إسلام آباد تحتجز 12 من «القاعدة» بينهم عرب في بلوشستان

3 أتراك وسعوديان وكويتيان و5 أفغان بحوزتهم متفجرات وأحزمة ناسفة

عوائل باكستانية تنقل أغراضها في مخيم سوابي للاجئين خارج العاصمة إسلام آباد، استعدادا للعودة إلى وادي سوات الذي شهد مزيدا من أعمال العنف خلال الأسابيع الماضية بين قوات الجيش الباكستاني وعناصر طالبان (أ.ب)
TT

أفاد مسؤول كبير في الحكومة الباكستانية لـ«الشرق الأوسط» بأن قوات الأمن الباكستانية ألقت القبض على 12 عنصرا يعتقد بأنهم ناشطون في تنظيم القاعدة، بعضهم ينتمي إلى جنسيات عربية، كانوا يستقلون إحدى الحافلات في مقاطعة بلوشستان الجنوبية وبحوزتهم متفجرات وأحزمة ناسفة.

وقد أوقف مسؤولو الأمن أول من أمس حافلة كانت متجهة إلى مولتان من كويتا، وفق معلومات أفاد بها عملاء استخباراتيون بشأن تحرك العناصر المسلحة إلى منطقة البنجاب الجنوبية، وهي المنطقة التي شهدت تزايدا في أعمال العنف المسلح خلال الأشهر الأخيرة. وخلال عملية تفتيش الحافلة، ألقت قوات الأمن القبض على ثلاثة أتراك، وسعوديين اثنين، وكويتيين اثنين، وخمسة من الأفغان كانوا يستقلون الحافلة. ولم تكشف قوات الأمن هوية الأجانب الذين ألقي القبض عليهم بالقرب من «ديرة مراد جمالي»، وهي مدينة شبه حضرية في مقاطعة بلوشستان الجنوبية.

وقال أحد المسؤولين إن المشتبه فيهم كانوا يحملون خمس سترات ناسفة و11 كيلوغراما من المتفجرات في حقائبهم، كما كانوا يحملون كذلك مبالغ كبيرة من الدولارات الأميركية والعملة الإيرانية والأفغانية. ويخشى مسؤولو الأمن الباكستانيون من أن أولئك الذين يعتقد بأنهم ناشطون في تنظيم القاعدة كانوا ذاهبين إلى مولتان، وهي أكبر مدن منطقة البنجاب الجنوبية، لتنفيذ هجمات انتحارية هناك. وقد أصبحت منطقة البنجاب الجنوبية، المتخلفة اقتصاديا، مركزا لأنشطة الجماعات المسلحة المحظورة. وفي هذه الأثناء، ألقت قوات الأمن الباكستانية القبض على قائد في طالبان يدعى الملا عبيد الله إلياس بايدو، في كويتا. وقد عثرت قوات الشرطة على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر. وكان الملا عبيد الله يحتل مرتبة متوسطة في الهيكلية العسكرية لطالبان أفغانستان قبل إزاحة القوات الأميركية لحكم طالبان عام 2001. وقد أفاد شهيد نظيم دوراني، وهو مسؤول كبير في شرطة مدينة كويتا، لوسائل الإعلام بأن شرطة المدينة قد أغارت على منزل في إحدى ضواحي المدينة، وألقت القبض على الملا عبيد الله و20 من مرافقيه. وقد عثرت قوات الشرطة على بنادق آلية وقنابل يدوية وكثير من السيارات بحوزة القائد في حركة طالبان. إلى ذلك أعلن مسؤولون أمس مقتل 23 من حركة طالبان الباكستانية على الأقل على يد ميليشيا قبلية موالية للسلطات في معارك وقعت في المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان. واندلعت المعارك أول من أمس، وتواصلت خلال الليلة الماضية في منطقة مهمند القبلية على بعد 15 كلم من خار، كبرى مدن إقليم باجور الذي يعد من معاقل متمردي طالبان المتحالفين مع مقاتلي تنظيم القاعدة. وقال موظف محلي يدعى أسد علي خان لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) إن ميليشيا قبلية تقليدية «قتلت ـ بحسب معلومات تلقيناها هنا ـ 23 مقاتلا إسلاميا، كما جرح كثيرون آخرون». وأوضح أحد زملائه، ويدعى محمد رسول خان، أن ثلاثة قرويين اعتبروا في عداد المفقودين بعد اشتباكات بين 150 قرويا ومائة من طالبان.

وأضاف أن الميليشيا «قاتلت بضراوة، والإسلاميين فروا». وأكد مسؤولون في قوات الأمن وأجهزة استخبارات،وقوع المعارك والحصيلة، لكنهم غير مخولين بالتحدث رسميا إلى الصحافة. وكان الجيش الباكستاني قد شن في أغسطس (آب) الماضي هجوما واسعا على طالبان وحلفائها في تنظيم القاعدة في باجور ومهمند، وهما اثنتان من المناطق القبلية الباكستانية الست التي تتمتع بحكم ذاتي، والمحاذية للحدود الأفغانية. وفي 28 فبراير (شباط) أعلن الجيش تحقيق فوز استراتيجي على المتمردين، لكن المواجهات استمرت بشكل متفرق. ومنذ بدء الهجوم حصل العسكريون الباكستانيون على دعم بعض القبائل المحلية، فيما بقيت أخرى إلى جانب طالبان. وقد لجأت طالبان ومقاتلو «القاعدة» إلى المناطق القبلية الباكستانية منذ أطيح بنظام طالبان من الحكم في كابل أواخر عام 2001 إثر هجوم عسكري بقيادة الولايات المتحدة.