة الإسلامية بكافة أذرعها واحدة موحدة في فلسطين».

وكانت «الشرق الأوسط»، كشفت في تقرير سابق، عن أن حركة الجهاد التي تعاني أزمة مالية، تعاني كذلك خلافات حول الاندماج أو التوحد مع حماس، عن طريق تشكيل قيادة موحدة للحركتين. وسألت «الشرق الأوسط»، عزام، عن معنى كلام الزهار، إلا أنه نفى مجددا وجود خطط أو برامج للاندماج مع حماس، وقال: «خطوات تقريبية تختلف عن توحيد. هذا لا يعني توحيد». وأضاف: «لن تكون هناك قيادة موحدة، لكنا معنيون بعلاقة متميزة مع الإخوة في حماس وكل القوى، لكن إذا أردنا أن نتحدث عن واقع، فمن الصعب الآن الحديث عن توحيد».

وبحسب مصادر حركة الجهاد، فالشيخ نافذ عزام، إلى جانب القيادي عبد الله الشامي، من أشرس المعارضين، لأي تغيير في نهج وفكر الجهاد، بما يخص التوحد مع حماس أو المشاركة في الحياة السياسية في ظل الاحتلال.