لاهاي تحدد الأربعاء موعدا لإعلان قرارها حول تبعية منطقة أبيي النفطية بالسودان

موفد أوباما في الخرطوم لمدة 10 أيام.. ويدعو طرفي النزاع إلى منع اندلاع العنف على خلفية القرار

TT

حسمت هيئة التحكيم الدولية في لاهاي، الخلاف بين شريكي الحكم حول موعد إعلان قرارها الخاص بتبعية منطقة «أبيي» الغنية بالنفط، وحددت الأربعاء القادم موعدا لإعلان القرار، خلال احتفال رسمي، بحضور رسمي وشعبي من الطرفين في لاهاي. وبدأ مبعوث الرئيس الأميركي للسلام للسودان اسكوت غرايشن مباحثاته مع المسؤولين في الخرطوم أمس في أول يوم لزيارته للسودان التي من المقرر أن تستغرق 10 أيام، تشمل دارفور ومنطقة أبيي المتنازع عليها، وعاصمة الجنوب «جوبا».

وبدأ الطرفان في الخرطوم في حشد وفودهما وممثليهما المقرر مشاركتهم في حفل لاهاي، فيما فرضت الأجهزة المحلية في أبيي تحوطات أمنية مشددة للحيلولة دون حدوث صدامات حال صدور القرار. وكان ذات المشهد تكرر مطلع العام الحالي عندما تقدم الطرفان بمرافعاتهما للمحكمة في المدينة الهولندية، وظل الطرفان خلال الأيام الماضية على خلاف حول موعد إعلان قرار المحكمة، الذي صدر ولكنه طي الكتمان لدى المحكمة، حيث ترى الحركة الشعبية السرعة في الإعلان فيما يرى حزب المؤتمر الوطني خلاف ذلك.

وسمحت المحكمة للطرفين استقدام ممثلين لأبناء المنطقة وأعيانها وإعلاميين ورسميين، وأعلنت أنها ستقوم بدعوة كل الدول والمؤسسات التي شهدت على اتفاق السلام الشامل، بجانب رئيس مفوضية التقييم والتقويم.

وقال الدرديري محمد أحمد، ممثل حزب المؤتمر الوطني في التحكيم في لاهاي في تصريحات صحافية، إن المحكمة وافقت على مقترح الحكومة بإقامة احتفال رسمي بالقرار في لاهاي، يشارك فيه أعيان من منطقة أبيي والمجتمع المدني. وأعلن ترحيب حكومته بقرار المحكمة على الرغم من أنه لم يأخذ بمقترح الحكومة المنادي بتأجيل إعلان قرار التحكيم، وقال «رغم قصر المدة المتبقية لإعلان القرار الأربعاء المقبل، سنعمل جاهدين لإيصال أكبر عدد من الأعيان وممثلي المجتمع المدني والمهتمين والمسؤولين الحكوميين إلى لاهاي».

من جانبه، قال وزير رئاسة حكومة الجنوب لوكا بيونق في تصريحات صحافية إن هيئة التحكيم أخطرتهم أمس بأنها حددت صباح الثاني والعشرين الحالي موعدا لإعلان قرارها، وكشف أن المحكمة بعثت بدعوة خاصة لممثلي منطقة أبيي من قبيلتي: «دينكا ونقوك»، يناصرون الحركة الشعبية في القضية و«المسيرية»، وهي قبيلة عربية تناصر حزب المؤتمر الوطني، لحضور الاحتفال المصغر الخاص بإعلان القرار بلاهاي، وأوضح بيونق أن المحكمة منحت الطرفين ـ الحكومة والحركة الشعبية ـ حرية إحضار العدد الذي يرونه. إلى ذلك بدأ مبعوث الرئيس الأميركي للسلام للسودان اسكوت غرايشن مباحثاته مع المسؤولين في الخرطوم أمس في أول يوم لزيارته للسودان التي من المقرر أن تستغرق 10 أيام، تشمل دارفور ومنطقة أبيي المتنازع عليها، وعاصمة الجنوب «جوبا». وطالبت واشنطن شريكي الحكم في السودان بضرورة «منع اندلاع العنف في أبيي بسبب إعلان القرار»، حسب بيان صادر من سفارتها في الخرطوم.

وبحضور المبعوث غرايشن بدأت في النادي الدبلوماسي في الخرطوم نهار أمس المرحلة الثانية من المفاوضات الثلاثية بين حزب المؤتمر الوطني، والحركة الشعبية، والإدارة الأميركية حول دفع تنفيذ اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب «اتفاق نيفاشا»، حيث كانت جولته الأولى جرت في واشنطن بنهاية يوليو (تموز) 2008. وينتظر أن تكون الجولة الثالثة في أغسطس (آب) المقبل في عاصمة جنوب السودان.

وقالت مصادر مطلعة في الخرطوم لـ«الشرق الأوسط» إن المبعوث يبحث خلال زيارته في السودان جملة قضايا، من بينها قضية «تأمين» أبيي بعد صدور قرار التحكيم بين الطرفين، وحصيلة تحركات المبعوث الأميركي حول مفاوضات السلام في دارفور. ولم تستبعد المصادر أن يطرح المبعوث على المسؤولين في الخرطوم مسودة مبادرة أميركية على شكل إعلان مبادئ لمفاوضات سلام شاملة بين الحكومة وعدد من الحركات المسلحة في إقليم دارفور، تمثل الأفكار ذاتها التي بحثها مع دول المنطقة وممثلين للحركات المسلحة في دارفور خلال الأسابيع الماضية من خلال جولة شملت باريس وتشاد وليبيا، ومواقع الحركات في دارفور.